فارسات الكويت يعشقن الخيل رغم نظرة المجتمع.. ماذا يفعلن؟
مريم عوض لا تكتفي بحب ركوب الخيل فقط بل لديها إتقان رسمه والقراءة الكثيرة عن الخيل.. لكن بعض العائلات ترفض انخراط الفتيات بالفروسية.
هواية ركوب الخيل عند بعض الفتيات الكويتيات عشق لا تستطيع نظرة المجتمع إفساده، فبرغم الرفض الذي تقابله بعض الفتيات الكويتيات لتنمية هواية ركوب الخيل، لا زلن متمسكات وتحققن طموحاتهن، فمدراس التدريب المنتشرة في الكويت لا تخلو من بعض الفتيات اللاتي تحدّين نظرة المجتمع والأهل وجئن لتنمية هوايتهن في ركوب الخيل وتعلم القواعد الأساسية في التعامل معها.
ولا تقف هذه الهواية عند حد تعلم ركوب الخيل فقط، بل هناك من تعشق رسمه وأخرى تجيد تصويره، وبعضهن تعشق الكتابة عن الخيول.
في البداية تقول سارة علي، وهي مدربة في إحدى مدراس تعليم ركوب الخيل في الكويت: "منذ صغري وأنا أحب أركب الخيل، ثم بدأت أنمّي هوايتي ودخلت أكاديمية لتعليم ركوب الخيل إلى أن أتقنت ركوب الخيل وأصبحت فارسة، وأدرب الشابات الراغبات في تعلم ركوب الخيل.
وأضافت أن الدورة التدريبية تبدأ بأساسيات ركوب الخيل مرورا بالعناية به وتغذيته وتنتهي عند إدارة الإسطبلات.
وقالت "نبدأ بطريقة تعريف المتدربة بكيفية تركيب المعدات على الخيل بالطريقة الصحيحة؛ مثل تعريفهن بكيفية تركيب حزام البطن بالشكل الصحيح، ثم أقوم بتعليم المتدربة ركوب الخيل، والاتزان والثبات عليه، ثم المرحلة الأخيرة وهي تعليم المتدربة كيفية الجلوس على ظهر الحصان ومَسْك اللجام والسيطرة على الخيل".
وحول تقبل المجتمع الكويتي لركوب المرأة الخيل قالت سارة "هناك العديد من الفارسات الكويتيات اللاتي حصلن على جوائز ومشاركات في المهرجانات، وأنا شخصيا تلقيت دعما كبيرا من أهلي ولم أجد رفضا منهم، لكن بعض الأسر ترفض أن تُقدم فتياتها على هذه الهواية". وأضافت "هوايتي وحبي للخيل جعلني أتعلم كل ما يتعلق به من نظافته وكيفية علاجه، حتى أحيانا إذا ولدت المهرة تعلمت كيفية التعامل معها ومع المولود".
وعن أكل الخيل قالت سارة إنه يحتاج إلى أكل من نوع خاص مثل "رودز - والهارد فود" ويُعطى هذا الطعام بكميات معينة تعتمد على طول الخيل ووزنه.
وأشارت إلى أن أنواع الخيل عديدة منها العربية والإنجليزية والهولندية، ومن كل نوع هناك أصناف عديدة، والخيل العربية تنقسم إلى خمس مجموعات وهي: الصقلاوي والعبيان والكحيلان والشويمات وأم عرقوب، وأضافت أن كل نوع من هذه الأنواع يتميز بشيء معين، ولكن بصفة عامة فإن الخيول العربية لها شكل مميز؛ فتقسيمة جسمها واضحة؛ بداية من الرقبة مرورا بالجسد وحتى القدم، وهي دائما تفوز بمسابقات جمال الخيل.
وأوضحت سارة أن الخيل الإنجليزي مميز في القفز فهو يرتفع بشكل كبير ودائما يعتمد عليه الفرسان في مسابقات القفز لأنه أعلى من حيث الارتفاع ورقبته أطول من الخيل العربي. أما مسابقات القدرة والتحمل فتتصدرها الخيول العربية.
وحول أنواع التدريبات التي تتلقاها المتدربة قالت هناك تدريب على القفز وأخرى على الجري؛ والتدريب على القفز يأتي بدرجات حيث نبدأ بحاجز واحد ثم اثنين ونتدرج بعدها إلى أن تتقن المتدربة عملية القفز، أما الجري فنبدأ بتعليمهن طريقة المشي ثم "الرقص" إلى أن تتقن المتدربة ركوب الخيل.
وحول عدد أيام التدريب قالت إنه لابد أن تكون ثلاثة أيام في الأسبوع حتى تكون هناك نتيجة ملحوظة للتدريب، ونراعي سلامة المتدربات من ناحية الامان.
أما الفارسة مريم عوض فهي لا تكتفي بحب ركوب الخيل فقط بل لديها إتقان رسمه والقراءة الكثيرة عن الخيل على حد قولها، مضيفة "أقرأ عن الخيل لمعرفة ما الذي يحبه وما الذي يكرهه".
وأوضحت أنها مارست ركوب الخيل منذ ثلاث سنوات في نادي الخيل والفروسية، وتبحث عن أفضل الأماكن للتدريب حتى تصبح متقنة ومميزة في ركوب الخيل.
وأشارت إلى أنه من الضروري عندما يقدم المتدرب على تعلم ركوب الخيل أن يعرف كيف يتعامل معه، ومن المهم أن يشعر الخيل بالأمان وأن يضع المتدرب يده على الحصان قبل الركوب؛ فالخيل كالطفل يحب الحنان كما يجب الابتعاد عنه في حالة "تعكر مزاجه" لأنه من الممكن أن يضر الإنسان حتى وإن كان عزيزا عليه.
وحول إقبال الفتيات على تعليم الخيل قالت مريم إن هناك إقبالا من الفتيات على تعلم ركوب الخيل، ولكن نظرة المجتمع ليست جيدة للفتاة التي تقدم على هذا. ولكن مع الإصرار هناك فتيات وصلن إلى مراكز مميزة في هذه الهواية وحصلن على جوائز عديدة.
وأشارت إلى ضرورة حصول الفارس على رخصة لركوب الخيل حتى يستطيع الممارسة في أي مكان بالعالم.
وحول الأنواع التي تفضلها قالت "أحب الحصان الإنجليزي لكبر حجمه ولجمال شكله، علما بأن سعره ليس مرتفعا فهو في حدود ١٠٠٠ دينار، أما العربي فيصل إلى ٣٠ ألف دينار كويتي". وتعشق مريم رسم الحصان بشكل محترف.
معرض البراق للفروسية هو أول معرض يقام للفروسية في الكويت وهو لعشاق الخيل سواء لهواة الركوب أو لهواة رسم الخيل بالإضافة إلى أكسسورات الخيل.
وحول المعرض قال منظمه مبارك المنصور: "أردنا أن ننظم أول معرض بالكويت يهتم بالخيل وأغذيتها وأعلافها والأكسسوارت الخاصة بها، وتمكنا من جمع عدد كبير من هواة الفروسية، وقمنا بعمل بعض العروض للفرسان الكويتيين وحرصنا على أن يشارك في هذا المعرض كل الأعمار من الأطفال المبتدئين وحتى الفرسان المحترفين، وشارك في العروض خيالة وزارة الدفاع وخيالة وزارة الداخلية.
وعن أهم العروض التي قدمت قال المنصور إنها كانت لغة الجسد وكيفية التواصل مع الخيل وعروض ترويض الخيول على الطريقة العربية.
وحول مشاركة الفتيات الكويتيات في المعرض قال وصل عدد الفتيات إلى عشر ما بين هاوية للركوب ومدربة ورسامة ومصورة وكاتبة عن الخيول.
وأضاف أن الفتاة الكويتية وصلت إلى الاحتراف في مجال الفروسية "ولدينا نموذج ناجح وهي ريم الظفيري التي حصلت على أكثر من بطولة دولية ورفعت اسم الكويت عاليا والتي كان آخرها بطولة الملك حمد للفروسية حيث حصلت على المركز الأول".
كما يوجد بالكويت حوالي خمسة عشر مكانا يمارس فيها الكويتيون هواية الفروسية ما بين جمعية ومركز تدريب ونادٍ للفروسية.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA=
جزيرة ام اند امز