"بالغش اتجمعنا".. مع بدء موسم الامتحانات في مصر

بواقعة "غش" جديدة .. دخلت امتحانات الثانوية العامة بمصر على خط الظاهرة المنتشرة في عدد من الدول العربية آخرها الجزائر

بواقعة "غش" .. دخلت امتحانات الثانوية العامة بمصر على خط الظاهرة المنتشرة في عدد من الدول العربية أخرها الجزائر، بتسريب امتحان مادة التربية الدينية اليوم لطلاب شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، ما اضطر وزارة التربية والتعليم لإلغاء الامتحان، وإعادة عقده يوم الأربعاء 29 يونيو/حزيران الجاري.

واتخذ وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور الهلالي الشربيني القرار في مستهل موسم امتحانات يبدو صعبًا، بدأ اليوم بامتحاني اللغة العربية والتربية الدينية، في ظل ظاهرة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في تسريب الامتحانات.

"بالغش اتجمعنا" .. صفحة على موقع التواصل "فيس بوك" لتسريب أسئلة وإجابات امتحانات الثانوية والإعلان عن أجهزة إلكترونية يمكن استخدامها في الغش بنظير مادي، توصل إليها ضباط تكنولوجيا المعلومات في الشرطة المصرية، وألقوا القبض على مديريها، بعد ثبوت ضلوعها في واقعة تسريب الامتحان.

وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبدالغفار وجه بتكثيف الجهود للتصدي لمحاولة الغش الجماعي بامتحانات الثانوية العامة، من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة من فحص فنى وتتبع البصمة الإلكترونية لضبط العناصر المتورطة في إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والذين يقومون من خلالها بارتكاب بعض الجرائم والمخالفات، والتي من بينها تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة وإجاباتها.

وأكدت تحريات الداخلية المصرية قيام محمد ع.ب "22سنة طالب"، من حي متوسط الحال بشمال القاهرة، بإدارة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحمل اسم " بالغش اتجمعنا"، بنشر مشاركات تتضمن تسريب امتحانات الثانوية الأزهرية، وترويج صور تحتوي على أسئلة وإجاباتها لامتحانات مراحل دراسية مختلفة للطلاب، حتى يتسنى لهم الغش والحصول على الإجابات، فضلاً عن القيام بالإعلان عن أجهزة إلكترونية لسماعات تليفون محمول يمكن استخدامها داخل لجان الامتحانات في عملية الغش لصغر حجمها.

وقامت الشرطة المصرية بضبط والد الشاب بمحل إقامته، وبحوزته جداول امتحانات الثانوية العامة والأزهرية، وإعلان عن تسريب امتحانات مقابل 150 جنيها للمادة الواحدة، و900 جنيه للمواد جميعها، ونموذج إجابة مدون عليه عبارة (بالغش اتجمعنا)، وإعلان عن سماعات وأجهزة صغيرة الحجم لاستخدامها في الغش داخل اللجان، وآثار ودلائل تشير إلى استخدام صفحة "شاومنج بيغشش ثانوية عامة".

وبمواجهة والد الشاب، أنكر صلته بالصفحة، وأفاد بأن نجله هو مرتكب الواقعة، وتكثف السلطات الأمنية جهودها، حاليًا، لضبطه.

الواقعة التي صاحبها صور على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت وقوع حوادث غش جماعي ببعض اللجان في مدن متفرقة أثار ردود فعل مستهجنة في مصر، وتقدم أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني حول واقعة تسريب مادة التربية الدينية.

رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب الدكتور جمال شيحة أكد أن " الواقعة لن تمر مرور الكرام"، و"اللجنة لن تكتفى بتحويل الموضوع للنائب العام، والمطلوب من الوزير أن يأتي إلى البرلمان ويخبرنا كيف تم اختراق المنظومة التي أعلنها الوزير في اجتماع اللجنة في السابق، وتعهد حينها بعدم حدوث تسريبات بامتحانات الثانوية العامة وأن الغش لن يكون كالأعوام السابقة".

وأضاف شيحة أن "اللجنة دعمت الوزير في المنظومة التي أعلن عنها، غير أن ما حدث ينسف هذا الكلام، خاصة وأن الأمر ليس غشًا ولكنه تسريب، والمطلوب الآن بشكل واضح تفسير ما حدث وضمانات عدم تكرار هذه المسألة في الأعوام القادمة".

كما تقدم النائب علاء والي ببيان عاجل موجه لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني بشأن تسريب امتحان مادة التربية الدينية.

وطالب والي وزارة التربية والتعليم بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتسبب في إثارة الفوضى اليومية من تسريب الامتحانات، وعدم تكرار ذلك مرة أخرى، حرصًا على مستقبل الطلبة، مشيرًا إلى أنه يتم تسريب الامتحان قبل بدء الامتحانات يوميًّا.