غارات واقتحامات ونزوح.. «ليلة ملتهبة» في الضفة وغزة
مع دخول الحرب شهرها الثاني، ارتفعت وتيرة المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحماس، في عدة مناطق بغزة وتكثفت الغارات خاصة بالشمال، تزامنا مع اقتحامات بالضفة شهدت اشتباكات عنيفة.
وأسفرت تلك الهجمات عن العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين.
- وقف إطلاق النار مقابل الرهائن.. إسرائيل تجدد شروطها لحرب غزة
- واشنطن توضح أسباب إغلاق معبر رفح.. و«موديز» تحذر من مخاطر حرب غزة
كما أدت إلى نزح قرابة 50 ألف فلسطيني من شمال غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، من بين نحو 350 ألف شخص لا يزالون في الشمال، بحسب تقديرات أمريكية.
وعلى الجانب الإسرائيلي أكد المتحدث باسم الجيش، مقتل وإصابة 5 عسكريين خلال المعارك في قطاع غزة الليلة الماضية.
المستشفيات.. أبرز الأهداف
ولا تزال المستشفيات ومحيطها من بين الأهداف التي تتعرض لهجمات إسرائيلية، حيث يؤكد الجيش الإسرائيلي بانتظام أن حماس تستخدم تلك المنشآت المدنية، وسكّان غزة "دروعاً بشرية"، لكن حماس تنفي الأمر.
وفي هذا السياق، استهدفت الطائرات الحربية، فجر الخميس، محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعدة غارات.
وقالت مصادر محلية، إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية، أطلقت عدة صواريخ على فترات متواصلة محيط مجمع الشفاء الطبي، ما أدى لسقوط شظايا الصواريخ في ساحة المستشفى، بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة في سماء مدينة غزة وتحديدا مخيم الشاطئ".
كما قصفت الطائرات أيضا محيط مستشفى النصر غرب غزة، ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات.
وواصلت المدفعية قصفها بالقذائف والصواريخ شرق مدينة رفح، خاصة بالقرب من السياج الشرقي الفاصل لقطاع غزة.
اقتحام جنين وطوباس
واقتحمت قوات إسرائيلية، مدينة جنين، حيث دارت مواجهات مع الشبان الفلسطينيين.
وقالت مصادر أمنية، إن "قوات كبيرة من الجيش تقدر بنحو 70 آلية عسكرية ترافقها 4 جرافات عسكرية اقتحمت المدينة من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان".
وأضافت أن "طائرة مروحية وطائرات استطلاع ترافق القوات الإسرائيلية في اقتحام مدينة جنين".
وانتشرت القوات الإسرائيلية في عدد من أحياء المدينة، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة.
وقال مراسلنا، إن جرافات الاحتلال بدأت بتدمير شارع السكة المحاذي إلى مستشفى ابن سينا، والمستشفى الأردني الميداني بمحاذاة مخيم جنين، كما جرفت الشارع المحاذي لمسجد الطوالبة، وشارع حي الزهرة.
ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الجيش الإسرائيلي، دفعت الأهالي إلى الخروج من منازلهم على أطراف المخيم بسبب إطلاق النار الكثيف في منطقة سكناهم.
وأشار إلى أن "جرافات إسرائيلية باشرت بإغلاق محكم لمداخل المخيم الرئيسية بالسواتر الترابية، قبل اقتحامه من جهة الساحة".
وفي مدينة طوباس، اقتحمت القوات المدينة من الجهة الشرقية بعدة آليات ترافقها جرافة عسكرية، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة.
حصيلة "كبيرة جداً"
وفي سياق متصل، أعلن السناتور الأمريكي الديمقراطي كريس مورفي، أنّ حصيلة القتلى المدنيّين في غزة "كبيرة جداً"، مؤكدا أنه "يتعيّن على الجيش الإسرائيلي أن يكون أكثر دقّة في استهدافه مقاتلي حماس في القطاع".
وتابع: "من المهمّ والحيوي شنّ هجوم أكثر دقة في استهداف المقاتلين والمواقع العسكرية من أجل تجنّب وقوع خسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف "أخشى أنّه إذا كانت استراتيجية إسرائيل وهدفها النهائي هو هزيمة حماس، فإنّ هذه الوتيرة من الخسائر المدنية، التي لها بالتأكيد تكلفة أخلاقية، ستترتّب عليها أيضاً تكلفة استراتيجية".
وفي قطاع غزة، قُتل جراء القصف الإسرائيلي 10569 شخصاً، معظمهم من المدنيين وبينهم 4324 طفلاً، وفقاً لأحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.