واشنطن تندد بعنف نظام أردوغان ضد طلاب جامعة البوسفور
أعربت واشنطن، الأربعاء، عن قلقها إزاء تعامل السلطات التركية بعنف مع مظاهرات طلبة جامعة البوسفور.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ند برايس، في مؤتمر صحفي: "نتابع عن كثب الاحتجاجات السلمية ضدّ تعيين عميد جديد لجامعة البوسفور، ونحن قلقون لاعتقال طلاب ومتظاهرين آخرين".
- أزمة جامعة البوسفور.. أردوغان يصف الطلاب بـ"الإرهابيين"
- 159 معتقلا في مظاهرات جامعة البوسفور ضد أردوغان
ومنذ أسابيع تشهد جامعة "بوغاز إيتشي/البوسفور" بمدينة إسطنبول، احتجاجات ضد تعيين أردوغان، مليح بولو، رئيسًا جديدا لها، رغم أنه من خارجها، ما دفع مراقبين ومعارضين إلى الحديث عن خلفية سياسية لهذا التعيين الذي تم بنظام الوصاية.
غير أن تلك الاحتجاجات أخذت بعدًا جديدًا، اعتبارًا من الجمعة الماضي، حيث تم اعتقال عدد من طلاب الجامعة؛ بسبب عرض صورة للكعبة في معرض أعده الطلاب، قال حقوقيون إن الطلاب وضعوها على الأرض فقط، فيما قال النظام إنهم وضعوا عليها علم قوس قزح، وهو رمز مرتبط بمجتمع المثليين، في خطوة ندد بها المسؤولون الأتراك بسرعة.
وشمل الاعتقال 5 طلاب، حيث وجهت لهم تهمة "الإهانة العلنية للقيم الدينية التي تؤمن بها شريحة من الشعب"، غير أنه تم الإفراج عن 3 والإبقاء على اثنين.
وتطورت الأحداث، الإثنين الماضي، حيث قامت الشرطة بمداهمة حرم الجامعة، ليلًا، وأوقفت 159 طالبًا، فيما أفرجت صباحًا عن 98، بعد أن حاصر الطلاب مقر رئيس الجامعة، ولا تزال الاحتجاجات مستمرة.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الطلاب المعارضين لتعيين رئيس جامعتهم من قبله، بـ"الإرهابيين".
وأضاف تعليقًا على تلك التطورات مخاطبًا الطلاب، خلال مشاركته افتراضيًا بمؤتمرات مشتركة لحزبه بعدد من الولايات: "هل أنتم طلاب علم أم إرهابيون تحاصرون مقر رئيس الجامعة، في مسعى منكم للسيطرة عليه".
وأضاف قائلا: "هؤلاء الشباب عناصر التنظيمات الإرهابية، لا يمكننا أن نعتبرهم شبابًا لهذه البلاد، حيث لا يملكون قيما وطنية بالمعنى الحقيقي".
وأردف أردوغان قائلا: "هذه البلاد لن يسيطر عليها الإرهابيون، لن نسمح بذلك مطلقًا، وهذا ما أريد من الجميع معرفته، ومستعدون لاتخاذ كل ما يلزم حتى لا تتكرر احتجاجات متنزه جيزي (عام 2013) مرة أخرى".
في السياق نفسه انتقد أردوغان، تصريحات كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، التي أكد فيها تضامنها مع شباب الجامعة، حيث وصفهم بأصدقائه وأبنائه.
وردًا على تلك التصريحات قال أردوغان "اعتبر قليجدار أوغلو هؤلاء الشباب الذين يمثل كل واحد فيهم منظمة إرهابية، أصدقاءً له"، مضيفًا "وأقول له: سيد كمال إذا أردت أن تستمر في هذا الطريق مع أصدقائك الإرهابيين فلتستمر، لكننا لم نكن يومًا في صف الإرهابيين ولن نكون".
وينتمي بولو إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، وخاض انتخابات برلمانية مرشحًا عن الحزب، لكنه فشل.
وفجرت خطوة تعيينه غضبا داخل الجامعة، إذ اعتبر تدخلا في شؤونها، فهذه المرة الأولى منذ 1980، التي يجري فيها تعيين رئيس للجامعة من خارجها.
ورفض اتحاد طلاب الجامعة للقرار الرئاسي الذي صدر بعيدًا عن إرادة الجامعة، ونشروا تغريدات حملت وسم "لا نريد رئيس جامعة بالوصاية".
وخلال الفترات السابقة تم إسناد رئاسة جامعات إلى 12 شخصية مقربة من الحزب الحاكم، بينهم 7 نواب سابقين عن حزب أردوغان.
ويسعى أردوغان عبر رجاله للسيطرة على الحرم الجامعي، الذي تختفي فيه حرية التعبير، ويشيع الرعب بداخله بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث يخشى الجميع صدور قرار بفصله إذا وصلت شكوى ضده بأنه يعارض الرئيس أو يتعاطف مع معارضيه.