استقالات نواب "نداء تونس" تمنح "النهضة" الصدارة البرلمانية
بعد خروج 19 نائبًا من كتلة الحزب الحاكم
بات حزب "النهضة" التونسي (الإسلامي) هو صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر بالبرلمان، بعد استقالة 19 نائبًا من كتلة حزب "نداء تونس" الحاكم
بات حزب "النهضة" التونسي ذو التوجه الإسلامي هو صاحب الكتلة البرلمانية الأكبر بالبرلمان، بعد استقالة 19 نائبًا من كتلة حزب "نداء تونس" الحاكم، احتجاجًا على تعاظم دور نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في الحزب.
ووصل عدد نواب "نداء تونس" المستقيلين منذ يوم الجمعة الماضي إلى 19 نائبًا من كتلة الحزب الذي أسسه الرئيس السبسي بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وباستقالة النائبين من نداء تونس الذي يعاني من انقسامات حادة أصبح حزب النهضة صاحب 69 مقعدًا في البرلمان في الصدارة، متقدمًا على نداء تونس الذي تراجع عدد نوابه إلى 67 نائبًا في البرلمان الذي يضم 217 عضوًا.
ولن تشكل استقالة نواب من النداء تهديدًا لاستقرار الحكومة على الأرجح، ولكنها تأتي في وقت حساس تكافح فيه تونس لاحتواء الخطر المتزايد للجماعات الجهادية وإنعاش الاقتصاد العليل.
ويتهم النواب المستقيلون حافظ قائد السبسي نجل الرئيس وجماعته بالسعي للسيطرة على الحزب وفرض مسار غير ديمقراطي.
ويواجه الباجي قائد السبسي رئيس البلاد انتقادات بأنه يحاول توريث ابنه قيادة الحزب لإعداده لمنصب سياسي أهم.
لكن رئاسة الجمهورية تنفي هذا، كما تنفي أي تدخل في الخلافات بين الفريقين المتصارعين وتستنكر الزج بها في خلافات الحزب الداخلية.
وأمس الأحد، انتخب السبسي الابن أمينًا عامًّا وممثلًا قانونيا لنداء تونس ضمن قيادة جماعية للحزب في ختام مؤتمر عقد بسوسة، وهو ما عزز مخاوف منتقديه الذين قالوا، إنها خطوة تكرس فعليًّا هيمنته على الحزب.
وتأتي الاستقالات لتعمق الانقسام في حزب نداء تونس بعد أيام من إعلان الأمين العام والقيادي بحزب نداء تونس محسن مرزوق الانشقاق عن نداء تونس والاستعداد لتأسيس حزب جديد في مارس/ آذار المقبل.
وينتقد معسكر مرزوق ما يسميه "رغبة البعض في الهيمنة على الحزب بالقوة" في إشارة لحافظ قائد السبسي، ويدفع فريق نجل السبسي الاتهامات عنه ويقول، إن الفريق الثاني يحاول الهيمنة على الحزب وإقصاء قيادات بارزة.
واستفاد نداء تونس من استقطاب فئات واسعة من أنصار النظام السابق وجزء من الحداثيين ومعارضي الإسلام السياسي ليفوز على خصمه النهضة في انتخابات 2014 لكن استمراره في الصدارة لم يصمد طويلًا.
وقاد "نداء تونس" احتجاجات شعبية في صيف 2013 انتهت بتنحي حزب النهضة الإسلامي عن الحكم، وتكوين حكومة غير حزبية قادت البلاد إلى الانتخابات التي جرت عام 2014.
وحظي الانتقال السلس للسلطة وصياغة دستور بإشادة غربية واسعة نالت بفضلها أربع منظمات من المجتمع المدني بتونس جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز