العاهل المغربي يدق ناقوس الخطر.. "الوضعية الوبائية مقلقة"
العاهل المغربي يصف الوضع الوبائي للمملكة بـ"المُؤسف"، و"لا يُبعث على التفاؤل"، مُشدداً على أن من يقول غير ذلك فهو "كاذب"
دق العاهل المغربي الملك محمد السادس ناقوس الخطر بشأن الوضع الوبائي للمملكة المغربية، بعد تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، مُؤكداً أنَّ الدولة قد تلجأ إلى إعادة فرض حجر كامل إن استمرت الأوضاع بهذا الشكل.
وتجاوز عدد الحالات النشطة في مختلف المستشفيات المغربية، عتبة الـ 14 ألف حالة، وبلغ عدد الحالات الحرجة 194 حالة بمختلف أقسام العناية المركزة والإنعاش، فيما توفي بسبب الفيروس 775 شخصا مُنذ تسجيل أول حالة في مارس/آذار الماضي.
وتُسجّل المملكة في الأسابيع الماضية أرقاماً توصف بـ"المهولة" بشكل يومي، تتجاوز الألف حالة جديدة يومياً، ما دفع الحكومة إلى إغلاق عدد من الأحياء والمُدن وتشديد الإجراءات الصحية هُناك.
وضع مؤسف
ووصف العاهل المغربي الوضع الوبائي للمملكة بـ"المُؤسف"، و"لا يبعث على التفاؤل"، مُشدداً على أن من يقول غير ذلك فهو "كاذب".
وأوضح أنه بعد الحجر الصحي، تضاعف أكثر من ثلاث مرات، عدد الإصابات المؤكدة، والحالات الخطيرة، وعدد الوفيات، في وقت وجيز، مقارنة بفترة الحجر.
ولفت إلى أن معدل الإصابات ضمن العاملين في القطاع الطبي، ارتفع من إصابة واحدة كل يوم، خلال فترة الحجر الصحي، ليصل مؤخرا، إلى عشر إصابات.
وأكد أنه إذا استمرت هذه الأعداد في الارتفاع، فإن اللجنة العلمية المختصة بوباء كوفيد- 19، قد توصي بإعادة الحجر الصحي، بل وزيادة تشديده، مُعلقاً: "إذا دعت الضرورة لاتخاذ هذا القرار الصعب، لا قدر الله، فإن انعكاساته ستكون قاسية على حياة المواطنين، وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية".
ونبه الملك إلى أن خطاب اليوم "لا يعني المؤاخذة أو العتاب"، قائلاً: "وإنما هي طريقة مباشرة، للتعبير لك عن تخوفي من استمرار ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، لا قدر الله، و الرجوع إلى الحجر الصحي الشامل، بآثاره النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية".
معركة مُستمرة
ودعا الملك محمد السادس في خطابه، الخميس، بمناسبة الذكرى الـ67 لثورة الملك والشعب، المغاربة إلى الالتزام الصارم بالتدابير الصحية، مُشدداً على أنه "بدون الالتزام الصارم والمسؤول بالتدابير الصحية، سيرتفع عدد المصابين والوفيات، وستصبح المستشفيات غير قادرة على تحمل هذا الوباء، مهما كانت جهود السلطات العمومية، وقطاع الصحة".
وشدد على أن المغرب لم يكسب بعد المعركة ضد الوباء "على الرغم من الجهود المبذولة"، مُعلقاً بالقول: "صحيح أنه كان يضرب بنا المثل، في احترام التدابير الوقائية التي اتخذناها، وفي النتائج الحسنة التي حققناها، خلال فترة الحجر الصحي (..) ولكن مع الأسف، لاحظنا مع رفع الحجر الصحي أن عدد المصابين تضاعف بشكل غير منطقي، لأسباب عديدة".
وأرجع الملك هذا الارتفاع إلى "ادعاء البعض أن المرض غير موجود"، وأن "هناك من يعتقد بأن رفع الحجر الصحي يعني انتهاء المرض"، وأن "هناك عددا من الناس يتعاملون مع الوضع، بنوع من التهاون والتراخي غير المقبول".
وشدد الملك على أن من يقول بكون المرض غير موجود، "لا يضر بنفسه فقط، وإنما يضر أيضا بعائلته وبالآخرين"، مُنتقداً أولئك الذين لا يحترمون التدابير الصحية الوقائية التي اتخذتها السلطات العمومية"، خاصة في ظل "توفير الدولة وسائل الوقائية بكميات كافية وأسعار مناسبة في الأسواق".
ضد جهود الدولة
وفي السياق، اعتبر الملك أن هذه السلوكيات "غير وطنية ولا تضامنية"، مُشدداً على أن الوطنية تقتضي أولا الحرص على صحة وسلامة الآخرين، ولأن التضامن لا يعني الدعم المادي فقط، وإنما هو قبل كل شيء الالتزام بعدم نشر العدوى بين الناس.
وشدد على أن "هذا السلوك يسير ضد جهود الدولة، التي تمكنت والحمد لله، من دعم العديد من الأسر التي فقدت مصدر رزقها"، مُستدركاً بالقول "إلا أن هذا الدعم لا يمكن أن يدوم إلى ما لا نهاية، لأن الدولة أعطت أكثر مما لديها من وسائل وإمكانات".
وذكر الملك بأن الدولة قامت بتقديم الدعم لفئات واسعة من المواطنين، بالإضافة إلى إطلاقه خطة طموحة وغير مسبوقة لإنعاش الاقتصاد، ومشروعاً كبيراً لتعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة، مُؤكداً ضرورة تنزيل هذه المشاريع، على الوجه المطلوب، وفي الآجال المحددة.
إغلاق وتجارب
وفي وقت سابق، قررت المملكة تعزيز إجراءات التصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في مدينتي مراكش والدار البيضاء الأكثر تضرراً من تفشيه، بإغلاق أحياء سكنية وشواطئ وتشديد المراقبة في المنافذ المؤدية إليهما، بحسب ما أعلنت الحكومة في بيان، الخميس.
كما تشمل الإجراءات الجديدة إغلاق شواطئ العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء (غرب) وضواحيها ابتداء من السبت، مع استمرار إغلاق عدة أحياء فيها، بالإضافة إلى منع المقاهي من نقل مباريات كرة القدم التي تؤدي عادة إلى ازدحام كبير بها.
وأعلنت الحكومة أيضا عن إجراءات مشابهة في مدينة بني ملال (وسط) حيث تغلق 6 أحياء ابتداء من الجمعة.
وشددت الإجراءات الاحترازية في وقت سابق بكل من طنجة (شمال) وفاس (وسط) والرباط (غرب)، مع عودة انتشار ناقلات الجنود المدرعة وحواجز المراقبة الأمنية.
من جهة أخرى، وقع وزير الصحة المغربي ومسؤولون عن مجموعة "سينوفارم" الصينية، الخميس، اتفاق تعاون حول "المرحلة الثالثة لتجارب سريرية على لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد"، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية المغربية.
ويظل التنقل من وإلى 8 مدن بينها الدار البيضاء ومراكش ممنوعاً منذ نهاية يوليو/تموز إلا في حالات استثنائية.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز