جراء سياسات نظام خامنئي.. الفقر يدفع الإيرانيين لنهب الآثار
تصنف اليونسكو إيران في المرتبة السابعة في العالم من حيث حيازة التراث، لكن البلاد تعاني من النهب وتدمير المواقع الأثرية جراء حمى التنقيب بسبب الفقر.
وذكر تقرير لصحيفة "تليجراف" البريطانية أنه "أدت الأزمة الاقتصادية الطاحنة والفقر الناجم عنها إلى انتعاش التنقيب غير القانوني للآثار والكنوز التاريخية".
وسلط التقرير الضوء على أحد هؤلاء المنقببن الإيرانيين عن الآثار الذي يطلق على نفسه اسم "بوارو"، والذي يصف نفسه بأنه "أعظم عالم آثار إيراني" ويتابع حسابه على تطبيق إنستقرام نحو 30 ألف شخص.
واتخذ بوارو، الذي يقطن منقطة كرمنشاه (شرق إيران)، اسمه المستعار من شخصية المحقق البارز في روايات أغاثا كريستي البوليسية، ويدعي أنه "صياد كنوز محترف".
ويقول بوارو "قبور وأضرحة ملوكنا معروفة بشكل علني ويمكن الوصول إليها. الكثير من العمال الكادحين أصبحوا أثرياء من خلال التنقيب عن الآثار."
وبحسب" تليجراف" يمتلك معرضا كبيرا في العاصمة البريطانية، لندن، به قطع أثرية أخاذة من مواقع مثل برسيبوليس وأصفهان، وهي كنوز ثمينة يبحث عنها لصوص القبور والمواقع الأثرية.
ولكن في الوقت الذي يسلط فيه متحف فيكتوريا وألبرت الضوء على 5000 عام من الفن والثقافة الفارسية، يعاني التراث الأثري الإيراني من التهديدات في الداخل.
وقالت ليلى أمين دوله، المحامية المتخصصة في الفن والتراث والتي أيدت طلب المجموعة التي تتخذ من شيكاغو مقراً لها ، "أدت العقوبات المفروضة على إيران إلى هبوب عاصفة مثالية لنهب الآثار".
وذكرت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية عن اكتشاف عمليات حفر غير قانونية في 22 موقعا مختلفا في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأربعة الماضية.
وانتشر الحفر غير القانوني على نطاق واسع لدرجة أن هناك تقارير منتظمة عن رجال يموتون في الكهوف.
ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أفادت الإذاعة الحكومية "إرب نيوز"، بوفاة رجل يبلغ من العمر 30 عاما خلال حفر غير قانوني في مقاطعة جيلان، مشيرة إلى اعتقال ثلاثة من مساعديه.
وتظهر تقارير وسائل الإعلام أن ما يحدث الآن ليس إلا صورة مصغرة تفصح عن مشكلة أكبر بكثير وهي الفقر المدقع الذي تعيشه البلاد جراء سياسات نظام المرشد علي خامنئي.
وقال مؤسس منظمة إدارة التراث، إيفانجيلوس كيرياكيديس، للصحيفة: "نتلقى مئات التقارير كل أسبوع عن عمليات تنقيب غير مشروعة في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يعني في رأيي حدوث آلاف من عمليات التنقيب الأخرى التي لم يتم الإبلاغ عنها".
وما يلاحظه كيرياكيديس أن المنقبين عن الآثار في إيران أصبحوا أكثر جرأة، في إشارة إلى صيادي الكنوز مثل "بوارو" الذين ينشرون "إنجازاتهم" على الإنترنت.