احتفالية فلسطين للأدب.. مواجهة ثقافة القوة بقوة الثقافة مجددًا
منذ 9 سنوات انطلقت من فلسطين احتفالية تهدف لكسر الحصار الثقافي الذي فرضه الاحتلال العسكري اﻹسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
منذ 9 سنوات انطلقت من فلسطين احتفالية تهدف لكسر الحصار الثقافي الذي فرضه الاحتلال العسكري اﻹسرائيلي على الشعب الفلسطيني، احتفالية تسعى في عملها لإعادة تأكيد المفهوم الذي صاغته كلمات المفكر الفلسطيني، إدوارد سعيد: نواجه ثقافة القوة بقوة الثقافة.
واليوم تتواصل فعاليات الاحتفالية التي تعرف باحتفالية فلسطين للأدب "بالفست" السنوية الجوالة التي انطلقت في 21 مايو وتستمر حتى 26 منه.
ضمن الفعالية يتنقل المشاركون الضيوف بين المدن ليلتقوا الجمهور الفلسطيني المحروم من حرية التنقل في وطنه، يلتقي المشاركون نهارًا، خلال جولات سياسية وتاريخية، بالفنانين والكتّاب والناشطين السياسيين، ويقدمون ليلاً قراءات أدبية متنوعة أمام الجمهور مع نظرائهم الفلسطينيين.
ويتنقل المشاركون بين نابلس، القدس، حيفا، رام الله... وتتضمن قائمة المشاركين هذا العام شخصيات أدبية بارزة عالميًا مثل الإرلندي كولم ماكان، والجنوب إفريقي جي.م. كوتزي، والأمريكي باري لوبيز.
ويشارك في "بالفست" هذا العام 33 كاتبًا من فلسطين وخارجها، يجولون على مدينة الخليل ومخيم عايدة، وحي ســلوان والشيخ جراح في القدس، ويزورون إحدى القرى التي اقتلع الصهاينة أهلها وهدموها في العام 1948، كشاهد من شواهد النكبة الفلسطينية المســتمرة منذ ذلك العام.
ونظرًا إلى الحصار المفروض على غزة، يقيم النشاطات هناك مجموعة من الفنانين والمثقفين من أهل غزة تزامنًا مع النشاطات في رام الله والقدس.
عن احتفالية فلسطين للأدب وأهميتها، يقول الكاتب النيجيري - الأمريكي تيجو كول الذي شارك في دورة من دوراتها السابقة: "أظهرت احتفالية فلسطين للأدب لي وللكثيرين بجلاء حقيقة الحياة والنضال في فلسطين. رحلتي في فلسطين لن أنساها ما دمت حيًّا".
ووصف الروائي الإنجليزي تشاينا ميفل الاحتفالية بكونها أكثر الاحتفاليات الأدبية التي شهدها "أهمية وقوة". وأطلق أحد الكتّاب على احتفالية فلسطين للأدب لقب "الرجل الحديدي بين الاحتفالات الأدبية لما تشمله من تحد نفسي وجسدي لا مثيل له في العالم الأدبي".
وكانت الاحتفالية استضافت أكثر من 180 كاتبًا من بلدان عدة خلال سنواتها التسع، وكثيرًا ما قامت بدور المستشار لناشرين ومنظمي مهرجانات ومديري مجلات في بريطانيا وأمريكا والهند، مستهدفة تعزيز الحياة الأدبية الفلسطينية وإيصال صوت القضية إلى مختلف أنحاء العالم.
ومن المشاركين في الاحتفالية هذه السنة: أحمد جميل عزم، أحمد مسعود، آمنة أبو صفط، أسماء عزايزة، أنجيلي جوزيف، إنوا إلامز، باري لوبيز، مسرح البسطة، باسمة التكروري، باكتي شرنجاربور، بِن إهرِنْرايك، بنيامين موزر، جاك شينكر، جوكاستا هاملتون، جون ماكسويل كويتزي، جلمود، جيهان بسيسو، خالد الناصري، خالد جمعة، ريكي لورينتيس، ريمي قنازع، سائد السويركي، سارة مكنالي، ساعدية هارتمن، علي أبو عجمية، غياث المدهون، كولام ماكان، لي براكستون، ليلى العلمي، مجد كيال، محمد الشاهد، محمود أبو عريشة، مصطفى قصقصي، ناتالي حنضل، هيكل، هيفاء زنكنة، ياسر خنجر.
أسست احتفالية فلسطين للأدب (بالفست) عام ٢٠٠٨ بهدف زيادة اطلاع العالم على الحياة الثقافية الفلسطينية، ودعم هذه الحياة في فلسطين، والتعاون مع الفلسطينيين على كسر الحصار الثقافي الذي فرضه الاحتلال العسكري اﻹسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتعزيز العلاقات الثقافية بين فلسطين وباقي العالم.
وكان المهرجان الأدبي السنوي محور أنشطتنا منذ ذلك الحين، وقد استطعنا من خلاله دعوة عشرات الشخصيات الأدبية المرموقة، أداروا ورشات عمل، وقدموا عروضًا وأمسية ثقافية في المدن الفلسطينية، وكان الضيوف من بلاد مختلفة مثل بريطانيا والولايات المتحدة ومن العالم العربي، وبالفست تشرف بالتعاون مع العشرات من المنظمات الفلسطينية الثقافية والتعليمية، فتقيم مهرجانًا تشاركيًّا ومؤثرًا كل عام.