الزحف نحو المدن الكبرى.. "طالبان" تشنّ أول هجوم على عاصمة ولاية بأفغانستان
قال مسؤولون إن حركة طالبان شنت أول هجوم على عاصمة ولاية في شمال غرب أفغانستان,
واندلع قتال عنيف في منطقة قلعة ناو عاصمة ولاية بادغيس بعدما هاجم المسلحون كل الأقاليم المحيطة بالولاية.
وقال حاكم بادغيس حسام الدين شمس للصحفيين في رسالة نصية: "العدو دخل المدينة، سقطت كل الأقاليم. القتال بدأ داخل المدينة".
والهجوم على مدينة قلعة نو في ولاية بادغيس في غرب البلاد يشكل أول محاولة لحركة طالبان لللسيطرة على عاصمة ولاية.
من جهته، أكد رئيس مجلس ولاية بادغيس عبد العزيز بك وعضو المجلس ضياء غول حبيبي أن القتال بين طالبان والقوات الحكومية اندلع داخل المدينة.
وقال بك لـ"وكالة فرانس برس" إن "القتال مستمر في مختلف أنحاء المدينة الآن" مضيفا أن بعض مسؤولي الأمن استسلموا لطالبان خلال الليل.
تحول في الاستراتيجية
ويعد الهجوم الذي وقع اليوم الأربعاء تطورا في عمليات طالبان، التي كانت تركز على الأرياف، وتتحاشى المدن الكبيرة.
فمنذ بدئها الهجمات مؤخرا ضد القوات الحكومية، ركزت طالبان على احتلال المناطق الريفية، فيما اتبع الجيش الأفغاني استراتيجية الاحتفاظ بالمدن الكبرى.
استراتيجية قد تحافظ على موازين القوى لصالح الجيش على الأرض، غير أن "طالبان" تستثمر بسط نفوذها عبر "بروباجندا" تندرج في إطار حرب نفسي تعطي الانطباع بتحقيق النصر والتقدم وإن تكن المناطق التي سيطرت عليها بلا أي قيمة حقيقية.
وتشن حركة طالبان هجمات متواصلة في معاقلها جنوبي البلاد وهجوما كاسحا في الشمال.
بيد أن محللين لم يستبعدوا مؤخرا أن تنقل طالبان، الفترة المقبلة، تركيزها نحو عواصم الولايات والمدن الكبرى، ما يعني أن قدرة الجيش على تخطي هذا الهجوم الصيفي عقب خسارته الإسناد الجوي الأمريكي الحاسم، قد تحدد مستقبل الحكومة الحالية.
ومنح الانسحاب الأجنبي من أفغانستان طالبان حافزا معنويا كبيرا، حيث شنت سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الماضية سيطرت خلالها بشكل جزئي أو تام على حوالي مئة إقليم منذ مطلع مايو الماضي.
وتدرك الحركة أن هذا التمدد سيمنحها أسبقية على الأرض؛ سواء عاجلا أم آجلا، مستفيدة من الفراغ الذي خلفته القوات الأجنبية وغياب الإسناد، وهذا ما يفسره عدم اهتمامها بالدخول في محادثات مع الحكومة، بل قد تفضل الحركة انتزاع السلطة بالقوة، ما يمهد لسيناريوهات خطيرة.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA= جزيرة ام اند امز