انتخابات كوريا الجنوبية.. المعارضة تفوز ورئيس الوزراء يستقيل
انتكاسة كبيرة مُني بها حزب سلطة الشعب الحاكم في كوريا الجنوبية، بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، إذ أسفرت عن فوز المعارضة.
وعلى أثر ذلك أعلن رئيس الوزراء هان داك سو، تقديم استقالته، إثر الهزيمة، فيما تعهد رئيس كوريا الجنوبية بإجراء "إصلاحات" بعد الهزيمة التي مُني بها حزبه في الانتخابات البرلمانية.
كما استقال زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية، الخميس، بعد هزيمة الحزب أمام المعارضة في الانتخابات البرلمانية، مما ترك الرئيس يون سوك يول، في حالة ضعف لبقية فترة ولايته.
وقال هان دونغ هون زعيم حزب قوة الشعب للصحفيين: "أعتذر للشعب عن الفشل في اختياري.. أتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج الانتخابات وأتنحى عن منصبي".
أغلبية للمعارضة
واحتفظ الحزب الديمقراطي، الحزب المعارض الرئيسي بالأغلبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت، الأربعاء، وألحق انتكاسة كبيرة بحزب سلطة الشعب الحاكم والرئيس يون سيوك-يول.
وبعد فرز جميع الأصوات تقريبا، حصل الحزب الديمقراطي على 161 مقعدا من أصل 254 مقعدا تم التنافس عليها بشكل مباشر، بينما فاز الحزب سلطة الشعب بـ90 مقعدا فقط، وأفادت تقارير بأن العدد يمكن أن يصل إلى 109 مع مقاعد حزب حليف له.
ويتوقع أن يفوز الحزب الديمقراطي والحزب التابع له بما مجموعه 176 مقعدا، في حين يحصل حزب سلطة الشعب والحزب التابع له على 109 مقاعد في الجمعية الوطنية المكونة من 300 مقعد، بما في ذلك مقاعد للتمثيل النسبي.
كما أنه المتوقع أن تفوز كتلة المعارضة الأوسع، بما في ذلك حزب إعادة بناء كوريا الذي يقوده وزير العدل السابق "جو كوك"، بأكثر من إجمالي 180 مقعدا، إذ من المتوقع أن يحصل حزب إعادة بناء كوريا على 12 - 14 مقعدا للتمثيل النسبي.
وأظهرت نتائج الانتخابات تدهور المشاعر العامة بشكل خطير تجاه إدارة "يون" بعد عامين فقط من توليه منصبه، إذ تمكن حزب سلطة الشعب بالكاد من منع كتلة المعارضة الأوسع من الحصول على ثلثي المقاعد.
وفي الانتخابات البرلمانية السابقة التي أجريت قبل 4 سنوات، حقق الحزب الديمقراطي الحاكم آنذاك أيضا فوزا ساحقا بحصوله على 180 مقعدا مع الحزب التابع له، في حين فاز حزب المستقبل المتحد، الاسم السابق لحزب سلطة الشعب والحزب التابع له بـ103 مقاعد.
وكانت هذه الانتخابات تحمل أهمية كبيرة لحزب سلطة الشعب الحاكم، إذ إن الفشل في استعادة الأغلبية في البرلمان قد يجعل الرئيس يون سيوك-يول يدخل مرحلة البطة العرجاء خلال السنوات الثلاث المتبقية من فترة ولايته التي تمتد لخمس سنوات.
وأصبحت نتائج الانتخابات تمثل ضربة لا مفر منها للقوة الدافعة للرئيس يون في إدارة شؤون البلاد، ومن المتوقع أن تكون هناك دعوات لتغييرات كبيرة في اتجاه إدارة شؤون البلاد في المستقبل.
"الشعب انتصر"
ويرى المحلل السياسي يوم سيونغ يول أن "نتائج اليوم تظهر غضب الناس الشديد إزاء يون بسبب عامين من حكمه".
وأضاف لوكالة فرانس برس "ماذا لو لم يتغير، حتى مع هذه النتيجة الواضحة في الانتخابات؟ أعتقد أن غضب الشعب سيزداد، وهذا ما يثير قلقي".
فاز يون بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2022 أمام منافسه لي، واتبع سياسة حازمة تجاه كوريا الشمالية مع تعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة والتقرّب من اليابان، القوة الاستعمارية السابقة التي تكثر الخلافات التاريخية معها.
وعرقل عدم فوز حزبه بغالبية برلمانية تنفيذ مشروعه السياسي اليميني، ومنذ بداية ولايته، لم تسجل شعبية الرئيس أي ارتفاع وهي تقارب على الدوام 30%.
والآن بات بوسع لي جاي ميونغ الذي يواجه تحقيقات بالفساد يعتبر أن دوافعها سياسية، أن يستمتع برد اعتباره بعد حملة انتخابية شديدة الاستقطاب وتمحورت حول استياء الناخبين.
ونتيجة الانتخابات تضعه في وضع جيد لخوض الانتخابات الرئاسية مجدداً في 2027، وهذا ما ينوي فعله باعتقاد الجميع.
ونقلت وسائل إعلام محلية عنه قوله بعد التصويت "سأرى اختيار الشعب بقلب متواضع".
في الجمعية الوطنية بسيول، إذ تجمع النواب ومسؤولون آخرون الأربعاء ليلة الانتخابات، ساد الحزن بين صفوف حزب "قوة الشعب" ودوى التصفيق وصيحات الفرح من جانب الديمقراطيين.
وصبت التركيبة السكانية في صالح يون. فقد غلب عدد الناخبين الذين تزيد أعمارهم على ستين عاماً ويعرف بأنهم أكثر محافظة، على الذين هم في العشرينيات أو الثلاثينيات من أعمارهم.
وأعرب الأخيرون عن شعورهم بالخيبة البالغة من الطبقة السياسية التي يهيمن عليها المسنون متجاهلين مخاوفهم مثل تكلفة السكن أو تراجع فرص العمل.
ويعتقد الكثيرون أن هذا الخلل برز بشكل صارخ خلال التدافع المميت الذي شهدته سيول في أثناء الاحتفالات بعيد هالوين في أكتوبر/تشرين الأول 2022 الذي خلف أكثر من 150 قتيلا، معظمهم من الشباب. وحُملت مسؤولية المأساة حينها إلى إهمال السلطات.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز