السر المأساوي وراء ابتكار الصندوق الأسود
لم يَدُر بخُلد العالم "ديفيد وارن" وهو يحقق في سبب تحطم الطائرة التي كانت تقل والده أنه سيحل ألغاز كوارث الطيران
لم يَدُر بخلد العالم الأسترالي "ديفيد وارن" وهو يحقق في سبب تحطم الطائرة التي كانت تقل والده أنه سيبتكر صندوقُا صغيرُا لكنه سيكون مفتاحُا لحل ألغاز كوارث الطيران في العالم.
وارن وهو كيمائي أسترالي توفي في يوليو 2010 عن عمر ناهز 90 عامُا، قرر في عام 1934 ألا يترك فرق التحقيق في أسباب تحطم الطائرة التي كانت تقل والده، واستمر في البحث حتى جاء الحادث الفاجع الأخر بتحطم غامض لطائرة ركاب أسترالية عام 1953، الأمر الذي دفعه للتفكير حتى قام بابتكار صندوقًا برتقالي اللون يسجل ما يدري في قمرة الطائرة.
ويستطيع مسجل الصندوق البرتقالي والذي يشتهر بلقب الصندوق الأسود نظرًا لأنه الحاجة إليه تزداد في المصائب السوداء والكوارث، بينما يطلق عليه الفنيون "مسجل معلومات الطائرة" يستطيع التسجيل من 30 إلى 120 ساعة، ولكن في حال سقوطه بالماء يحتفظ فقط بأسرار أخر ساعتين على متن الطائرة، لذا تلزم القوانين الدولية جميع الرحلات الجوية بضرورة وجود صندوق أسود على متنها.
وصنع "وارن" بعد أن قرر أن يتخصص في أبحاث الطيران، أول جهاز تسجيل عام 1956 ليكشف عن أسرار تحطم الطائرات، وكان يتيح التسجيل لمدة 4 ساعات فقط لما يدور داخل قمرة القيادة فقط.
وكانت الخطوط الطيران البريطانية هي أول الخطوط التي استخدمته على رحلاتها الجوية عام 1961، بينما رفضت أستراليا في البداية استخدامه ظنًا منها أن الهدف من وراء هذا الجهاز التجسس وأنه بلا فائدة.
ولكن عام 1966 سمحت السلطات الأسترالية بتركيب جهاز التسجيل في قمرة القيادة بطائراتها، بعد إدراكها لقيمة الاختراع.
مواصفات الجهاز
وهو برتقالي اللون حتى يسهل تميزه والعثور عليه وسط حطام الطائرة، وهو يتكون من جزأين، الأول مسؤول عن تسجيل البيانات الرقمية الخاصة بسرعة واتجاه الطائرة، ودرجة الارتفاع وأوقات التحرك والتحطم الخاصة بالرحلة الجوية.
ويحتوي الجزء الثاني على جميع التسجيلات الصوتية من حوارات بين طاقم الطائرة، وأي نداءات استغاثة وجهت من داخل قمرة القيادة إلى المراقبة الجوية.
ويتميز الصندوق الأسود بأنه مقاوم للحرائق والتحطم، نظرًا لطبيعته المكونة من عنصر التيتانيوم، المحاط بمادة عازلة تحمي قطعة التسجيل من التعرض للمسح بفعل المياه والحرارة، ويتحمل درجة حرارة تفوق ألف درجة مئوية، ويستطيع الصمود أمام التفجيرات والسقوط من مسافات كبيرة، ويتحمل الضغط حتى 6 آلاف متر تحت الماء.
وتسجل المعلومات والتفاصيل الخاصة بالطائرة على شريط مغناطيسي، يسمح ببقاء المعلومات مدة طويلة حتى نفاذ بطاريات الصندوق الأسود.
ويستطيع تلقي إشارات على بعد 3 آلاف متر تحت الماء خلال شهر واحد فقط من السقوط، وبعد 30 يومًا يفقد خصائصه لتوقف بطارياته عن العمل.
وحاليًا تعمل فرق البحث والإنقاذ في مصر مع المحققين لحل لغز سقوط الطائرة المصرية التي تحطمت الأسبوع الماضي في البحر المتوسط بعد ساعات إقلاعها من فرنسا.
aXA6IDMuMTQyLjU0LjEzNiA= جزيرة ام اند امز