قائد عسكري يمني لـ"العين الإخبارية": تحرير شبوة منعطف مهم بالحرب
أكد قائد كتائب النصر بشبوة العميد ناصر القحيح أن إعلان قوات ألوية العمالقة تحرير كامل المحافظة يعد منعطفًا مهمًا في مسيرة الحرب ضد الحوثيين.
وتكتسب محافظة شبوة (وسط جنوب اليمن) أهميةً جيو عسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
فهي تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب الغربي، إلا أن الأهم مجاورتها من جهة الغرب لمناطق سيطرة مليشيات الحوثي في محافظتي البيضاء ومأرب.
هذا الموقع جعل من المديريات الغربية لمحافظة شبوة، خطوط تماس في غاية الأهمية، وذات أولوية عسكرية في الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي انطلاقًا مع بقية المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون.
ومثّل إعلان قوات ألوية العمالقة، مساء الإثنين، تحريرها كامل مديريات محافظة شبوة، منعطفًا مهمًا في مسيرة الحرب ضد المليشيات الانقلابية الحوثية.
وهو ما أكده، قائد كتائب النصر، بمحافظة شبوة، ومدير عام مديرية عسيلان المحررة حديثًا، العميد ناصر القحيح الحارثي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية".
وهذه التصريحات هي الأولى للقحيح، القيادي الميداني البارز والمسؤول المحلي بشبوة بعد نجاته من هجوم حوثي بصاروخ باليستي استهدف منزله في 5 يناير/كانون الثاني الجاري وأسفر عن مقتل 14 شخصا بينهم أطفال، وإصابة 30 آخرين.
إرباك الحوثيين
العميد الحارثي قال: "إن تحرير مديريات شبوة الثلاث مؤخرًا، على يد قوات العمالقة وبمساندة كبيرة لكل من في شبوة، والتعاون الكبير الذي حظيت به العمليات العسكرية من الشبوانيين، أربك صفوف المليشيات الحوثية وجعلها تعيش حالات اضطراب وتخبط في صفوفها".
قائد كتائب النصر أكد أن ما قامت به "العمالقة" خفّف الضغط والهجمة الشرسة على جبهة مأرب الجنوبية، وساعد في تقدم القوات الحكومية بجبهات مأرب.
وربط العميد الحارثي بين ما قامت به مليشيات الحوثي من غزو لمحافظتي البيضاء ومأرب، واحتلالها لمديريات شبوة الغربية الثلاث، مما مكّنها من الضغط على محافظة مأرب.
وأكد أن مليشيات الحوثي اعتمدت على المديريات الغربية الثلاث في تموين جبهتهم في جنوب مأرب وأصبحت منطلقا لقواتها ودعمها لوجستيًا، في إشارةٍ إلى الأهمية الاستراتيجية لشبوة وموقعها المتصل بالمحافظات التي تسيطر عليها المليشيات.
الإنطلاقة الكبرى
وتوقع العميد ناصر القحيح أن تحرير مديريات شبوة ستكون الإنطلاقة الكبرى لتحرير البلاد من الغزو المليشياوي الإيراني بمعركة يمنية عربية، تشرف عليها دول التحالف العربي، ممثلة بالأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشار مدير عام مديرية عسيلان إلى أن محافظة شبوة تحتل مكانة استراتيجية، حيث تمثل قلب اليمن، وتقع على مساحات شاسعة، ولديها سواحل ممتدة على بحر العرب وتمتلك ثروات نفطية ومعدنية وزراعية.
وبارك العميد الحارثي للقيادة السياسية، ممثلةً برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ومحافظ شبوة الشيخ عوض محمد ابن الوزير العولقي، ولقيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وقال المسؤول العسكري اليمني، في ختام حديثه مع "العين الإخبارية": نعاهد الله أننا لن نحيد ولن نميل عن الدفاع عن الوطن ومقدرات الأمة العربية والإسلامية في وجه الغزو والمشروع الإيراني.
موقع جغرافي هام
وتتصل مديريات غرب شبوة، جغرافيًا بشمال محافظة البيضاء، والمديريات الجنوبية من محافظة مأرب؛ ما يجعل من المناطق الغربية لشبوة "مسرح عملياتي" في مواجهة الحوثيين.
وكانت مليشيات الحوثي قد سيطرت على مديريات، عين، بيحان، ثم عسيلان تباعًا، خلال سبتمبر/آيلول، وأكتوبر/تشرين أول، بتواطؤ من سلطات الإخوان بشبوة.
وتقع عين في أقصى الغرب من محافظة شبوة، وهي مطلة على شمال مديرية نعمان بمحافظة البيضاء، وعلى شرق مديريات العبدية، وحريب، ومأرب بمحافظة مأرب.
بينما تطل بيحان على شمال مديرية ناطع بمحافظة البيضاء، وهو ما ساعد الحوثيين على السيطرة عليها، عقب استفادتهم من تواجدهم على مرتفعات القنذع.
كما تتاخم عسيلان المناطق الشرقية من محافظة مأرب، وتحديدًا مديرية مأرب، مركز المحافظة.
ومن المؤكد أن هذا الاتصال الجغرافي بين مديريات شبوة الغربية، ومديريات محافظتي مأرب والبيضاء، هو ما أعطى للمديريات الثلاث بشبوة هذه الأهمية الجيوعسكرية القصوى.