إيران وطالبان.. محاولات "ساذجة" لتحسين صورة الحركة
يسعى التيار المتشدد في إيران للترويج لحركة طالبان، باعتبارها مختلفة تماما عما كانت عليه منذ سنوات، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة، ووصفت تلك المحاولات بأنها "ساذجة".
مساعي المتشددين في إيران تأتي استكمالا لمخططات نظام طهران في التودد للحركة المتشددة، مع التطورات التي تشهدها أفغانستان حاليا من رحيل القوات الأمريكية والأجنبية، وزيادة نفوذ الحركة.
فدا حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان والسفير الإيراني السابق لدى أفغانستان، دافع عن زيارة وفد طالبان لطهران مؤخرا، قائلا إن "سياسات طالبان الحالية تغيرت عن الماضي، والشعب الأفغاني لم يعد شعب الماضي".
وأضاف: "لا ينبغي تحميل طالبان مسؤولية الهجوم على مدينة مزار شريف، الهجوم الإرهابي على دبلوماسيينا وقواتنا في مزار الشريف لم ينفذه أي أفغاني".
في أغسطس/آب 1998، هاجمت طالبان مدينة مزار شريف، حيث كانت واحدة من أسس التحالف الشمالي المدعوم من طهران، وكانت إيران تدعم قوات المقاومة الأفغانية (التحالف الشمالي الأفغاني) بزعامة برهان الدين رباني وقيادة أحمد شاه مسعود، وبعد سيطرة طالبان على المدينة قُتل الدبلوماسيون الإيرانيون بعد حصار القنصلية في مزار شريف.
إلا أن الدبلوماسي الإيراني دافع عن طالبان قائلا: "ليس لدينا أي دليل على أن الحركة نفذت الهجوم الإرهابي، ولكن لدينا أدلة على أن العملية نفذت من جانب عملاء يعملون لصالح دولة مجاورة"، لم يكشف عنها.
وفي فبراير/شباط الماضي، كتب عبدالله غنجي في صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري: "على عكس داعش والقاعدة، فإن طالبان مفاوضون، وهذا يدل على أنهم يؤمنون بالسعي للسلطة في جغرافية أفغانستان ".
وأضاف: "إذا كان الاتصال بهم يؤدي إلى هزيمة داعش، ويضمن سلامة الشيعة، ويحرم الأمريكيين من النوم الجيد ليلاً، فإن التواصل ضروري، وعلى الحكومة أن تترك ذلك مفتوحًا".
من جانبه، وصف أحمد نادري، عضو البرلمان عن التيار المتشدد، طالبان مؤخرًا بأنها حركة حقيقية، وغرد في حسابه الرسمي على "تويتر": "طالبان هي إحدى الحركات الحقيقية في المنطقة ذات الخلفية البشتونية".
وأضاف "العمل معهم يمكن أن يعزز الاستقرار في المجتمع الأفغاني، ويمنع تسلل جماعات مثل داعش، ويجب ألا نقع في فخ تشويهها (طالبان) ".
وقبل ثلاثة أيام، خصصت صحيفة "كيهان" التابعة والناطقة باسم المرشد الإيراني علي خامنئي، يومياتها لتقدم طالبان في أفغانستان على أنها حركة مسالمة، وكتبت في جزء منها: "لا توجد أخبار عن جرائم مروعة، على غرار جرائم داعش في العراق، حتى إن طالبان قالوا إنهم لا علاقة لهم بالشيعة في البلاد".
وزعمت الصحيفة أنه "بحسب التقارير الواردة من أفغانستان، لا أنباء عن مجزرة بحق المدنيين الأبرياء وتدمير منازل، وما هو هناك إلا اشتباك مع القوات الحكومية. بعبارة أخرى، فإن قوات طالبان التي نتحدث عنها اليوم، أولاً ليست قوة موحدة ومنسقة، وثانيًا لديها بعض الخلافات مع طالبان التي عرفناها، وعلى سبيل المثال قضية قطع الرؤوس، فطالبان أعلنت رسمياً هذا التغيير بالطبع، لكن صحة هذه الادعاءات بحاجة إلى تحقيق جاد".
المتشددون سذج
ومن جانبه، رد الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي الإيراني "عباس عبدي" على دعم التيار المتشدد سياسياً وإعلامياً لحركة طالبان الأفغانية، واصفاً إياهم بـ"السذج".
وقال عباس عبدي رداً على فرش التيار المتشدد السجادة الحمراء لطالبان: "المبررات مثل أن طالبان ليست طالبان السابقة ساذجة للغاية، وإذا انتصروا هذه المرة فسيستخدمون المزيد من العنف ضد الآخرين لأنهم يشعرون بالارتياح للاعتقاد بأن الغرب سيتدخل مرة أخرى".
ورد شاه حسين مرتضوي، مستشار الرئيس الأفغاني، على منشور صحيفة كيهان التابعة لخامنئي، على صفحته على فيسبوك، قائلاً "يدافعون عن فظائع طالبان".
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز