انطلاق أعمال القمة العربية الطارئة في القاهرة وبوصلتها غزة

انطلقت في القاهرة، اليوم الثلاثاء، أعمال القمة العربية الطارئة، لبحث الوضع في قطاع غزة ومستقبله.

وتأتي هذه القمة في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحه بتهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن، وهو الطرح الذي قُوبل برفض عربي ودولي واسع النطاق.

• «العين الإخبارية» تنشر تفاصيل خطة مصر لإعمار غزة

وأعدت القاهرة خطة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، مطروحة على أعمال القمة اليوم.

ملك البحرين

وفى كلمته بالقمة، أكد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، مؤكدا رفض بلاده أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني واستيطان أرضه.

كما أشاد ملك البحرين بمبادرة مصر بشأن قطاع غزة المطروحة على طاولة القمة الطارئة، داعيًا لدعم الخطة.

الأمين العام للجامعة العربية

من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام الحقيقي.

وأضاف أن الصراع لن يتوقف إذا تم تهجير الفلسطينيين، مؤكدا أن إعمار غزة ممكن ببقاء أهلها على أرضهم.

وشدد على أن العنف لن يتوقف إذا لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

الأمين العام للأمم المتحدة

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام القمة العربية الطارئة، إن الفلسطينيين في غزة يعانون الأمرَّين، لافتًا إلى أنهم "تنفسوا الصعداء خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار".

وشدد غوتيريش على ضرورة منع استئناف القتال في غزة بكل السبل. كما أشار إلى أنه يجب أيضًا احترام سلامة أراضي لبنان وسوريا.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بحماية الموظفين الأمميين وإطلاق سراح الرهائن والسجناء من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

كما أوضح أنه يجب مراعاة الشواغل الإسرائيلية بشأن غزة دون بقاء جيشها في القطاع.

وقال غوتيريش إن الوضع في القطاع بحاجة إلى إطار سياسي يضع مبادئ للتعافي، مشددًا على أن غزة يجب أن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية دون اقتطاع أي جزء منها.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بمبادرة الجامعة العربية لحشد الدعم لإعادة الإعمار، لافتًا إلى أنه يجب الإقرار بدور الأونروا ودعم عملها ماليًا.

ملك الأردن

من جهته، أكد الملك عبدالله الثاني، دعم الأردن لخطة إعادة إعمار غزة، بحيث يتم عرضها على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم الدولي لها.

وقال : "لا بد في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها القضية الفلسطينية تحديات خطيرة جدا، من العمل معا، وبشكل عاجل، للتصدي لأي محاولات لفرض حلول تكون على حساب الأشقاء الفلسطينيين وتصفية قضيتهم".

وشدد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار في غزة، وضمان تنفيذ جميع مراحله، ورفض القرار الإسرائيلي بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، الذي يشكل انتهاكا وخرقا لأبسط مبادئ القانون الدولي.

وأكد الرفض التام لكل محاولات تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وضم الأراضي، التي تعد خرقا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددا على دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في الإصلاح، وإعداد تصور واضح وقابل للتنفيذ حول إدارة غزة وربطها بالضفة الغربية.

وطالب بوقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية الذي بات يهدد وجود سكانها ويتسبب بنزوح بعضهم، ويؤدي إلى تلاشي فرص الاستقرار والسلام في المنطقة بأكملها، والتصدي للاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأكد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية.

ودعا إلى إطلاق جهد إقليمي ودولي فوري ومؤثر وفاعل، لمعالجة ما خلفته الحرب على غزة من مآس وقتل وترويع ودمار. يجب أن تنصب الجهود على توفير المأوى والعلاج والغذاء لأهلنا في غزة، وأن نعمل لتنفيذ الخطط لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

وقال: "نتائج هذه القمة يجب أن تكون خطوات عملية لدعم أشقائنا الفلسطينيين وتثبيتهم على أرضهم، والتخفيف من معاناتهم الإنسانية، وحشد الجهود الدولية لوقف كل ما يحول دون تحقيق السلام، الذي لا يمكن أن يتحقق بالتصعيد العسكري وتهجير الشعوب وإنكار حقوقها.

رئيس لبنان

وفي أول مشاركة له في أعمال القمة العربية، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، بشأن القضية الفلسطينية في القاهرة: "لن نتخلى عن أرضنا ولن نترك أسرانا ولا سلام دون تحرير آخر شبر من أرضنا، إن لبنان علّمني أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق، والحقَ يحتاجُ دوماً إلى القوة، والقوة في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق وقوةُ الموقف وقوةُ إقناعِ العالم وقوةُ حشدِ تأييدِ الرأي العام وقوةُ موازين القوى الشاملة".

وأضاف: "علّمني لبنانُ ثانياً، أنّ فلسطينَ قضية ثالوث: فهي حق فلسطيني وطني. وحق عربي قومي. وحق إنساني عالمي. وأننا كلما نجحنا في إظهار هذه الأبعاد السامية لفلسطين، نصرْناها وانتصرنا معها. بالمقابل، كلما حجّمناها وقزّمناها، إلى حدودِ قضيةِ فئة أو جهة أو جماعة أو محور، وكلما تركنا فلسطينَ تُزجُّ في أزقةِ صراعاتٍ سلطويةٍ هنا، أو نزاعاتِ نفوذٍ هناك؛ خسرناها وخسرنا معها".

وتابع: "علّمتني حروبُ لبنان أيها الإخوة، أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً، أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها، وأن نرفضَ ما يرفضُه، علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء، يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين".

وأكد أهمية أن تكون "بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها، إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين".