أسبوع بكامله على شرف فن الكوميكس، فعالية هي الثانية من نوعها للعام الثاني على التوالي في مصر،
أسبوع بكامله على شرف فن الكوميكس، فعالية هي الثانية من نوعها للعام الثاني على التوالي في مصر، اشترك في تنظيمه والإعداد له مجموعة من الرعاة والداعمين لفن الكوميكس؛ دار صفصافة للنشر، والمركز الثقافي الألماني "جوته"، والمعهد الفرنسي، وجهات ثقافية أخرى.
لم تجر فعاليات المهرجان في مكان تقليدي فخم ولامع، بل في مكان متقشف صار فقره المادي "امتيازا" ليتحول من مكان هادئ إلى موقع متخم بعلامات الكرنفال وصخب الفنانين وسحر الكوميكس. "تاون هاوس" الذي يقع في قلب وسط البلد تحول إلى مكان يضجّ بالحركة والصخب ومناقشات الفنانين وعرض أعمالهم، هكذا مضى يوم الافتتاح الذي شهد ندوة أولى تأسيسية تحدث فيها الكاتب والمدون الشاب أحمد ناجي (حظي بترحاب لافت وقوبل بعاصفة من التصفيق كنوع من التضامن المعلن معه في التهمة الموجهة له بخدش حياء المجتمع إثر نشر فصل من روايته استخدام الحياة في أخبار الأدب) عن واقع فن الكوميكس في مصر وتطوره وعلاقته المتوترة بالناشرين، تحدث أيضا الفنان جوناثان جاير الكاتب والمدون وصاحب مدونة "أم كارتون" الشهيرة، عن نشأة فن الكوميكس وتطوراته في القرن الأخير في الثقافة العربية.
للسنة الثانية على التوالي.. أسبوع الكوميكس
خلال الفترة (2-5 نوفمبر) تستضيف ساحة روابط- تاونهاوس بوسط القاهرة، النسخة الثانية من "أسبوع الكوميكس في مصر" الذي انطلقت دورته الأولى العام الماضي، ويشهد هذا العام مشاركات من سويسرا، إنجلترا، وألمانيا، والولايات المتحدة بالإضافة إلى مشاركات واسعة من جانب الفنانين المصريين. تستمر فعاليات "أسبوع الكوميكس في مصر" لمدة خمسة أيام عبر فعاليات متعددة تشمل معارض وندوات وورش عمل وطاولة نقاش في القاهرة والصعيد.
الناشر المصري محمد البعلي مدير "صفصافة" للنشر، منظم الحدث، قال في تصريح خاص لموقع «العين»، "إن هدفنا من أسبوع الكوميكس هو تعميق مشهد فن الكوميكس في مصر، عن طريق تعزيز الخبرات والمعارف الخاصة المتوفرة لدى الفنانين الشبان عبر ورش عمل يشارك بها فنانون من دول وثقافات مختلفة، وعبر استقدام معارض لفنانين أجانب بجانب عرض أعمال الفنانين المصريين".
البعلي أضاف "كما نسعى لفتح فرص أمام فنانين جدد وإبراز أعمالهم وصقل خبراتهم، العام الماضي كان يعمل معنا اثنان من الفنانين الشبان شاركا في أول فعالية كبيرة لهما في أسبوع الكوميكس، ثم انطلقا بعدها ليشاركا وينظما العديد من الفعاليات، وهذا العام يلعب دور المستشار الفني الرئيسي لأسبوع الكوميكس فنان شارك في ورش أسبوع الكوميكس ٢٠١٤".
وعن الدور الذي لعبه "أسبوع الكوميكس" على مدار العامين، أوضح البعلي أن "أسبوع الكوميكس لعب دور منصة إطلاق حقيقية للقاء الناشرين والفنانين المميزين، وبالتالي فنحن نعمل على تعميق مشهد فن الكوميكس والمساعدة على تقديم مزيد من الوجوه الشابة والمواهب الحقيقية للساحة"، معتبرا أن هذا هو الفارق الرئيسي بين أسبوع الكوميكس وغيره من الفعاليات التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية، والتي نعتقد أنها تلعب دورا مهما في تسليط الضوء على ما هو موجود بالفعل، وهو دور مهم ولكنْ مختلفٌ عما نقوم به.
وأخيرا أبدى صاحب دار صفصافة للنشر سعادته بمشاركة الفنانة المميزة "مي كريم" التي شاركت معنا العام الماضي هي ودار نشر فابريكا، وخلال العام الحالي أنتجا كتابا معا، ليس بالطبع كنتيجة مباشرة لأسبوع الكوميكس فقط، ولكن لمجمل النشاط الهائل الذي تشهده دوائر وصناع فن الكوميكس في مصر والعالم العربي.
واختتم البعلي بأن تنظيم دار نشر "صفصافة" للدورة الثانية من أسبوع الكوميكس، يأتي في إطار محاولة المؤسسة للتعريف بهذا المجال وتعزيز تبادل الخبرات به، بين المصريين والأوروبيين من ناحية، وبين الفنانين المصريين وبعضهم بعضا من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الوقوف على أهم التحديات التي تواجه فن الكوميكس في مصر والآفاق التي يطرحها بالنسبة للشباب.
من ناحية أخرى، قال الفنان محمد وهبة، رسام الكوميكس المصري، ومنسق الحدث "اخترنا لهذا الأسبوع تيمة "فن الكوميكس.. وحرية التعبير"، حيث لا يستطيع أن يعيش أحدهما دون الآخر"، مشيرا إلى أن دورة هذا العام تتضمن عقد ورشتين تدريبيتين إحداهما للهواة والأخرى للمحترفين، بالإضافة لمائدتين مستديرتين حول فن "الكوميكس وحرية التعبير"، والأخرى حول "النشر المستقل في مجال الكوميكس"، فضلا عن إقامة معرض للفنانة باربرا مويلي (سويسرا)، ومعرض آخر مجمع لعدد من الفنانين المصريين.
وهبة أوضح أنه سوف يتم تكريم الفنان المصري خالد الصفتى في اليوم الختامي لدوره الرائد في النهوض بمجال الكوميكس فى مصر، قائلا إن الأسبوع الثاني للكوميكس يقوم على رعايته عدد من الشركاء المساهمين؛ منهم "مدرار"، "تاون هاوس"، "درب 17 18"، مركز الصورة المعاصرة، هذا بالإضافة إلى المؤسسات الداعمة: المجلس البريطاني، معهد جوته الألماني، المجلس الثقافي السويسري "بروهلفتيا"، والمجلس الثقافى النمساوى، والصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق".
وبسؤاله عما إذا كانت مثل هذه الفعاليات والأنشطة تسهم في دفع حركة الفن وانتشاره في الثقافة العربية، أكد وهبة أن عدد الفنانين الشباب في مصر الذين يمارسون فن الكوميكس يتزايد بصورة مطردة؛ يعبرون في رسومهم عن مصر والعالم الذي يعيشون فيه والذي يريدون العيش فيه، وأوضح وهبة أنه يواكب هذه الظاهرة، أيضا، اهتماما متناميا لدى الناشرين والقراء بموضوع القصص المصورة.
وبرهن على ذلك ببراعة النجاح الذي حققته رواية «مترو» لمجدي الشافعي (صدرت في العام 2008 وأثارت ضجة كبيرة وقامت السلطات حينها بمصادرة الرواية وإحالة كاتبها إلى المحاكمة)، أو «جدران الحرية»، أو «مجلة توك توك» و«دشمة»، في الوقت الذي تشهد فيه ترجمات القصص والروايات الأجنبية المصورة رواجًا كبيرا أيضًا، ما دفع عددا من دور النشر المصرية إلى إصدار ما لا يقل عن عشرة أعمال بارزة خلال السنتين الأخيرتين؛ منها «جنة زهراء» و«عداء الطائرة الورقية»، و«جابو حياة سحرية».. وغيرها.
من أبرز ضيوف المهرجان هذا العام الفنانة السويسرية "جوليا مارتي"، من مواليد 1984، فنانة ورسامة كوميكس ومصممة جرافيك تعمل وتعيش في زيورخ، بسويسرا. وهي ناشر مجلة الكوميكس «سترابازين» Strapazin ، وتحاول من خلال أعمالها اكتشاف طرق الرسم والحكي واللذين في الأغلب يعملان معا، ليراوح دائما دورها ما بين الكاتب، الفنان، المحرر، منسق.. ويتنوع عملها ما بين إصدارات والمشاركة في معارض، والقيام بأعمال تركيبية في مجال الرسم.
أيضا، من أبرز ضيوف المهرجان، الفنانة السويسرية "ليكا نوسيلي"، وهي من مواليد 1973، فنانة ورسامة تعمل وتعيش في سانت جالين، بسويسرا. بعد أن حصلت على مؤهل في تصميم النسيج، درست التواصل المرئي مع التركيز على الرسم في جامعة الفنون والتصميم في لوسيرن. منذ 2001، وهي تعمل كمصممة حرة على عدد من المشاريع. تدرس نوسيلي تصميم الجرافيك والرسم في مدرسة الفنون والتصميم في سانت جالين، وتنظم ورش العمل في عدد من مدارس الفنون بشكل دوري. تضم أعمالها الفنية الكوميكس، وأعمالا تركيبية في مجال الرسم.