الرئاسة اللبنانية تعلن تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا

أعلنت الرئاسة اللبنانية تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا، برئاسة نواف سلام، متجاوزة عقبات المحاصصة التقليدية التي طالما جعلت من تأليف الحكومة أمرا معقدا.

وبعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، تسارعت الخطى في لبنان في أعقاب جولة مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، انتهت باتفاق وقف إطلاق نار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على أرضية القرار الأممي 1701.

وعقدت الرئاسة اللبنانية مؤتمرا صحفيا لإعلان قبول استقالة الحكومة السابقة برئاسة نجيب ميقاتي، وتشكيل الحكومة الجديدة.

ووقع الرئيس اللبناني جوزيف عون، السبت، مرسوم قبول استقالة حكومة ميقاتي، ومرسوما آخر بتكليف سلام بتشكيل الحكومة.

كما وقّع عون مع الرئيس المكلّف مرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيراً.

وانتخب عون في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، وسط ضغوط دولية وإقليمية وتراجع تأثير حزب الله في المشهد السياسي في البلاد.

وجاء تشكيل الحكومة بموجب توافق سياسي على وقع تغييرات في موازين القوى السياسية بعد إضعاف حزب الله خلال حربه مع إسرائيل التي اندلعت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد يوم من هجوم حماس على غلاف غزة.

وفور الإعلان عن تشكيل الحكومة، رحبت الأمم المتحدة في بيان بـ"فصل جديد وأكثر إشراقا" للبنان مع الحكومة الجديدة.

وتعهد رئيس الحكومة نواف سلام خلال مؤتمر صحفي في القصر الرئاسي ببعبدة بتأسيس دولة السيادة والقانون، قائلا: "آمل أن نطلق معا ورشة عمل بناء لبنان جديد".

وجاء في كلمته "أما وقد أعلنا الحكومة التي أتمنى أن تكون حكومة الإصلاح والإنقاذ.. يهمني أن أؤكد النقاط التالية.. أولا أن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي".

وتابع أن الحكومة ستعمل على "تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار".

وأعلنت الرئاسة اللبنانية تشكيل الحكومة بعد تدخل أمريكي، الأمر الذي يجعل البلاد أقرب من الحصول على أموال إعادة الإعمار بعد الحرب المدمرة مع إسرائيل.

والتقت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، الرئيس عون الجمعة مؤكدة معارضة واشنطن مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية، بعد "هزيمته" في المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل، مشددة على أن عهد حزب الله في "ترهيب" اللبنانيين "انتهى".

وقالت المسؤولة الأمريكية ردا على سؤال صحفي عن دور حزب الله في الحكومة المقبلة، "وضعنا في الولايات المتحدة خطوطا حمراء واضحة، تمنعهم من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة".