معارك الرقة تؤجل العودة إلى مفاوضات جنيف
الموفد الأممي يعلن أنه لا عودة إلى المفاوضات في جنيف قبل أسبوعين أو ثلاثة، بالتزامن مع معارك عنيفة تشهدها مدينة الرقة شمالي سوريا.
في الوقت الذي كثفت فيه قوات سوريا الديموقراطية في شمال سوريا عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش، بالتزامن مع تكثيف مماثل حول الفلوجة العراقية، أعلن الموفد الأممي إلى سوريا أنه لا عودة إلى المفاوضات في جنيف قبل أسبوعين أو ثلاثة.
وأصدر مكتب ستافان دي ميستورا بيانا، مساء الخميس، أعلن فيه أن الأخير قدم عرضًا عبر الفيديو أمام اعضاء مجلس الأمن حول ما وصلت إليه مهمته في سوريا، وأكد "عزمه على عقد الجولة الجديدة من المفاوضات في أقرب وقت ممكن، ولكنها لن تكون بالتأكيد قبل أسبوعين أو ثلاثة".
وجاء في البيان أن دي ميستورا شدد على ضرورة "حصول تقدم على الأرض خصوصًا بما يتعلق بوقف الأعمال القتالية وإيصال المساعدات الإنسانية" قبل استئناف المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في مارس/ آذار 2011 إلى 282 ألف شخص على الأقل، بعد أن كانت الحصيلة السابقة التي أعلنها في فبراير/ شباط الماضي نحو 271 ألف قتيل.
كما أعلن القائد الميداني في قوات سوريا الديموقراطية هوكر كوباني بعد ساعات على استعادة قرية الفاطسة في شمال محافظة الرقة من داعش، أن "القوات الأمريكية تشارك قوات سوريا الديموقراطية في هذه المعركة بشكل فعال".
وأكد مراسل "فرانس برس" في المكان، هذه المعلومات عندما شاهد عسكريين بلباس عسكري عليه العلم الأمريكي يصعدون إلى سطح منزل في القرية نفسها.
وبدأت قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، الثلاثاء، عملية لطرد تنظيم داعش، من شمال محافظة الرقة، معقله الأبرز في سوريا، بعد يوم واحد على إعلان القوات العراقية بدء هجوم واسع النطاق لاستعادة الفلوجة في محافظة الأنبار، أحد أبرز معقلين متبقيين للتنظيم في العراق.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، الخميس، إن "قوات سوريا الديموقراطية كثفت اليوم عمليات استهداف وقصف مواقع تنظيم داعش في القرى المجاورة لمناطق وجودها في محيط بلدة عين عيسى"، الواقعة على بعد نحو 55 كيلو مترًا عن مدينة الرقة.
وأشار إلى استمرار "طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكية بتنفيذ غارات تستهدف مواقع وتحركات الإرهابيين، لكن بوتيرة أقل عن اليومين الماضيين".
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية، الخميس، أنها تمكنت من "التقدم لمسافة سبعة كيلو مترات من عين عيسى" بعدما "حررت خمس قرى وأربع مزارع" في المنطقة.
"معركة صعبة"
لكن عبد الرحمن يقول إن "التقدم ليس إستراتيجيًا حتى اللحظة؛ إذ تدور المعارك في قرى ومزارع خالية من السكان المدنيين على بعد كيلو مترات عدة عن عين عيسى".
في المقابل، يحشد تنظيم داعش -وفق عبد الرحمن- "نحو ألفين من مقاتليه في الجهة الشمالية من ريف الرقة" مؤكدًا أن التنظيم قد "استعد جيدًا لهذه المعركة في الأشهر الماضية عبر حفر الخنادق وتفخيخها وتجهيز السيارات المفخخة والتمركز في أحياء وأبنية يتواجد فيها المدنيون وخصوصًا في مدينة الرقة".
وفي مقر لقوات سوريا الديمقراطية يقع على أطراف الطريق الواصل بين صوامع عين عيسى ومواقع التنظيم في خطوط المواجهة، يوضح القائد الميداني براء الغانم أن "المعارك تبعد ثمانية أو تسعة كيلو مترات عن حدود عين عيسى".
ويوضح فيما عناصره يستريحون وبجانبهم أسلحتهم قبل استئناف استهداف مواقع الإرهابيين أن "طيران التحالف ساعدنا في قصف نقاط تمركز داعش" مشيرًا إلى "إننا نواجه مشكلة الألغام؛ إذ تتم زراعة القرى بالألغام من قبل داعش" في محاولة لمنع قوات سوريا الديموقراطية من التقدم بسهولة.
وكان دي ميستورا قال، في وقت سابق، الخميس، إنه يتخوف من احتمال تعرض الكثير من المدنيين في سوريا لخطر الموت جوعًا.
وصرح دي ميستورا للصحفيين في جنيف "هناك الكثير من المدنيين حاليًا المهددين بالموت جوعًا، وكلهم مدنيون سوريون"، ذاكرًا خصوصًا مدن وبلدات داريا ومعضمية الشام (قرب دمشق التي تحاصرها قوات الحكومة) وكفريا والفوعة (التي تحاصرها فصائل معارضة).
"تحرير الفلوجة"
وجاء انطلاق الهجوم في شمال سوريا غداة إعلان السلطات العراقية معركة "تحرير" مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار والتي تعد أحد أبرز معاقل تنظيم داعش غرب بغداد.
وبحسب صوفان، فإن "استعادة الفلوجة تشكل التحدي العسكري الأبرز الذي تواجهه القوات العراقية منذ عامين بعد خسارتها مدينة الموصل" إثر سيطرة مسلحي التنظيم عليها مطلع العام 2014.
ويعد الهجومان في سوريا والعراق الأهم منذ إعلان تنظيم داعش إقامة "دولة خلافة" صيف العام 2014، وبدء التحالف الدولي بقيادة أمريكية شن ضربات جوية تستهدف مواقع وتحركات التنظيم على أراضي البلدين.