الثالثة منذ وقف النار.. غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت

في ضربة هي الثالثة من نوعها منذ وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل، الأحد، غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفور شن الغارة، تصاعدت موجة من الأدخنة الكثيفة من المبنى الذي استهدف بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وقبل قليل من شن الغارات، أصدر الجيش الإسرائيلي الأحد إنذار إخلاء إلى سكان حيّ الحدث في ضاحية بيروت الجنوبية قبل قصف مبنى فيه.
وقال المتحدث باسم الجيش بالعربية أفيخاي أدرعي، في بيان نشره عبر حسابه بمنصة «إكس»: «إنذار عاجل للموجودين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخاصة في حي الحدث، لكل من يوجد في المبنى المحدد.. أنتم توجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله.. أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر».
وتعد هذه هي الضربة الثالثة، منذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وحزب الله، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد سنة من مواجهة دامية بين الدولة العبرية والجماعة المدعومة من إيران.
وفي 6 أبريل/نيسان الجاري، شنت إسرائيل ضربة لم يسبقها أي تحذير على مبنى في الضاحية الجنوبية التي تعدّ معقلا للحزب، مما ألحق أضرارا واسعة في الطابقين العلويين. فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة.
وبعد الضربة، نعى حزب الله القيادي حسن بدير ونجله اللذين قتلا مع شخصين آخرين في الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (ثلاثون كيلومترا من الحدود اللبنانية الإسرائيلية) وتفكيك بناه العسكرية، مع انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة في المنطقة، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب. لكن مع انتهاء مهلة انسحابها في 18 فبراير/شباط، أبقت إسرائيل على قوات في خمس مرتفعات استراتيجية تخوّلها الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود.
ومذّاك، تواصل إسرائيل شنّ غارات على جنوب لبنان وشرقه تستهدف، وفق قولها، مواقع عسكرية لحزب الله. وتتّهم الدولة اللبنانية بعدم تنفيذ قسطها من الاتفاق والقاضي بتفكيك ترسانة الحزب العسكرية وإبعاده عن الحدود.
وقبلها بأيام، نفذت إسرائيل غارة على الضاحية استهدفت مبنى قالت إنّ حزب الله يستخدمه "لتخزين مسيّرات"، كانت الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار. وجاءت تلك الغارة عقب إطلاق صاروخين من جنوب لبنان على إسرائيل، في عملية نفى حزب الله مسؤوليته عنها. وأعلن لبنان توقيف مشتبه بتورطهم في تنفيذ العملية.
ويرى محللون أن حزب الله غير قادر حاليا على تحمّل تبعات مواجهة جديدة مع اسرائيل.
ويرى الباحث في «أتلانتيك كاونسل» نيكولاس بلانفورد أن «حزب الله لا يستطيع الرد عسكريا، لأنه إذا فعل، فسيعود الإسرائيليون للضرب بقوة أكبر»، معربا عن اعتقاده بأن قدرات «الردع لدى الحزب دُمّرت تماما».
وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية هايكو فيمن إن «إسرائيل على ما يبدو ستواصل اعتماد تفسير موسع لحق الدفاع عن النفس، كما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار، فيما لا يملك لبنان الرسمي وسائل للدفاع عن النفس».
أضاف: «هذا هو الوضع الطبيعي السائد منذ نوفمبر/تشرين الثاني»، لكن ما استجدّ هو أن «العقاب الإسرائيلي لتجاوزات حزب الله المزعومة في الجنوب، أمسى الآن في بيروت».