الكاظمي: العراق لن يحكم من قبل دولة أخرى
قال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال حكم العراق من قبل دولة أخرى، في إشارة إلى التدخلات الإيرانية.
وأضاف الكاظمي، خلال جلسة مجلس الوزراء المنعقدة اليوم: "حرصنا على أن يتحكم العراق بأمنه وسياسته واقتصاده بعيداً عن أي تدخل".
وتابع: "لا يمكن بأي حال من الأحوال حكم العراق من قبل دولة أخرى، كما لا يمكن عزل العراق عن محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما نعمل عليه عبر توطيد علاقات التعاون المبنية على الاحترام المتبادل للسيادة".
وأشار إلى نجاح بلاده في عقد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، قائلا: "كانت أصداؤه كبيرة محلياً وإقليميا وعالميا، وهدفنا قبل كل شيء مراعاة مصلحة العراق، وهذا لا يعني أن يكون على حساب أشقائنا وأصدقائنا من الدول العربية والإقليمية، بل على وفق المصالح المشتركة".
وأكد على أن "العراق يجب أن يعود بنحو يليق باسمه وتاريخه الكبير، الذي يمثل مهد الحضارات".
وتشكل تركيا تحدياً كبيراً لسيادة العراق من خلال التدخل في شؤونه الداخلية وعدم احترام مواثيق حسن الجوار منذ عقود.
واستطاعت إيران من استغلال الأوضاع العراقية ما بعد سقوط النظام السياسي عام 2003، بتوسيع حجم نفوذها والزج بقوى وفصائل وأحزاب قريبة من ساسة طهران وتمكينهم بالوصول إلى دفة سلطة بغداد.
ومكنت الأوضاع السياسية المضطربة في العراق منذ نحو عقدين، حكومات طهران من صنع مليشيات عراقية مسلحة وتوجيهها نحو أهداف محلية وخارجية تتقاطع مع مصالح إيران.
وتتهم طهران بالوقوف وراء المليشيات المسلحة التي تستهدف البعثات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية في العراق وسعيها المستمر لتحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الخصومات الدولية.
من ناحية أخرى، قال الكاظمي إنه "لم يتبقَ على إجراء الانتخابات سوى أسابيع قليلة، وكل الأوضاع مهيأة لإجراء العملية الانتخابية المبكرة، ونتطلع إلى المشاركة الواسعة والفاعلة".
وحثّ المواطنين على المشاركة بالانتخابات من قبل الفعاليات الاجتماعية كونها أمرا في غاية الأهمية، "فانحسار المشاركة بالانتخابات السابقة، كان من الأسباب التي أدت لمشكلات عديدة".
واعتبر أن "عودة التيار الصدري للمشاركة بالانتخابات، خطوة جيدة أضافت زخماً للانتخابات، وأدعو كل المقاطعين إلى العودة والمشاركة، نحن مستمرون بالعمل على تفعيل صندوق الأجيال المقبلة، انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية تجاه أبنائنا وأحفادنا".
ومضى قائلا: "نريد أن نؤمّن مستقبل العراق بعيداً عن الاعتماد على اقتصاد غير مستدام، فالثروة النفطية لن تكون مسيطرة طوال العمر، وبدأت دول عديدة بالبحث عن طاقات بديلة ونظيفة".
ومنتصف الشهر الماضي أعلن الصدر رجل الدين البارز في العراق مقاطعة الانتخابات تزامناً مع اتهامات توجهت لكتلته السياسية "سائرون"، بمسؤوليتها عن تدهور قطاع الكهرباء.
قبلا أن يعلن الجمعة الماضية تراجعه عن قراره السابق بمقاطعة الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مؤكدا عزمه المشاركة فيها.
وتأتي الانتخابات التشريعية المبكرة استجابة إلى مطالب مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019 التي أرغمت رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي على تقديم استقالته والذهاب نحو تشريع قانون انتخابات جديد يضمن فرصا متساوية أمام جميع المرشحين.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز