الإمارات توقع اتفاقية لإرسال أول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة بالمحطة الدولية
أعلنت دولة الإمارات عن إطلاق مهمة فضائية جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر، وذلك من خلال توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة "أكسيوم سبيس"، الشركة المتخصصة في رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر حسابه على تويتر: "محطة جديدة لقطاع الفضاء في دولة الإمارات بتوقيع اتفاقية جديدة لإرسال أول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة تمتد ١٨٠ يوما لمحطة الفضاء الدولية".
وأضاف: "الإمارات ستكون الدولة الـ١١ في التاريخ التي ترسل مهمة طويلة الأمد للفضاء.. فخورون بشباب الإمارات".
ويهدف التعاون الفضائي إلى إطلاق أول مهمة عربية طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية ويخوضها رائد فضاء إماراتي، وستعمل الاتفاقية على تعزيز التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث سيتعاون الطرفان بشكل مكثف خلال مدة المهمة التي تبلغ 6 أشهر، ويتلقى 4 رواد فضاء إماراتيون حالياً التدريب في مركز جونسون لرحلات الفضاء التابع لناسا في هيوستن، من أجل تحضيرهم لرحلات الفضاء البشرية طويلة المدى.
وستكون دولة الإمارات بهذه المهمة واحدة من 11 دولة استطاعت إرسال رواد فضاء في مهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وستحمل دولة الإمارات العربية المتحدة الرقم /11/ في تحقيق هذا الإنجاز، كما ستكون أول دولة عربية تقتحم مجال الفضاء لرحلات طويلة.
وتم توقيع الاتفاقية بين المركز وأكسيوم سبيس في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بواشنطن، وحضر حفل التوقيع كل من يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة وحمد المنصوري رئيس مجلس الإدارة في مركز محمد بن راشد للفضاء ويوسف الشيباني نائب رئيس مجلس الإدارة في المركز، إلى جانب رائدي الفضاء محمد الملا ونورا المطروشي..
ووقع الاتفاقية ممثلاً عن المركز سالم المري، المدير العام، بينما وقعها عن الجانب الأمريكي مايكل سوفريديني، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "أكسيوم سبيس".
وأكد حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء أن "إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" عن أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب يؤكِّد الطابع المستدام لبرنامج الإمارات الوطني للفضاء، والذي يرتكز على رؤية القيادة الرشيدة السبَّاقة في استشراف المستقبل".
وأوضح المنصوري أن "المدة الطويلة لهذه المهمة، والتي تصل إلى 6 أشهر، ستتيح إجراء تجارب معمَّقة ومتقدمة في الفضاء، وهو نشاط محصور في عدد قليل من الدول، وقد استطاعت دولة الإمارات أن تنضمَّ إليها خلال فترة زمنية قياسية".
وأضاف: "الاتفاقية مع أكسيوم سبيس والشراكة مع ناسا تعكسان رؤية الدولة التي تعتبر استكشاف الفضاء فرصةً لتعزيز التعاون العالمي والشراكة بين الدول والجهات، لبلوغ أهداف موحدة تحقِّق مستقبلًا مستدامًا للبشرية، واكتشافات علمية استثنائية".
من جانبه قال سعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: "بهدف تعزيز التعاون بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، والذي يشمل مؤسسات بارزة مثل "أكسيوم سبيس" في قطاع استكشاف الفضاء، يسعدنا أن نعلن عن هذه الشراكة المهمة التي ستساعدنا على مواصلة تطوير برنامجنا الفضائي ..ومن شأن هذه الاتفاقية أن تمهد الطريق لمبادرات مستقبلية من شأنها أن تسهم في تعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في عالم استكشاف الفضاء".
وأضاف: "من المؤكد أن تعاوننا مع هذه الأطراف سيدعم المركز في تحقيق طموحاته، وحث الخطى نحو تنفيذ البرامج التي أعلنا عنها حتى الآن، إضافة إلى مساعدتنا في التفكير بمبادرات أكثر تقدماً، بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات على قائمة الدول الأكثر نشاطاً لاستكشاف الفضاء".
وأوضح أن "التعاون مع شركة "أكسيوم سبيس" ووكالة ناسا يحمل أهمية استراتيجية لنا، حيث سيتيح خلال هذه المهمة بدء نشاط طويل الأمد ومستدام من البحث العلمي والتجارب في الفضاء، وهي نقلة نوعية لمهمات الفضاء البشرية في دولة الإمارات والمنطقة".
وقال مايكل سوفريديني، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "أكسيوم سبيس": "إنه لمن دواعي سرورنا أن نتوصل إلى هذه الاتفاقية مع مركز محمد بن راشد للفضاء في الإمارات العربية المتحدة، لاسيما أن هذه هي المرة الأولى التي تتوصل فيها شركة تجارية أمريكية إلى مثل هذه المهمة ..إننا في آكسيوم نشعر بالفخر إزاء إتاحة الفرصة لمركز محمد بن راشد للفضاء للمشاركة في أول مهمة عربية طويلة المدى إلى محطة الفضاء الدولية".
وستضم هذه الرحلة فريقا من رواد الفضاء الأمريكيين وسيكون في استقبالهم في محطة الفضاء الدولية فريق روسي وأمريكي وأوروبي ..وسيقوم رائد الفضاء الإماراتي بإجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة بالإضافة لبرنامج توعوي وتثقيفي، وهذا يتطلب إقامته لفترة طويلة تصل إلى 6 أشهر على متن محطة الفضاء المتقدمة من أجل التوصل إلى نتائج مؤكدة تعود بالنفع على مجتمع الفضاء العالمي.
وتمثل هذه البعثة إحدى ثمار برنامج الإمارات لرواد الفضاء ضمن برنامج الإمارات الوطني للفضاء.. ويتم حالياً تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين بهدف إرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة، حيث سيتم إرسال رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية ليقضي على متنها أطول فترة لرائد إماراتي أو عربي في الفضاء.
وستنطلق الرحلة في ربيع عام 2023، وستكون هذه البعثة المهمة الثانية لوصول رواد فضاء إماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية، حيث سجل هزاع المنصوري سبقاً بالدخول إليها على متن مركبة "سويوز إم أس 15"، وذلك في أواخر سبتمبر/ أيلول من العام 2019. وفي ختام الرحلة التاريخية عاد المنصوري إلى الأرض بعد ثمانية أيام أجرى خلالها مجموعة من التجارب العلمية المكثفة.
رحلة هزاع المنصوري
وانطلق أول رائد فضاء إماراتي هزاع المنصوري على متن المركبة “سويوز إم إس 15” ليعود بعد 8 أيام على متن المركبة “سويوز إم إس 12”.
وعاد هزاع المنصوري مكللاً بالنجاح في 3 أكتوبر بعد إتمام مهمته مسجلا قصة نجاح جديدة لدولة الإمارات في قطاع الفضاء.
مسبار الأمل
ودخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل"، لتكون الدولة بذلك الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.
انطلق المسبار في مهمته بتاريخ 20 يوليو/ تموز 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.
وتتجلى أهداف المهمة في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة.