تودد إيران لطالبان.. مخاوف الرحيل الأمريكي تبدل المواقف
التطورات التي تعيشها أفغانستان حاليا من مغادرة القوات الأمريكية للبلاد، زاد من نفوذ طالبان الأمر الذي جعل إيران تسعى للتقارب مع الحركة.
تقدم طالبان واتساع نطاق سيطرتها على أفغانستان، أصبح محل مناقشات في أروقة المؤسسات الإيرانية، خاصة مع حديث بعض الخبراء عن احتمال أن تنهار الحكومة في كابول خلال أشهر قليلة بعد الانسحاب الأمريكي والأجنبي من أفغانستان.
وفي مثل هذه الظروف، تتابع إيران عن كثب الأوضاع في أفغانستان، وهو ما كشفه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، خلال مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، حيث قال "على أعلى مستويات الأمن والسياسة، تتابع إيران قضية أفغانستان بجدية، وعن كثب وتتفاوض مع مختلف الأطراف في أفغانستان".
جزء من الحل
ظهر الاهتمام الإيراني والسعي للتحالف مع طالبان في إجابة زادة على سؤال وجهه له صحفي، حينما سأله، هل تغيرت سياسة إيران ونهجها تجاه أفغانستان؟، فقال "إن طالبان ليست ولن تكون كل أفغانستان، بل إنها جزء، وجزء من الحل المستقبلي، والمهم بالنسبة لنا هو تشكيل حكومة شاملة مع وجود كل الجماعات الأفغانية وتحقيق حل سلمي ودائم في هذا البلد".
وتابع أن مسؤولين على اتصال بممثلي القوتين المتنافستين في أفغانستان، ولا يرى خطيب زادة ضرورة إنكار ذلك، حيث قال، إيران أرسلت شخصًا إلى ذلك البلد للتحدث مع القوات المشاركة في الحرب.
تغيير إيران في موقفها تجاه طالبان يظهر بوضوح في مجالين مختلفين، أولا زيارة الوفد السياسي لطالبان، ومحادثات محمد جواد ظريف ومسؤولين إيرانيين آخرين معهم، وثانيًا، تغيير لهجة طهران تجاه طالبان وتغطيتها الإعلامية.
وفي أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، سافرت مجموعة من ممثلي طالبان إلى إيران، وجرت المحادثات خلف أبواب مغلقة، ولم تنشر وسائل الإعلام أي معلومات عن نتائج اللقاء.
والقضية الوحيدة التي كشفتها وسائل الإعلام الإيرانية بشأن الزيارة كانت رفضهم المشترك لوجود القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية.
تقارب سياسي
مواقف إيران التي تشير لسعيها للتقارب مع طالبان، تظهر بوضوح في لهجة وسائل الإعلام الحكومية، بما في ذلك صحيفة "كيهان"، حيث زعمت الصحيفة أنه بعد بدء العمليات العسكرية لطالبان في أفغانستان، أن "الحركة ليست مثل طالبان السابقة".
فدور إيران في هزيمة طالبان في أفغانستان سابقا كان واضحا تمامًا، في ذلك الوقت، حيث رأت طهران أن صعود حكومة "متطرفة" في أفغانستان يمثل تهديدًا خطيرًا لأمنها.
لكن التطورات السياسية المستقبلية في أفغانستان، بما في ذلك عاملان مهمان في التقارب السياسي بين إيران وطالبان، وهما الوجود العسكري الأمريكي على الأراضي الأفغانية، وصعود تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت إيران إنها تخطط لعقد اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية أفغانستان وإيران وباكستان، بشأن التطورات الجارية في أفغانستان مع انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وتوسع سيطرة تنظيم طالبان على مناطق واسعة من البلاد.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز