الحوار الخليجي الروسي: الخلاف حول "الأسد" لا يعرقل تطوير العلاقات
وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لم يخف استمرار خلاف بشأن الأزمة السورية لكنه قال إن هذا لا يمنع التشاور أو التنسيق
فيما بدى كتوجه للتقارب، اتفق كل من وزيري الخارجية السعودي عادل الجبير، والروسي سيرجي لافروف على أن الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا، اليوم الخميس، سيؤدي إلى تطوير العلاقات بين الجانبين رغم استمرار الخلافات حول الأزمة السورية وخاصة مصير الرئيس بشار الأسد.
الحديث عن تطور العلاقات، بدى توجهًا، لن يتأثر بهذا الخلاف، الذي حاول الطرفان، خلال المؤتمر الصحفي اليوم، شرح رؤيتهما بشأنه، خاصة أن كل منهما شدد على أهمية مستقبل العلاقات، وتطويرها في مجالات عدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين روسيا.
فمن جانبه، تحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الروابط التاريخية مع روسيا، وكذلك المصالح الاستراتيجية بين البلدين، قائلًا: نعتبر روسيا دولة مجاورة، لدينا روابط تاريخية معها وهناك مصالح استراتيجية بين روسيا ودول مجلس التعاون، ونحن نقدر موقف روسيا في مسالة احترام سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في شؤون الدول ومبدأ حسن الجوار.
وأوضح الجبير أنه كان "هناك مواضيع عديدة تم الاتفاق عليه من بينها أهمية تطوير التجارة بين الطرفين، وتكثيف التشاور والتنسيق في مجال التعليم والطاقة والفضاء والقطاع الدفاعي، وتكثيف الجهود في محاربة الإرهاب ومناقشة التحديات في المنطقة والعالم".
وخلال المؤتمر الذي عقد في ختام الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، في موسكو، لم يخف الجبير وجود خلاف بين الجانبين، حول مصير الأسد، لكنه شدد على أن اختلاف المواقف مع روسيا بشأن سوريا لا يمنع التشاور، قائلًا: ولا شك لدينا في رغبة روسيا بسوريا موحدة ذات سيادة خالية من التطرف والإرهاب.
والخلاف بين الطرفين، أوضحه وزير الخارجية السعودية بقوله إن مجموعة الرياض هي الوحيدة التي يمكنها التفاوض باسم الشعب السوري لكن موسكو ترى أن هناك أطرافا أخرى أيضا وهي نقطة تباين بيننا.
في نفس الاتجاه، قال لافروف إن التعاون بين بلاده ومجلس التعاون لدول الخليج سيتطور وذلك بفضل نتائج اجتماعنا اليوم، واصفا الاجتماعات بـ "المفيدة جدًا".
وأضاف لافروف: لدينا موقف موحد مع السعودية بشأن مكافحة الإرهاب، ورحبنا بتشكيل التحالف الإسلامي تحت قيادة السعودية.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أنه تم الاتفاق مع نظيره السعودي على ضرورة حل مشاكل المنطقة على أساس الشرعية، متطرقًا لملفات المنطقة بقوله: بحثنا جهود حل الأزمات في سوريا والعراق وليبيا.
وبشأن الملف السوري وهو نقطة الخلاف بين الجانبين، قال لافروف: أنا على يقين أن دول مجلس التعاون الخليجي معنية ببدء الحوار في أسرع وقت بين الأطراف السورية وفقا لقرارات الأمم المتحدة، معربًا عن قلقه في ذات الوقت من الأنباء حول عدم إمكانية عقد جلسة للأطراف السورية قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وأشاد وزير الخارجية الروسي بجهود وصفها بالـ "الجبارة" لكل من السعودية ونظيره السعودي في تشكيل وفد المعارضة السورية كبير التمثيل وهو وفد من المتفاوضين الرئيسيين مع الحكومة السورية.
وأضاف لافروف: اقترحنا على الولايات المتحدة تنسيق الجهود بشأن سوريا، والتنسيق الروسي الأمريكي في سوريا لم يتم حتى الآن بشكل نهائي، ولكن هناك تقدم في تنسيق الجهود.
وأضاف: من الضروري التزام كل الأطراف بقرارات مجموعة الدعم الدولية لسوريا وقرارات مجلس الأمن كطريق وحيد للتوصل إلى حل الأزمة، وواشنطن وعدت في مجموعة الدعم الدولية لسوريا بالتوصل إلى فك الارتباط بين القوى الوطنية للمعارضة السورية مع الإرهابيين.
ولفت وزير الخارجية إلى أن وجود قوى المعارضة في نفس المناطق وباختلاط مع الإرهابيين يعيق عملية السلام في سوريا.
وحول الخلاف بين الخليج وإيران، علق وزير الخارجية الروسي بقوله: نؤيد حل الخلافات بين دول الخليج وإيران عن طريق الحوار المباشر، وروسيا تريد المساعدة في حل الخلافات بين دول الخليج وإيران.
وأضاف لافروف: العلاقة الخليجية مع إيران يجب أن تكون على أساس عدم التدخل في شؤون الغير، فالعلاقة بين الطرفين يجب أن تكون على أسس الشرعية الدولية.
وكان وزير الخارجية السعودي أبدى في كلمته قلق دول مجلس التعاون من تصرفات إيران وغيرها من الأعمال السلبية، وترحيب دول المجلس بأي جهود قد تؤدي إلى تغيير سلوكيات إيران، وهو ما تم التطرق إليه خلال الاجتماع اليوم.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA= جزيرة ام اند امز