المرشح البيئي يقتنص رئاسة النمسا بعد منافسة حامية
تحبس النمسا أنفاسها بانتظار الفائز في الانتخابات الرئاسية التي شهدت منافسة حادة يمكن أن توصل إلى سدة الحكم أول رئيس من اليمين المتطرف.
فاز المرشح البيئي الكسندر فان دير بيلين من حزب الخضر اليوم الاثنين بالانتخابات الرئاسية في النمسا متقدما على منافسه من اليمين المتطرف نوربرت هوفر، إثر دورة ثانية تميزت بمنافسة شديدة، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية النمساوية.
وقالت وزارة الداخلية النمساوية إن فان دير بيلين البالغ من العمر 72 عاما حاز على 50.3% من الأصوات، متقدما على منافسه هوفر الذي جمع 49.7%، واعترف عبر صفحته على "فيسبوك" بهزيمته.
وكان حزب نوربرت هوفر نبه عشية الانتخابات إلى أنه سيولي فرز هذه الأصوات "اهتمامًا خاصًا" إذا ما كانت النتائج متقاربة جدًا، مشيرًا إلى إمكانية تلاعب "متواطئين مع النظام السياسي الحالي" بالنتائج لمصلحة فان دير بيلين، الزعيم السابق لحزب الخضر النمساوي الذي يترشح بصفته مستقلًا.
وفوز فان دير الأستاذ الجامعي السابق، الذي يميل إلى التيارات الليبرالية والوسطية، فسيحمل إلى رئاسة النمسا للمرة الأولى أحد أنصار البيئة.
تصدعات
وتصدرت الصفحة الأولى لصحيفة "كوريير" اليومية علامة استفهام فوق صورتي المرشحين، مشيرة إلى تصدعات داخل المجتمع النمساوي كشفت عنها عمليات التصويت الأحد.
وعلى غرار ما حصل في الدورة الأولى، حصل هوفر على أكثرية أصوات الناخبين الذكور (54%)، وعلى (58%) من أصوات غير الحاصلين على ديبلوم الدرجة الثانية، وعلى أصوات في مناطق ريفية. وتمكن فان دير بيلين من اجتذاب الناخبين الشبان (56%) والذين تفوق أعمارهم 50 عامًا.
كذلك ذهب القسم الأكبر من أصوات العمال إلى نوربرت هوفر (71%).
لكن فلوريان اوبرهوبر من معهد سورا قال إنه لا يمكن الحديث بالنسبة إلى الفئات الأخرى عن "هوة اجتماعية؛ لأن الفوارق بسيطة بين الأصوات".
واعتبر الخبير السياسي أن "الهوة الأساسية هي على الصعيد السياسي، حول مسائل مثل الاتحاد الأوروبي واللاجئين والثقة في النظام".
فأزمة اللاجئين التي شهدت تقديم 90 ألف شخص اللجوء إلى النمسا في 2015، أي أكثر من 1% من عدد سكانها، اضطلعت بدور كبير في الحملة. وقد تحفظ هوفر عن الخوض في الحملات المعادية للأجانب التي كانت العلامة المميزة لحزبه في السابق.
تراجع الأحزاب التقليدية
وركز هوفر، المهندس السابق، والناشط منذ شبابه في حزب الحرية النمساوي، خطابه حول فرص العمل ومستوى معيشة النمساويين، مؤكدًا أنه لا يريد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، إلا إذا دخلته تركيا.
ووعد، الأحد، "بالترشح من جديد بعد ست سنوات" إذا لم ينتخب.
وفي كلمة خاطب بها أنصاره، قال فان دير بلين إن "ما نقوم به يستحق ألا نتخلى عنه".
وقد دعي نحو 6.4 مليون ناخب إلى اختيار خلف للاشتراكي الديمقراطي هاينز فيشر.
وكان هوفر تصدر بفارق كبير في الدورة الأولى من خلال حصوله على 35% من الأصوات، مسجلًا أفضل نتيجة في انتخابات وطنية لحزبه، حزب الحرية النمساوي. وحصل فان دير بيلين على 21.3% من الأصوات.
ونبه هوفر، المستشار المقرب من زعيم حزب الحرية النمساوي، هاينز-كريستيان ستراش، إلى أنه يريد أن يكون "رئيسًا نشيطًا" إذا ما انتخب. وبذلك يخرج عن الدور البروتوكولي أساسًا الذي كان يضطلع به حتى الآن الرؤساء النمساويون. ولم يستبعد "إقالة الحكومة" إذا ما اضطر إلى ذلك.
وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر عن تخوفه من تنامي قوة اليمين وفوز اليمين المتطرف في النمسا، إلا أن الجبهة الوطنية في فرنسا رحبت بهذه الإمكانية.
وقد مني الحزبان الاشتراكي الديمقراطي والمحافظ اللذان يتوليان الحكم منذ الحرب العالمية الثانية، بهزيمة تاريخية في الدورة الأولى. واستقال المستشار فرنر فايمن بين الدورتين وحل محله رئيس الشركة الوطنية للسكك الحديد كريستيان كيرن.