احتجاجات 21 أكتوبر.. مظاهرات واسعة تجوب الخرطوم
نظم محتجون مظاهرات في العاصمة السودانية، الخرطوم، الخميس، في ذكرى ثورة ٢١ أكتوبر/تشرين الأول.
وجرت المظاهرات وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين المنشآت الحيوية والمقار الحكومية، وفق خطط أمنية مكثفة.
وتعيش العاصمة الخرطوم حالة من التوجس والمخاوف، إثر استقطاب سياسي حاد ودعوات مزدوجة للخروج في تظاهرات بذكرى ثورة أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرى 21 أكتوبر/تشرين الأول تحمل رمزية نضالية، كونها شهدت أول ثورة شعبية في تاريخ السودان الحديث، عندما خرج الملايين عام 1964 في مواكب سلمية وأسقطوا حكم الرئيس الراحل الجنرال إبراهيم عبود.
اعتصام يتوسع
إلى ذلك، اتسع نطاق اعتصام العاصمة السودانية مجددا ليشمل هذه المرة المقر الرئيسي للجنة تفكيك نظام الإخوان.
واليوم الخميس، دخل اعتصام تقيمه مجموعة منشقة من قوى "الحرية والتغيير" أمام مقر الحكومة الانتقالية والقصر الرئاسي بالخرطوم، يومه السادس، بينما تصاعدت وتيرة الاحتقان السياسي مع دعوات لحراك مناوئ باليوم نفسه.
ويتمسك المحتجون بحل الحكومة الانتقالية وتشكيل أخرى من كفاءات وطنية مستقلة لإدارة شؤون البلاد وتوافق مكونات الحرية والتغيير، كشرط لرفع الاعتصام.
محمد عادل، القيادي بتحالف ميثاق التوافق الوطني المنشق عن قوى الحرية والتغيير، قال في تدوينة عبر صفحته بموقع فيسبوك: "بحمد لله، تم إدخال المجلس التشريعي في ولاية الخرطوم ضمن ساحة الاعتصام".
ويمثل المجلس التشريعي لولاية الخرطوم المجاور لمجلس الوزراء من الناحية الجنوبية، المقر الرئيسي للجنة تفكيك نظام الإخوان المعزول.
وتعتبر لجنة تفكيك الإخوان التي تحظى بتأييد شعبي واسع، هدفا للتحالف المنشق عن تحالف الحرية والتغيير والذي طلبت قياداته صراحة حل هذه اللجنة وتشكيل مفوضية لمكافحة الفساد.
دعوات مختلفة
وكان معسكران سياسيان دعيا في وقت سابق، إلى مظاهرات اليوم، بأهداف مختلفة.
ويتبنى الدعوة الأولى للمظاهرات، تحالف قوى الحرية والتغيير الائتلاف المدني في الحكم، ويهدف بخروج الجماهير السودانيين في مواكب سلمية لدعم التحول المدني الديمقراطي، وقطع الطريق أمام ما يصفونه بمساع انقلابية للانقضاض على الثورة.
فيما جاءت الدعوة الثانية من فصيل منشق عن الحرية والتغيير قوامه حركات موقعة على اتفاق السلام وقوى سياسية، إذ حث أنصاره للخروج في تظاهر ودعم اعتصام يقيمه أمام القصر الرئاسي لليوم الخامس على التوالي، للمطالبة بحل الحكومة وتشكيل أخرى من كفاءات وطنية مستقلة.
ويقول الفصيل المنشق الذي ينضوي تحت مسمى "الحرية والتغيير قوى ميثاق التوافق الوطني"، إن 4 أحزاب صغيرة اختطفت الثورة وانفردت بالحكم، ويستوجب استرداد الثورة وتوسيع المشاركة في الائتلاف الحاكم ليضم كل قوى الثورة.
خطة أمنية
بدورها، وضعت الشرطة والنيابة العامة في السودان خطة مشتركة لتأمين المواكب السلمية ومؤسسات الدولة الحيوية، وركزت على حماية سجن "كوبر" القومي الذي يحتجز فيه الرئيس المعزول عمر البشير والعشرات من أفراد نظامه، بجانب نحو 34 مرفقا.
ويعتقد الطرفان المتصارعان أن يوم 21 أكتوبر ليس حكرا على أحد، كونه شهد ثورة شعبية شارك فيها كل السودانيين وأطاحت بحكم الجنرال الراحل إبراهيم عبود في عام 1964.
ويرى مراقبون أن اليوم سيكون حاسماً لصراع المجموعتين في السودان، وسيحدد مآلات الأوضاع بعده، باعتباره سيكون شبيها باستفتاء شعبي وتحديدا لموازين القوة في الملعب السياسي السوداني.