"العين" ترصد معاناة الرقة .. أكبر سجون العالم
الرقة السورية تحولت لسجن كبير، أحكم تنظيم داعش قبضته عليه، فيما يحوله القصف المتواصل من قوات التحالف الدولي، إلى مكان غير آمن
تحولت مدينة الرقة السورية إلى "أكبر سجن في العالم"، يضم نحو 700 ألف نسمة، أحكم سجانه "تنظيم داعش" قبضته عليه، فيما يحوله القصف المتواصل من قوات التحالف الدولي، إلى مكان غير آمن.
وعلى هذا النحو يعيش المدنيون بين مطرقة تنظيم "داعش" الإرهابي وسندان القوات التي تسعى لتحرير المدينة.
"محمد .ي"، أحد أهالي الرقة، لخّص هذا الوضع المآساوي بقوله لبوابة "العين" الإخبارية: "عددنا الآن في المدينة حوالي ٧٠٠ ألف نسمة، نعاني من أوضاع إنسانية سيئة للغاية لقلة الطعام وارتفاع الأسعار والقصف المتواصل بشكل شبه يومي، هذا بالإضافة إلى أن المدينة ينقصها الأطباء والكوادر الطبية بعد قصف وتدمير عدد ليس بالقليل من المستشفيات، ما أدى إلى انتشار بعض الأمراض لا سيما الأمراض الجلدية".
وأضاف محمد، الذي اختار هذا الاسم الرمزي لمخاوف أمنية: "ومع كل هذه الصعوبات، فإن أهالي الرقة لا يتمكنون من مغادرتها بعد أن أغلق التنظيم الإرهابي جميع مخارج المدينة ومنع نزوح المدنيين خارجها، لتتحول إلى أرض معركة طاحنة، الخاسر الوحيد فيها هم العزل من السلاح".
وكما أحكم التنظيم الإرهابي قبضته على الأرض، يحاول أن يحكمها في السماء أيضا، بمنع أجهزة الاستقبال الفضائية، التي تمكن أهالي الرقة من معرفة ما يدور في العالم الخارجي.
ويقول محمد: "أصدر ما يسمى بديوان الحسبة للتنظيم الإرهابي، بيانا، أعلن فيه البدء في جمع أجهزة الاستقبال الفضائية من بيوت سكان الرقة ودير الزور".
ووفقا للبيان الذي حصلت بوابة العين على نسخة منه، يتعيّن على الأهالي تسليم كل ما يتعلق بالدش كالصحن اللاقط وعدسة الاستقبال وجهاز الاستقبال الرئيسي "الرسيفر"، فيما تضمن عدم إلزامية تسليم القاعدة الحديدية التي تحمل الصحن اللاقط وتركها لمن يحب أن يستفيد منها ببيعها لمحلات الحدادة.
وشدد البيان على أن آخر مهلة لإزالة الدش وتسليمه هي قبل دخول شهر رمضان المبارك، محذرا من أن من يتقاعس عن ذلك، سيضع نفسه تحت طائلة المحاسبة والعقاب، بحسب البيان المزعوم.
معركة طويلة
ويسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي منذ الثاني عشر من شهر يناير عام 2014، ولا يتوقع أهالي المدينة الخلاص منه قريبا.
ويقول محمد: "المعركة معه قد تستمر لوقت طويل يصل إلى سنة من الآن، حيث إن تنظيم داعش الإرهابي سيصد محاولات تحرير المدينة بشراسة التي يعتبرها عاصمته في سوريا وتعطيه دوافع نفسية وعسكرية منذ عامين".
ومن ناحيته، قال فادي شامو، عضو المجلس السوري التركماني، إن فرص تحرير مدينة الرقة كبيرة جدا، بسبب الدعم الهائل للقوات الكردية المشاركة في العملية الاكبر من نوعها من قبل قوات التحالف.
وأضاف شامو في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن الوضع الإنساني في الرقة صعب على المواطنين بسبب القصف والاشتباكات على الرغم من وجود أماكن آمنة داخل المدينة، ولكنها ليست كما يتصور البعض بأنها كثيرة.
ويتزامن الإعلان عن معركة تحرير الرقة مع تعرض تنظيم "داعش" لأول مرة منذ عام 2014 إلى ضغوط مالية بعد انخفاض إنتاج النفط من المناطق التي يسيطر عليها وغير ذلك من المشاكل المالية، بحسب التقرير الأممي، الذي اعتبر خفض الرواتب التي يدفعها التنظيم لعناصره في الرقة مؤخرا بنسبة 50% مؤشرا على الضغوط المالية التي يتعرض لها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بان في التقرير الذي أعده استنادا إلى معلومات من لجنة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة "لا يزال تهديد تنظيم داعش مرتفعا ويواصل تنوعه".
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز