"محرقة الكتب".. تلاميذ الجزائر يحتفلون بآخر يوم دراسة
احتفال التلاميذ في الجزائر بنهاية العام الدراسى اكتسب، عاما بعد عام، ما يشبه التقليد السنوي، بحرق الكتب المدرسية وتمزيقها بالشوارع.
احتفال التلاميذ في الجزائر بنهاية العام الدراسى اكتسب، عاما بعد عام، ما يشبه التقليد السنوي، بحرق الكتب المدرسية والكراسات وتمزيقها بالشوارع وأفنية المدارس.
صحيفة "الشروق" الجزائرية سلطت الضوء على هذه السلوكيات الغريبة التي اكتسبت شكل الطقس المعتاد، بينما تكرس للعنف والإهمال.
وقالت الصحيفة إنه" بحجة نهاية السّنة الدراسيّة، يمزق التلاميذ كتبهم وكراريسهم ويرمونها عبر الأزقة والشوارع، ويقوم بعضهم بحرقها، في مشهد مُسيء".
وأوضحت أن السنة الماضية شهدت اندلاع عدة حرائق بعدد من المدارس الثانوية، بسبب استخدام التلاميذ وألعاب نارية للاحتفال، هذه الظاهرة جعلت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، تتخذ إجراءات رادعة لمعاقبة المتسبّبين في اندلاع الحرائق الأخيرة بالمدارس، مُحملة التلاميذ والطاقم الإداري والأولياء المسؤولية في ذلك، حيث شددت على استدعاء أولياء المخربين لدفع قيمة الأضرار المادية.
وبينت الصحيفة أنه على مدار أجيال، اختلفت وتطوّرت عادات وتقاليد احتفال التلاميذ بنهاية الموسم الدراسي، فجيل السبعينيات والثمانينيات، كان يحتفل بنهاية الدراسة بتنظيم حفلات تُقدّم فيها حلويات ومشروبات يشترك التلاميذ في جمع أموالها، أو يحضر كل تلميذ حلويات وشاي وقهوة للمعلمين وزملائه في القسم، وحتى المعلمون كانوا يحتفلون بتلاميذهم بمنحهم قصصا وكتيّبات، وغالبية أجيال السبعينيات والثمانينيات كانوا يحتفظون بكراريسهم وكتبهم وحتى أقلامهم ومسوداتهم، إما للذّكرى أو لمنحها للإخوة أو الأقارب ".
وأضافت الصحيفة أن "الأجيال اللاحقة ابتدعت سلوكيات تميل للعنف والهمجية، فطريقتهم للاحتفال تكون بتمزيق الكراريس والأوراق ورميها في السماء داخل ساحة المدرسة وخارجها، ويغادرون تاركين المكان غارقا في فوضى الأوراق المبعثرة، وتغرق بعض أحياء بلدية جسر قسنطينة في فوضى كبيرة بعد إقدام تلاميذ الثانويات والمُتوسّطات، على تمزيق كراريسهم ونشرها عبر الشوارع والطرقات، غير آبهين بجمال المحيط الذي درسوه في مادة التربية المدنية، ورغم محاولات عمال النظافة بالبلدية جمع ما خلفه التلاميذ، لكنهم حملوا القليل منها فقط، لأن الرياح نشرت الأوراق وبعثرتها في كل مكان .
وتُحمّل جمعيات أولياء التلاميذ مسؤولية هذه السلوكيات للأسرة، التي لم تُلقّن أبناءها التعاليم الصحيحة للمحافظة على نظافة البيئة، ولم تحذرهم من الظاهرة، بل هم من يشجعونهم على ذلك، حسب قول كثيرين.
aXA6IDMuMTQ3LjY5LjQ4IA== جزيرة ام اند امز