«فضيحة سيغنال».. مستشار الأمن القومي الأمريكي يعترف بـ«المسؤولية»

أقرّ مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، الثلاثاء، بتحمّله «المسؤولية الكاملة» عن تسريب محادثات سرية لمسؤولين أمريكيين كبار حول ضربات عسكرية محتملة في اليمن.
واعترف والتز، خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، الثلاثاء بتحمّله «المسؤولية الكاملة» عن إضافة صحفي بالخطأ إلى مجموعة دردشة ناقش فيها مسؤولون أمريكيون كبار تفاصيل ضربات وشيكة على اليمن.
- «فضيحة سيغنال».. تسريبات الحرب تهدم حاجز الثقة بين أمريكا والحلفاء
- فضيحة «سيغنال».. 4 أسئلة تشعل جدلا في الولايات المتحدة
وقال والتز، خلال المقابلة: «أتحمل المسؤولية كاملة. لقد أنشأتُ المجموعة، وكان من واجبي ضمان التنسيق الكامل»، مشيرًا إلى أنه لا يعرف الصحفي جيفري غولدبرغ شخصيًا، وهو الصحفي الذي تمت إضافته إلى الدردشة عن طريق الخطأ.
ورجّح أن يكون قد حفظ رقم هاتف الصحفي على هاتفه وهو يظنّه شخصا آخر.
تهديد الأمن وثقة الحلفاء
ولا تقتصر تداعيات التسريب على الأمن القومي الأمريكي فحسب، بل تمتد إلى تهديد الثقة بين واشنطن وحلفائها.
فقد كشف غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك»، أنه أُضيف إلى مجموعة دردشة جماعية عبر تطبيق «سيغنال» تضم مسؤولين بارزين، من بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ومستشار الأمن القومي مايك والتز، حيث اطلع على مناقشات حساسة تتعلق بالضربات ضد مليشيات الحوثي في اليمن.
وبحسب صحيفة «تليغراف» البريطانية، فقد حصل غولدبرغ على تفاصيل دقيقة حول توقيت العمليات العسكرية وأهدافها، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه «كارثة أمنية» كان من الممكن أن تعرّض أرواح الجنود الأمريكيين للخطر إذا وصلت المعلومات إلى الأعداء.
انتقادات لإدارة ترامب
في تعليقها على الواقعة، تساءلت «تليغراف»: «هل يمكن لأحد أن يتخيل سابقةً لإطلاع صحفي، ربما عن طريق الخطأ، على نقاش عسكري بالغ الأهمية حول عملية وشيكة؟».
كما انتقدت الإدارة الأمريكية، قائلة: «كنا نعلم أن إدارة ترامب تستخف بالتقاليد، لكن ما حدث يتجاوز ذلك ليكشف عن نهج متهور في اتخاذ القرارات العسكرية».
وأثار غياب الرئيس دونالد ترامب عن تلك المناقشات تساؤلات حول دوره في صنع القرار، إذ رجّحت بعض التحليلات أن نائبه، جي دي فانس، كان ينقل وجهة نظره، في حين اعتبر آخرون أن ترامب قد يرى جمع المسؤولين في غرفة عمليات البيت الأبيض أمرًا «تقليديًا ومملًا».
غضب وتحقيقات
وأثار التسريب ردود فعل غاضبة داخل الكونغرس، حيث وصف النائب الديمقراطي بات رايان الحادثة بأنها «كارثة أمنية»، مطالبًا بعقد جلسة استماع عاجلة.
فيما صرح السيناتور كريس كونز بأن المسؤولين الذين شاركوا في الدردشة قد يكونون متورطين في جريمة يعاقب عليها القانون.
أما السيناتور روبن غاليغو، وهو جندي سابق في مشاة البحرية، فكتب في منشور على منصة «أكس»: «ساعة الهواة. هؤلاء هم العباقرة الذين يبيعون أوكرانيا ويدمرون تحالفاتنا في كل مكان».
حتى داخل الحزب الجمهوري، لم يخلُ الأمر من الانتقادات، إذ وصف السيناتور جون كورنين الحادثة بأنها «خطأ جسيم»، بينما حذر النائب دون بيكون من العواقب الكارثية لمشاركة معلومات حساسة عبر قنوات غير آمنة.
البنتاغون يفتح تحقيقًا
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في وقت سابق، عن فتح تحقيق في الواقعة، وسط تزايد التساؤلات حول سبب استخدام كبار مسؤولي إدارة ترامب لتطبيق «سيغنال»، بدلاً من أنظمة الاتصالات السرية المعتمدة لمناقشة معلومات بهذه الحساسية.
وعلّق المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، قائلًا: «إذا فقد جندي جهازًا حساسًا، أو نظارات للرؤية الليلية، أو سلاحًا، فسيُحاسب. يجب أن تُطبق المعايير نفسها على كبار القادة العسكريين».
ويأتي هذا الكشف بعد أيام قليلة من وعد وزارة الدفاع بمكافحة التسريبات، بعد أن أفادت عدة وسائل إعلام، بما في ذلك بوليتيكو، أن البنتاغون يخطط لتقديم إحاطة عسكرية لإيلون ماسك بشأن الصين.