قصف متواصل على تعز وعشرات الضحايا ومظاهرات غاضبة
مدينة تعز اليمنية عاشت 24 ساعة من المجازر التي يرتكبها الانقلابيين بينما تستمر المقاومة في مواجهتهم في الجبهات المختلفة
تعيش مدينة تعز اليمنية منذ أمس الجيمعة على وقع مجازر وحشية ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بحق المدنيين، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 80 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
واستهدف الانقلابيون الأسواق الشعبية والأحياء السكنية المكتظة بالناس وسط المدينة، دون رحمة وبقصد قتل المدنيين وإسقاط أكبر عدد من منهم انتقاما من المدينة وأبناءها الذين رفضوا تسليمها دون قتال للمتمردين، بل وتستمر مقاومتهم في مختلف الجبهات منذ أكثر من عام رغم حصار مفروض عليهم منع كل متطلبات الحياة عن سكان المدينة حتى الأدوية والأوكسجين ممنوعة من الوصول للمستشفيات.
حاول المواطنون إسعاف جرحى الهجمات الأخيرة لإنقاذهم من الموت جراء القصف، إلا أن قذائف المتمردين لاحقتهم داخل المستشفيات التي أطلقت نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم لمواجهة العجز في تلبية احتياجات الجرحى جراء النزيف.
وارتكبت المليشيات أكثر من مجزرة في تعز خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، بداية من سوق الباب الكبير إلى مجزرة ديلوكس ومجازر أخرى في أنحاء متفرقة من المدينة، أما مساء السبت استهدف صاروخ كاتيوشا أحد المحال التجارية في حي السواني وسط المدينة، لتستمر مليشيا الحوثي وصالح في حصد أرواح الأبرياء وتمزيق أجسادهم.
وقالت مصادر طبية لبوابة "العين" الإخبارية، إن "وصول الجثث والجرحى لا يكاد يتوقف إلى المستشفيات رغم اكتظاظها بالفعل، واضطرت المستشفيات لإبقاء عدد كبير من الجرحى في ممرات المستشفيات والأحواش وامتدت إلى الشوارع".
وانتقل الانقلابيون عصر السبت إلى الأحياء الغربية لمدينة تعز لارتكاب مجازر جديدة، حيث قالت مصادر ميدانية لبوابة "العين" الإخبارية، إن "الحوثيين كثفوا عمليات القصف الذي استهدف أحياء المنطقة الغربية في بير باشا ومحيط اللواء 35 مدرع وعقاقه في الضباب، 3 صواريخ كاتيوشا استهدفت بير باشا، وأحدهم سقط على مسجد في منطقة الظهرة".
وفي المقابل، شد رجال المقاومة حزمهم في جبهات شرق المدينة وكبدوا الانقلابيين خسائر كبيرة حيث قتلوا مشرف المتمردين في تلك الجبهات، وأحرزوا تقدما في منطقتي الجحملية وثعبات، ومازالت المعارك مشتعلة وسط تقدم للمقاومة وسيطرة على عدة مباني كانت تتمركز فيها مليشيا الحوثي وصالح.
وفي غضون ذلك، خرج المئات من سكان مدينة تعز السبت، في مظاهرات غضب جابت شوارع المدينة منددين بالقصف والمجازر الوحشية التي يرتكبها الانقلابيين، واستنكروا موقف المجتمع الدولي والإقليمي من المليشيات الانقلابية، داعين الحكومة اليمنية إلى الانسحاب من مشاورات السلام المنعقدة في الكويت.
وفي سياق متصل، قالت مصادر ميدانية لبوابة "العين" الإخبارية، "رئيس لجنة التهدئة ووقف إطلاق النار في تعز الممثل عن جماعة الحوثي وصالح النائب البرلماني محمد عبدالله نائف قدم استقالته من رئاسة اللجنة بعد جرائم الحوثيين بقصف أحياء المدينة ومقتل عشرات المدنيين".
وأعلن نائف في بيان صدر عنه السبت، "مر أكثر من شهر على إعلان الهدنة دون تحقيق أي تجاوب ميداني من قبل الحوثيين لإيقاف النار وفك الحصار عن المدينة وبأن عمل اللجنة أصبح دون جدوى".