بموافقة 80%.. النهضة بتونس تقر التحول لـ"حزب مدني ذي مرجعية إسلامية"
راشد الغنوشي رئيس النهضة، قال نتجه بشكل جدي باتجاه حزب سياسي وطني مدني ذي مرجعية إسلامية ويعمل في إطار الدستور
أقرت حركة النهضة الإسلامية في تونس، الأحد، خلال مؤتمرها العاشر، الفصل بين نشاطاتها الدينية والسياسية، بهدف التأقلم مع التطورات الجارية في هذا البلد الذي لا يزال بمنأى عن النزاعات الدامية التي ضربت بقية دول الربيع العربي.
وقال راشد الغنوشي، رئيس النهضة والزعيم التاريخي للقوة الأولى في البرلمان، "نتجه بشكل جدي، وتم تبني ذلك اليوم باتجاه حزب سياسي وطني مدني ذي مرجعية إسلامية ويعمل في إطار دستور البلاد، ويستوحي مبادئه من قيم الإسلام والحداثة".
وأصبح هذا التحول رسميا بعد اعتماده من المؤتمر العاشر للحركة المنعقد في منتجع الحمامات السياحي جنوب العاصمة التونسية.
وقدم مسؤولو النهضة هذا التحول باعتباره نتيجة تجربة الحكم ومرور تونس من الاستبداد إلى الديمقراطية إثر ثورة 2011.
وأضاف الغنوشي، الذي يتوقع أن يعاد انتخابه رئيسا للحركة، أن دستور البلاد نص على استقلالية منظمات المجتمع المدني عن الأحزاب.
وتابع "ونحن إذن نستجيب لتطور داخلي في البلاد".
وبعد أن كانت حركة النهضة عرضة لقمع شديد خلال حكم زين العابدين بن علي، خرجت منتصرة من أول انتخابات ديمقراطية جرت بعد ثورة عام 2011.
لكنها وبعد أن أمضت سنتين في غاية الصعوبة في الحكم قررت التنحي وسط أزمة سياسية خانقة ضربت البلاد.
وقال رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية السابق وصهر الغنوشي، "لم يعد هناك حاجة للإسلام السياسي الاحتجاجي في مواجهة الدولة، نحن الآن في مرحلة البناء والتأسيس، نحن حزب وطني يعتمد المرجعية الإسلامية ويتجه إلى تقديم إجابات أساسية على مشاغل واهتمامات التونسيين في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية".
ويتلاءم هذا التغيير في مسار حركة النهضة مع اقتناعات غالبية الشعب التونسي، إذ أفاد استطلاع أخير للرأي أن 73% منهم يؤيدون "الفصل بين الدين والسياسة".
وأجرت مؤسسة سيجما التونسية هذا الاستطلاع بالتعاون مع المرصد العربي للديانات والحريات ومؤسسة كونراد اديناور.
وتتابع بقية الأحزاب السياسية في تونس مع وسائل الإعلام باهتمام شديد هذا التحول، وتتساءل عن مداه الفعلي وتأثيره السياسي في البلاد.
وتساءلت صحيفة "لابرس" في عددها الأحد "هل تريد حركة النهضة دمقرطة الإسلام أو أسلمة الديمقراطية؟".
وقالت بشرى بلحاج حميدة، البرلمانية التي استقالت من حزب نداء تونس خصوصا بسبب نقص "الوضوح" في العلاقة مع النهضة، إنها تنتظر إثباتات على هذا التغيير المعلن.
وأضافت "في مستوى التصريحات هذا مطمئن لكنه غير كاف.. يجب أن يثبت هذا الحزب ذلك في خطابه السياسي اليومي وفي علاقاته مع الجمعيات".
وناقش المشاركون الـ1200 في المؤتمر حتى ساعة متأخرة من ليل السبت والأحد الأولويات الواجب اعتمادها في إطار إستراتيجية الحركة للتحرك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال المتحدث باسم المؤتمر أسامة صغير، إنه تم التصويت بنسبة 80% على الفصل بين الدعوي والسياسي.
كما تم تبني النظام الداخلي آخر نهار الأحد، حسب ما قالت النائبة سيدة الونيسي.
ولا يزال يتعين على المؤتمر انتخاب رئيس الحركة وقسم من مجلس الشورى أعلى هيئة فيه.
وترشح 8 من وجوه الحركة لمنصب الرئيس "في انتظار حصول انسحابات"، حسب القيادي في الحزب عبدالكريم الهاروني.
وبين الأسماء المترشحة للرئاسة راشد الغنوشي وعبدالفتاح مورو وهما مؤسسا حركة النهضة، وأيضا عبدالحميد الجلاصي نائب رئيس الحركة.
وكان مؤتمر الحركة افتتح الجمعة في ضواحي مدينة تونس بحضور آلاف الأشخاص وبينهم رئيس البلاد قائد السبسي، مع العلم بأن الأخير وحزبه نداء تونس كانا شنا حملة شعواء على الحركة الإسلامية التي كانا يصفانها بالظلامية ويتهمانها بالتعاطف مع الإسلام الجهادي عندما كانت في السلطة.
وقال رئيس البلاد في كلمته "نأمل بأن تتوصلوا خلال أعمالكم إلى التأكيد على أن النهضة باتت حزبا مدنيا تونسيا شكلا ومضمونا".
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز