مصر.. رأس حربة جديد في الهجمة المرتدة على الدولار
تفكر مصر بشكل جدي في الانضمام إلى الموجة العالمية التي تستهدف التحول إلى التجارة بالعملات المحلية للتخفيف من الضغوط التي يحدثها شح الدولار.
ومصر، شأنها شأن دول ناشئة كثيرة، وجدت نفسها في قلب أزمة اقتصادية كبيرة جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلاها من رفع عنيف لأسعار الفائدة الأمريكية، الأمر الذي أدى إلى هروب الاستثمارات الأجنبية.
وتمثل مصر رقما صعبا في معادلات التجارة العالمية، كونها أكبر مستورد في العالم لسلعة حيوية مثل القمح، فضلا عن وارداتها الضخمة الأخرى من الصين، وتحكمها في واحد من أهم مسارات التجارة وهو قناة السويس.
واليوم، أكد الدكتور علي المصيلحي وزير التموين المصري أن مصر تفكر جديا في الشراء بالعملة المحلية من دول تستورد منها.
لكنه أشار إلى عدم إبرام أي اتفاق حتى الآن في هذا الخصوص.
دعم قاهري للروبل واليوان
وحال تنفيذ تعهداتها، ستضيف مصر المزيد من الزخم للطلب العالمي على الروبل الروسي واليوان الصيني، كون الأولى هي العملة التي قد تستخدم لاستيراد القمح، بينما الثانية ستحل محل الدولار في الحصول على البضائع الصينية الرخيصة.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان لهذا التوجه تأثير على العملات التي ستحصل مصر من خلالها رسوم العبور من قناة السويس، لكنها مرجحة في ظل حاجتها لمصادر تدر العملتين.
ونظريا بإمكان مصر الحصول على الروبل الروسي من السياح الروس الذين يتدفقون بغزارة على منتجعات البحر الأحمر الساحلية.
دعم جماعي
وفي وقت سابق، قال الوزير المصيلحي إن استيراد القمح من روسيا باستخدام الروبل "ما زال قيد الدراسة" لكن "الجميع يدعم هذا التوجه".
وأوضح أن الأمر يحتاج إلى قيام البنك المركزي المصري بالارتباط مع نظيره الروسي من الناحية التقنية وفي نفس الوقت إعادة العمل بنظام الصفقات المتكافئة.
وأوضح: "لا بد من وضع قواعد للمحاسبة واعتماد سعر الروبل مقابل الدولار في روسيا مع اعتبار الجنيه مقابل الدولار حتى يسهل عمل مقاصة مما يقلل احتياجنا للدولار".
كما أكد المصيلحي أن مصر تدرس تطبيق التجربة مع كل من الهند والصين بحيث يكون هناك تبادل للعملات المحلية.
ويرى الوزير أن هذه الأمور لا تحتاج إلا إلى تنظيم تكنولوجي متميز.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA=
جزيرة ام اند امز