لبنان على صفيح ساخن.. والحريري يدعو للهدوء
دعا رئيس الوزراء اللبناني المعتذر عن التكليف، سعد الحريري، مساء الخميس أنصاره خاصة المحتجين بالهدوء والاحتكام إلى صناديق الاقتراع.
وقال الحريري على حسابه الرسمي على "تويتر": "نرفض إغلاق الطرقات وزيادة الاحتقان ونرى أن المتنفس الصحيح للغضب هو صناديق الاقتراع."
وفي تغريدة أخرى قال الحريري: "القضاء اللبناني لن يصل إلى أي نتيجة بشأن انفجار مرفأ بيروت، ولا بد من تحقيق دولي."
وشهدت العاصمة اللبنانية بيروت احتجاجات وأعمال شغب سجلتها شوارع لبنانية عقب اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، وسط تحذيرات من "القادم".
وفي وقت سابق الخميس، اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة، وقال في تصريحات إعلامية عقب لقائه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، إن الأخير "طلب مني تعديلات جوهرية على الحكومة، والواضح أنه لا ثقة بالموضوع وقدمت اعتذاري عن عدم تشكيل الحكومة والله يعين البلد".
وعقب الاعتذار، قالت الرئاسة اللبنانية، في بيان لها، الخميس، إن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري "لم يكن مستعدًا لمناقشة أي تغييرات في مقترحه لتشكيل الحكومة".
وأضاف البيان أن الرئيس اللبناني ميشال عون شدد على ضرورة الالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً "إلا أن الحريري رفض أي تعديل وأصر على اختياره هو لأسماء الوزراء."
ووفق مراسلة "العين الإخبارية"، سجلت بعض التحركات الشعبية في عدد من المناطق وقطع للطرقات، حيث شهدت عدة طرق في بيروت وصيدا محاولات لقطعها، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
كما اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين ودورية للجيش اللبناني في محيط جامعة بيروت العربية بعد محاولة تفريق المظاهرة الغاضبة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بتصاعد حدة المواجهات قرب مدرسة "عمر فروخ" في منطقة الكولا في بيروت بين محتجين وعناصر الجيش، كما أن محتجين قطعوا طريق البربير في بيروت ايضا باتجاه "سباق الخيل" بالاتجاهين.
وقالت الوكالة إن "محتجين قطعوا الطريق تحت جسر "الكولا" في بيروت بحاويات النفايات، فيما قطع آخرون بالضاحية الجنوبية للعاصمة طريقا عند المفرق المؤدي إلى منطقة بئر العبد.
وفي طرابلس شمالي لبنان، تحدث شهود عيان عن دعوات عبر مكبرات الصوت في المدينة للنزول إلى الشوارع عقب اعتذار الحريري.
وفي الجنوب، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن شبانا في مدينة صور عمدوا، عقب إعلان الحريري اعتذاره، إلى تحطيم محتويات المطاعم والمقاهي وطردوا الزبائن منها.
وفي صيدا (جنوب)، أقدم عدد من المحتجين على قطع جزئي للطريق في محلة القياعة بحاويات النفايات احتجاجا على اعتذار الحريري وعلى الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار أمام الليرة المحلية، بعدما تخطى عتبة العشرين ألف ليرة لأول مرة، وكذلك احتجاجا على تأزم الوضع السياسي والمعيشي في البلاد دون إيجاد حلول للازمة.
وعلى الطريق الرابطة بين بيروت والجنوب، أعلنت غرفة التحكم المروري "قطع السير على اوتوستراد (طريق) الناعمة بالاتجاهين".
تحركات في الشارع اللبناني تأتي بالتزامن مع مواقف سياسية محذرة من المرحلة المقبلة في لبنان بعد اعتذار الحريري.
وكتب النائب السابق فارس سعيد، عبر تويتر، يقول: "يبقى رئيس الجمهورية في بعبدا بفضل'عضلات' حزب الله فقط".
وأضاف: في مواجهة القوى السياسية والرأي العام العريض ودوائر القرار العربية والدولية، الوضع أكثر من خطير".
من جانبه، كتب النائب فريد هيكل الخازن، يقول "دخلنا في المأزق الكبير، الله يعين لبنان".
كما علق عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني في تصريح له :"بئس الزمن الذي بات فيه المسؤول مسؤولا عن مصالح فريقه لا عن مصالح الشعب والوطن".
وتابع البعريني: "نضم صوتنا إلى صوت الرئيس (الحكومة المكلف) سعد الحريري بقوله الله يعين البلد، فبالفعل أعان الله لبنان وشعبه على هذه العقلية المتحكمة بمصيرنا، إذ يبدو أن نهجها الوحيد هو استراتيجية الأرض المحروقة".
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز