الإمارات وإسبانيا.. إطار جديد للعلاقات والتزام مشترك بمكافحة الإرهاب
أكدت دولة الإمارات وإسبانيا، الأربعاء، الاتفاق على إنشاء إطار جديد وطموح للعلاقات بين البلدين.
وأوضح البلدان، في بيان مشترك أعقب زيارة بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا إلى الإمارات، أن "هذا الإطار يستند إلى عزم البلدين المشترك على العمل معاً من أجل تحقيق انتعاش حقيقي ومستدام بعد جائحة كورونا".
إضافة إلى "مواصلة توسيع نطاق علاقات البلدين الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين المشتركة، والإسهام في تحقيق السلام والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي".
وتتمتع دولة الإمارات وإسبانيا بعلاقات متميزة على جميع المستويات، أساسها الروابط التاريخية والثقافية العميقة التي تربط بينهما.
ويتشاطر كلا البلدين أيضاً التزاماً راسخاً باتباع نهج متعدد الأطراف من أجل إقامة علاقات دولية أكثر تعاوناً وتكاملاً.
وتطلعا إلى مستقبل العلاقات الثنائية اتفق الجانبان على تعزيز المشاورات السياسية وإنشاء إطار عمل قوي للاستثمار والتعاون الاقتصادي، وزيادة التعاون في قطاعات مثل الصحة والبيئة والطاقة المتجددة، والتعاون العلمي والتعليمي والرياضة والثقافة، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مثل الأمن السيبراني وانتهاء بالعمل المتعلق بالمناخ والصناعة.
وقدم رئيس حكومة إسبانيا تهانيه لدولة الإمارات على النجاح المتواصل لمعرض إكسبو 2020 دبي في توفير منبر يشجع الحوار العالمي والابتكار في العمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.
وهنأ رئيس وزراء إسبانيا دولة الإمارات بمناسبة الذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، واحتفالها مؤخرا بوبيلها الذهبي.
وتأتي هذه المناسبة التاريخية لتعكس ما حققته دولة الإمارات خلال السنوات الخمسين الماضية من إنجازات استثنائية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، وبما اكتسبته دولة الإمارات من مكانة بارزة على المستوين الإقليمي والعالمي، بما في ذلك استضافة دولة الإمارات لمعرض إكسبو 2020 دبي.
واتفق الجانبان على مواصلة التعاون للنهوض بالأولويات المشتركة خلال فترة عضوية دولة الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2022-2023، وعضوية دولة الإمارات الممتدة لمدة 3 سنوات، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وكذلك نحو الترتيبات القائمة لاستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثامن والعشرين في عام 2023.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، على دور إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، ومجموعة العشرين، والأمم المتحدة.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالجهود التي تبذلها إسبانيا لتعزيز التعددية الفعالة والتضامن الحقيقي ، وإحراز تقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن الإسهام في تمكين المرأة والشباب على نطاق عالمي.
كما أكد على الدور المهم الذي ستضطلع به إسبانيا في عام 2022 بوصفها البلد المضيف لمؤتمر قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في شهر يونيو/حزيران، فضلاً عن الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2023، وهو ما يعكس القيادة الإسبانية الدولية.
وأثنى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رؤية إسبانيا وقيادتها لتطوير العلاقات الأوروبية مع منطقة المتوسط، ولا سيما باستضافة المنتدى الإقليمي السادس للاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط والاجتماع الوزاري الثالث للاتحاد الأوروبي ودول جواره الجنوبي بنجاح لافت في مدينة برشلونة.
فضلا عن الدور الخاص لإسبانيا في أمريكا اللاتينية ومنطقة الساحل، وفي مناطق أخرى ، في جهودها الرامية إلى الإسهام في تعزيز السلام والأمن والاستقرار من خلال لغة الحوار، وتوفير الدعم الاقتصادي للبلدان النامية، وتقديم العمل الإنساني ، ودعم مكافحة الإرهاب.
وفيما يتعلق بجائحة كورونا، حققت كل من دولة الإمارات وإسبانيا تقدماً بارزاً في حملات التطعيم، وبلغت نسبة المطعمين أكثر من 90% في دولة الإمارات ما جعل البلدين ضمن العشرة الأوائل على مستوى العالم.
وأكد الجانبان استمرارية الجهود المبذولة لحين تجاوز هذه الجائحة، واتفقا على برنامج عمل لتبادل قدراتهما وخبرتهما لدعم الجهود المتعددة الأطراف لوقف انتشار الجائحة لاسيما في إطار مبادرة كوفاكس ومنظمة الصحة العالمية.
إضافة إلى ذلك، اتفق الجانبان على تنسيق عملهما لتعزيز القدرة على التعافي وتجاوز هذه المرحلة التي فرضتها جائحة كورونا، وبالأخص في البلدان النامية، وكذلك في البلدان متوسطة الدخل، بغية تفادي مخاطر التراجع في جدول أعمال أهداف التنمية المستدامة.
وأشار الجانبان إلى أهمية الجولة المقبلة من المشاورات السياسية، المزمع عقدها في إسبانيا، برئاسة وزيري خارجية البلدين، حيث سيواصل الجانبان الحوار بشأن المسائل العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة المتبادلة والتعاون الكامل.
واتفق الجانبان على أن تغير المناخ يشكل تهديداً حتميا ومباشرا للمجتمع الدولي وعلى الحياة البشرية، الأمر الذي يتطلب عملاً قوياً وطموحاً من جميع البلدان.
وأكد البلدان الحاجة إلى التعجيل بتكثيف وتعزيز الطموح العالمي في مجال تغير المناخ من أجل الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية خاصة مع الأخذ في الاعتبار نتائج مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ السادسة والعشرين في مدينة غلاسكو.
وفي هذا الصدد، أشار الجانبان إلى التزام إسبانيا بخفض الانبعاثات الكربونية إلى درجة صفر بحلول عام 2050، والتزام دولة الإمارات بالوصول إلى نسبة صفر انبعاثات كربونية ضمن مبادرة الإمارات للحياد المناخي بحلول عام 2050 أيضاً.
وفيما يتعلق بالتكيف تطرق الجانبان إلى تعرض بلديهما للتأثيرات المناخية المرتبطة بالتغير المناخي كالظواهر الجوية بالغة الشدة، والمعاناة جراء موجات الحر والجفاف المتكررة والكثيفة وأن كلا البلدين معرضان أيضاً لارتفاع مستوى سطح البحر ما قد يؤثر على البنية التحتية الحيوية الموجودة في المناطق الساحلية.
وفي ضوء ما تقدم، التزم الجانبان بـ"تعزيز التعاون في مجال التغير المناخي مع التركيز بوجه خاص على إدارة المياه واستراتيجيات إدارة المناطق الساحلية، نظراً لمحدودية قدرتها على مواجهة تداعيات آثار تغير المناخ".
كما التزما بـ"العمل جنباً إلى جنب على ضمان التوصل إلى مخرجات ناجحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثامن والعشرين في عام 2023، بما يتزامن مع تولي إسبانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي".
وفي هذا الصدد، أبدى الجانبان التزامهما الراسخ حيال الدبلوماسية المناخية اللازمة لتحفيز الجهود الدولية بغية ضمان أن تعمل نتائج مؤتمر المناخ مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثامن والعشرين في دولة الإمارات على توفير الزخم اللازم في مناقشة الطموح العالمي فيما يخص قضايا الحد من التغير المناخي والتكيف والتمويل.
وأقر الجانبان بالأهمية المتزايدة وإمكانية التعاون في مجال التغير المناخي من خلال الترحيب بتوقيع مذكرة التفاهم للتعاون في مجال الطاقة والعمل المناخي بين مكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي بدولة الإمارات ووزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي بإسبانيا ورحبا بما تم إحرازه من تقدم في هذا السياق.
واتفق الجانبان على أن تحالف الأمم المتحدة للحضارات أصبح منصة للحوار بين الثقافات والتفاهم والتعاون و أحد الركائز الأساسية في منظومة الأمم المتحدة، ويبقى أداة مفيدة للدبلوماسية الوقائية ذات إمكانيات كبيرة للمساهمة في حل النزاعات.
وظلت دولة الإمارات وإسبانيا إلى اليوم شريكين قويين في التحالف ملتزمين بدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والممثل السامي ميجيل أنجيل موراتينوس، كجزء من خطة عمل التحالف للفترة 2019-2023.
علاوة على ذلك، يتطلب هيكل بناء السلام والأمن الدولي للأمم المتحدة تحالفات دولية جديدة تتضمن تقنيات جديدة وذكاء اصطناعي ودبلوماسية تكنولوجية ويحتاج تحالف الحضارات أن يصبح أحد الفاعلين الرئيسيين في هذه العملية، والتي ستحدد أجندة جديدة للسلام يتم تبنيها في قمة المستقبل التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة.
ويجمع بين دولة الإمارات وإسبانيا علاقة تجارية واستثمارية مهمة، حيث بلغ إجمالي التجارة 2.3 مليار يورو في السنوات الأخيرة، وإجمالي رصيد استثماري ثنائي قدره 7.7 مليار يورو، مما يعزز الابتكار وفرص العمل والتنمية الاقتصادية في دولة الإمارات وإسبانيا.
كما عبر الجانبان عن طموحهما لتعزيز العلاقة الاقتصادية بشكل أكبر، وناقشا فرص التعاون الاقتصادي التي تُقدمها القطاعات الجديدة والناشئة بما في ذلك التكنولوجيا والفضاء والدفاع والتنقل الذكي والرعاية الصحية وعلوم الحياة والتكنولوجيا الزراعية والمياه والطاقة النظيفة والمتجددة، وغيرها.
وسعياً لزيادة تدفق الاستثمارات الثنائية، وُقّعت مذكرة تفاهم بين شركة أبوظبي للاستثمار "مبادلة"، وشركة "كوفيديز" المؤسسة المالية الإسبانية المملوكة من قبل الدولة.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى تحديد الفرص المحتملة للاستثمار المشترك في إسبانيا وتمكين المؤسستيْن من استكشاف الفرص التجارية والاستثمارات ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز بشكل خاص على الشركات الإسبانية وفروعها الأجنبية، بالإضافة إلى صناديق الاستثمار.
وستركز الاستثمارات المشتركة المحتملة على مجموعة من القطاعات بما في ذلك تحويل الطاقة، والتنقل المستدام، والنقل، والاقتصاد الدائري، والرقمنة، والتكنولوجيا الحيوية، والأعمال التجارية في قطاع الزراعة.
كما ستتيح هذا المذكرة الفرص لتعزيز ودعم خطط الإصلاح والابتكار للاقتصاد الإسباني، وخلق فرص إضافية لتوظيف الموارد المالية في المشاريع ذات الاهتمام المشترك.
وبهدف رفع مستوى الطموح نحو اقتصاديْن أكثر ازدهاراً، وزيادة تدفق الاستثمارات الثنائية، تم إحاطة الجانبين بالتقدم الايجابي المحرز من خلال التوقيع بالأحرف الأولى على "اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار" بين دولة الإمارات وإسبانيا.
و بمجرد دخول الاتفاقية الثنائية الجديدة حيز النفاذ، فإنها ستسهم في تعزيز وتشجيع المزيد من فرص الاستثمار الثنائي والفرص التجارية.
وبحث الجانبان أهمية الخطة الإسبانية للإنعاش والتحول والمرونة وأثرها المستقبلي، وذلك في إطار المبادرة الأشمل، وهي مبادرة صناديق الجيل القادم من الاتحاد الأوروبي.
ورحب الجانبان بتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات ووزارة الصحة في مملكة إسبانيا لتعزيز التعاون في جميع مجالات الرعاية الصحية، مع التركيز بشكل خاص على تشجيع التعاون في مختلف جوانب زراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.
وأعرب الجانبان عن التزامهما بالإسراع في دخول اتفاقية التعاون في مجال الأمن ومكافحة الجريمة بين البلدين الموقّعة في أبوظبي بتاريخ 7 فبراير 2021 حيز التنفيذ.
ورحبا بالتعاون الأمني القائم بين دولة الإمارات وإسبانيا في مجالات مثل مكافحة التمويل غير المشروع وغسيل الأموال وأمن الحدود والمراقبة ومكافحة الجرائم الإلكترونية والإرهاب الدولي وتهريب المخدرات.
وأكد الجانبان مجدداً أن التعاون في مجال الدفاع والأمن يزداد زخماً، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج شهادة صلاحية الطائرات للطيران في المستقبل الذي عُهد به إلى الشركة العامة لهندسة أنظمة الدفاع عن إسبانيا، وشجعا إجراء المزيد من الاتصالات من أجل التعاون الصناعي المحلي مع أصحاب المصلحة الآخرين المعنيّين في كلا البلدين، بما في ذلك مؤشرات التوازن الاقتصادي ومجموعة إيدج للتكنولوجيا المتقدمة.
ورحب الجانبان أيضا بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الأمن السيبراني، لتعزيز التعاون وإجراء التبادلات في المجالات ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يأتي هذا مع إيلاء اهتمام خاص للتعاون الدولي والحلول التشريعية والتنظيمية وأنشطة القضاء والشرطة والردع والوقاية والاستجابة للهجمات السيبرانية وبرامج التوعية والبرامج التعليمية والبحث والتطوير العلمي والتكنولوجي والتبادلات التجارية والاقتصادية.
وإدراكاً لأهمية التعاون في قطاع التعليم على جميع المستويات، الابتدائي والثانوي والجامعي والتعليم العالي، وتعزيز التبادل النشط للمواهب لصالح المجتمعيْن، رحب الجانبان بتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات ووزارة الجامعات الإسبانية في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
وتهدف مذكرة التفاهم إلى تعزيز التعاون القائم في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي من خلال الربط المباشر بين مؤسسات البلديْن.
ومن بين أهداف أخرى، ستدعم الوزارتان البحوث المشتركة وبرامج التبادل والمبادرات الأخرى، وتبادل المعلومات حول التشريعات الوطنية ومعايير ترخيص المؤسسات واعتماد برامجها التعليمية من أجل توفير الاعتراف المتبادل بالدرجات العلمية والألقاب الأكاديمية وشهادات دبلوم التعليم العالي، وفقًا للأنظمة المعمول بها في كل دولة.
علاوة على ذلك، رحب الجانبان بالتوقيع على ملحق لمذكرة التفاهم الحالية بين وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات ووزارة التعليم والتدريب المهني الإسبانية، من أجل توسيع برنامج "المعلمين الزائرين" لتعليم اللغة الإسبانية.. كما أشاد الجانبان بدور المدرسة الإسبانية الريادي في أبو ظبي.
إن الحضور والمشاركة في مختلف المؤسسات الإماراتية للعلماء والباحثين الإسبان العاملين في "رابطة العلماء والباحثين الإسبان في الاتحاد الأوروبي للفنون، وكذلك اللجنة الثنائية للتعاون التكنولوجي تعد أدوات قيّمة اتفق الجانبان على مواصلة تعزيزها.
وأشارا إلى النتائج المهمة التي تحققت بسبب هذا التعاون المستمر خاصةً من خلال معهد الإمارات للابتكار التكنولوجي لاسيما في مشروع بناء أول كمبيوتر نانوي في الدولة، باعتباره أفضل تعبير عن الإمكانات المشتركة في التقنيات المتطورة، وتأثيرها المستقبلي في مجالات مثل الطب الدقيق، والتقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي، من بين أمور أخرى.
كما اتفق الجانبان على تشجيع التحالفات الجديدة بشكل فعال من خلال المؤسسات ذات الصلة في كلا البلدين من أجل تعزيز ريادة الأعمال وذلك بناءً على أدوات وآليات لدعم الشركات القائمة على التكنولوجيا ومواءمة صناديق رأس المال الاستثماري في التقنيات ذات الاهتمام المشترك، مثل قطاع الفضاء، والتكنولوجيات التطبيقية من أجل تحقيق الاستدامة، والتكنولوجيا الحيوية، وسلامة الأغذية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات المطبقة على استخدامات مختلفة مثل الزراعة أو الطب.
وتماشياً مع هدفهما المشترك لتعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية، رحب الجانبان أيضاً بالجهود المبذولة لإبرام مذكرة التفاهم بشأن الصناعات والتقنيات المتقدمة من قبل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية.
وتطرق الجانبان إلى أهمية التقريب بين شعبي دولة الإمارات وإسبانيا، والعمل على مد جسور التواصل والبناء على التقدير المتبادل القائم لثقافتيهما. كما تم الالتزام بتعميق التبادل الثقافي وخير مثال على ذلك مشاركة إسبانيا كضيف الشرف الدولي خلال النسخة الثانية و الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وقد بحثت اللجنة الثنائية للثقافة، التي اجتمعت مؤخراً، قضايا مهمة تتعلق بالحفاظ على التراث الثقافي وتطوير الصناعات الثقافية وتعزيز التبادل الثقافي والتقدير المتبادل بين شعبي دولة الإمارات وإسبانيا مما سيكون بمثابة قوة دافعة قوية في التقارب المستمر بين البلدين.
واتفق الجانبان على التعاون المتبادل في "برنامج تجربة التبادل الحكومي"، بما يتماشى مع مبادئ الحوكمة بغرض تبادل المعرفة والخبرة في المجالات المتعلقة بالحكم الرشيد .. ويتطلع الجانبان إلى زيادة وتعزيز هذا التعاون من خلال توقيع مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الحوكمة.
وناقش الجانبان القضايا الإقليمية وأكّدا أهمية إدامة وتعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط، وأكدا مجدداً أن الحوار والتعاون يجب أن يكونا حجر الأساس لمنطقة أكثر تكاملاً واستقراراً وازدهاراً، ورحبت إسبانيا بتطلعات ورؤية دولة الإمارات في هذا الصدد.
واتفق الجانبان على دعم الجهود الدولية للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة وحل النزاعات الإقليمية من خلال الحوار، بما في ذلك الجهود لدعم إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط بما يتماشى مع حل الدولتين، ووفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والاتفاقيات السابقة بين الأطراف المعنية.
كما أعرب الجانبان عن أملهما في أن تُسهم الاتفاقات الإبراهيمية في تحقيق السلام الإقليمي وإحداث تغيير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الجانبان مجدداً التزامهما المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واتفقا على تعميق تعاونهما الثنائي في مكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لتجفيف منابع تمويلهما.
وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية تعزيز قيم السلام والاعتدال والتعايش والتسامح بين الشعوب، والتشديد على ضرورة نبذ كافة أشكال الإرهاب والتطرف والعنف والكراهية والتمييز والتحريض.
وبحث الجانبان أيضا القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط ، وجرى تبادل وجهات النظر حول ضرورة الحفاظ على السلام و الاستقرار مع الاحترام الكامل لمبادئ الحوار واحترام سيادة واستقلال جميع دول المنطقة، والامتثال للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الجهود المشتركة الحالية والمستقبلية للمساهمة في الاستقرار والازدهار في المنطقة، دعما للأمم المتحدة و المنظمات الإقليمية الأخرى.
وفيما يتعلق بمنطقة القرن الأفريقي، أعرب الجانبان عن قلقهما إزاء النزاع الدائر في إثيوبيا ودعمهما لجهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي، أوباسانجو لإيجاد حل سياسي للصراع.
أما بالنسبة للسودان فقد أعرب الجانبان عن أملهما في نجاح الفترة الانتقالية من خلال عملية سلام شاملة.
وفيما يتعلق باليمن، شجّع الجانبان على إيجاد حل سياسي للأزمة وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والالتزام بمواصلة الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني.
وجددا إدانتهما الشديدة للتصعيد الأخير للهجمات الإرهابية التي يشنها الحوثيون ضد السعودية ودولة الإمارات.
وبشأن برنامج إيران النووي، بحث الجانبان المحادثات الجارية في فيينا وشدّدا على أهمية إيجاد حل تفاوضي لبرنامج إيران النووي.
وفيما يتعلق بأفغانستان، شدد الجانبان على الأهمية البالغة للاستقرار في أفغانستان، وضرورة اتباع المجتمع الدولي لنهج شامل ومُنسق، وأعربا عن تقديرهما للتنسيق الناجح بين بلديهما في أغسطس/آب من العام الماضي.
وسمح ذلك لإسبانيا ودولة الإمارات بالعمل كمراكز محورية للجهود الإنسانية الدولية.. وأعربت إسبانيا عن تقديرها للدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة ودعمها في تسهيل العبور الآمن لمواطني إسبانيا، وكذلك الأفغان ومواطني الدول الأخرى من أفغانستان عبر الإمارات.
كما أعرب الجانبان عن قلقهما إزاء تدهور الوضع الاقتصادي في أفغانستان والحاجة إلى استعادة الخدمات الأساسية التي قد تساعد في استقرار وتحسين الوضع الحالي.
وفيما يتعلق بمراعاة الوضع الإنساني وحالة اللاجئين الخطيرة، سلط البلدان الضوء على أهمية مراعاة حقوق الإنسان، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على الإنجازات في مجال تعليم وحقوق النساء والفتيات وتمكين المرأة والبناء على ما تحقق بشكل أكبر.
وأشار الجانبان إلى أهمية العلاقة المتجددة والقوية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات، ورحبا بالخطط لتعزيز علاقة وثيقة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، فضلاً عن الالتزام بتعزيز التعاون الإقليمي بهدف تطوير الشراكات الرئيسية في القطاعات الاستراتيجية.
وشجعا على بذل المزيد من الجهود من أجل إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل ناجح وسريع.
وفي هذا الصدد، رحب الجانبان بعقد الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في 21 فبراير/شباط 2022، والذي سيساعد في دفع المزيد من الارتباط والتواصل بين المنطقتين وتعزيز التعاون الإقليمي، وشجعا كذلك على تسريع العمل على إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وشكر رئيس وزراء إسبانيا، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشعب الإماراتي الصديق على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال ووجه له الدعوة لزيارة إسبانيا.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA== جزيرة ام اند امز