أوروبا حائرة في نفط روسيا.. قرار وشيك ومخاوف عكسية
يدخل الصراع بين روسيا وأوروبا مرحلة حرجة، في ظل تسريبات عن توجه القارة العجوز نحو اتخاذ قرارات بحظر النفط الروسي.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية، اليوم الأحد، إن الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض حظر على واردات النفط الروسي بنهاية 2022، وذلك بعد محادثات بين المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد نهاية الأسبوع الجاري.
من السهل الاتفاق على قرار بحظر النفط الروسي، لكن من الصعب تطبيقه، لأن مخاطر القرار ستكون كبيرة على أوروبا إذا لم تستعد جيدا لتداعياته.
يضع الاتحاد الأوروبي اللمسات الأخيرة على قرار بوقف تدريجي لمشترياته من النفط الروسي ومشتقاته في إطار العقوبات التي تفرض على موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا، ويعلن هذا الأسبوع جدولا زمنيا للتدابير الجديدة، وفق ما كشفت مصادر أوروبية الأحد.
وقال مسؤول أوروبي معني بالمحادثات "هناك إرادة سياسية لوقف شراء النفط من روسيا والأسبوع المقبل ستكون لدينا تدابير وقرار بشأن وقف تدريجي".
ومن المفترض أن تعرض المفوضية الأوروبية اقتراحا بشأن حظر "مع فترة انتقالية تمتد حتى نهاية السنة"، وفق دبلوماسي أوروبي.
لكن المسؤول الأوروبي شدد على أن القرار "ليس من السهل تنفيذه" بسبب صعوبتين.
المجر وسلوفاكيا
إذ يعتمد بلدان أوروبيان لا منفذ بحريا لهما، هما المجر وسلوفاكيا على أنابيب النفط الروسية، وهما غير متصلين بأي أنابيب نفط أوروبية. بالتالي يجب إقامة بنى تحتية أو إيجاد بدائل.
من جهة أخرى، يجب الحرص على ألا تؤدي القرارات الأوروبية إلى ارتفاع أسعار النفط، مما سيؤدي إلى نتائج عكسية.
وفي أبريل/نيسان قالت رئيسة الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (المصرف المركزي) جانيت يلين "يجب أن نتوخى الحذر في ما يتعلق بحظر أوروبي كامل للواردات النفطية".
وأوضح المسؤول الأوروبي أن تحديد سقف للأسعار على غرار ما أوصت به الولايات المتحدة هو "تدبير ذكي" لأنه يمنع عمليات المضاربة ويحافظ على ربحية النفط، لكن "يجب أن يطبّق على نطاق أوسع من الأوروبيين والأميركيين".
ويهدف إعلان المسعى الأوروبي إلى تنويع مصادر التموين وتحديد جدول زمني لوقف شراء النفط ومشتقاته من روسيا تراوح مدته بين 6 و8 أشهر، إلى تجنّب طفرة في الأسواق.
وفي نهاية الأسبوع أجرت المفوضية الأوروبية محادثات مع الدول الأعضاء الأكثر تأثرا، ومع الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية لإنجاز الاقتراح الذي سيعرض على الدول الأعضاء في التكتل.
حزمة عقوبات
وخلال زيارة لتشيلي قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد "لا غنى عن الحزمة الجديدة من العقوبات التي هي قيد التحضير".
وتابع "علينا أن نستغل رافعاتنا الاقتصادية والمالية لكي ندفّع روسيا ثمن أفعالها"، معتبرا أن قصف مطار أوديسا يعني أن موسكو "لديها النية لحرمان أوكرانيا من منفذها البحري".
ووفقا لـ"فرانس برس"، يتطلب فرض عقوبات على النفط الروسي إجماع الدول الأعضاء. وقال المسؤول الأوروبي إن "المجر كانت إلى الآن على الموعد بالنسبة للعقوبات ويجب تجنبّ إعطائها ذريعة لمنع (عقوبات) تتعلّق بالنفط".
محادثات أوروبية
تجرى أولى المحادثات الإثنين خلال اجتماع لوزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي يعقد في بروكسل، لكن من غير المتوقع أي يصدر عنه أي قرار لأن المفوضية لم تعرض بعد اقتراحاتها في ما يتعلق بالعقوبات.
وترمي الحزمة السادسة من التدابير الأوروبية التي أعدتها رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين إلى فرض عقوبات على كامل المنظومة النفطية الروسية. وفي المدى القصير سيهدف أحد التدابير إلى زيادة تكلفة الشحن البحري للنفط الروسي.
مصرف سبيربنك
وأشارت مصادر دبلوماسية أوروبية عدة إلى أن مصرف سبيربنك، الأكبر في روسيا وصاحب الحصة السوقية الأكبر مع 37 بالمئة، سيستبعد من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى قطع التمويل عنه على خلفية الحرب التي يشنها الكرملين في أوكرانيا. وتصدّر روسيا ثلثي إنتاجها من النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي.
في العام 2021، استورد الاتحاد الأوروبي من روسيا 30% من مشترياته من النفط الخام و15% من مشترياته من المشتقات النفطية.
وفي منتصف أبريل/نيسان قال بوريل إن "فاتورة استيراد النفط الروسي أعلى بأربعة أضعاف من فاتورة استيراد الغاز، 80 مليار دولار مقابل 20 مليار دولار".
وتعد ألمانيا وإيطاليا وهولندا وفرنسا أكبر الدول المستوردة للوقود الأحفوري الروسي من غاز ونفط خام ومشتقات نفطية وفحم.
وفي الأول من أغسطس/أب يدخل حيز التنفيذ قرار حظر استيراد الفحم الروسي الذي اتّخذ في السابع من أبريل/نيسات.
وأعلنت برلين أنها قلّصت اعتمادها على النفط الروسي وقد خفّضت وارداتها منه من 35 إلى 12% في الأسابيع الأخيرة، مع تأييدها مبدأ الحظر التدريجي وفق ما أعلن وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك.