الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي شهد في مجلسه الرمضاني اليوم أول محاضرة في الشهر الكريم عن حماية المجتمع من التطرف
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلسه الرمضاني اليوم أول محاضرة في الشهر الكريم عن حماية المجتمع من التطرف.
كما شهد المحاضرة الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي والشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وعدد من الشيوخ والوزراء.
وركز الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري خلال المحاضرة التي قدمها على 3 محاور هي: تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة وغلق منافذ التطرف، ومتابعة منع المتطرفين من الدعوة والفتيا، وتفنيد شبهات المتطرفين وكشف أغراضهم وسوء أفعالهم.
وأكد وزير الأوقاف المصري في بداية المحاضرة أن الفكر المتطرف يمثل خطرًا كبيرًا ليس على الدين فحسب، بل على الوطن والإنسانية جمعاء؛ لأن جماعات المتطرفين التي تدعي الانتساب للإسلام، وهو منها بريء، تسفك دماء الأبرياء وتذبح الشيوخ والنساء وتقتل الأطفال باسم الدين وباسم القرآن زورًا وبهتانًا، وبذلك تسيء إلى الإسلام والمسلمين ومستقبلهم.
وقال إن هذه الجماعات المتطرفة لا عهد ولا ذمة لها ولا أخلاق ولا دين، وإنما ولاؤها لتنظيماتها التي تنتمي لها وتنفذ عملياتها الإرهابية، مشيرًا إلى أن المرء العاقل لو قلت له إن ذلك القتل والإرهاب يتم باسم الدين لقال لك لا أريد أن اتخذه دينًا لي .
وطرح المحاضر بعد ذلك سؤالًا مفاده هل المطلوب تفكيك الجماعات المتطرفة أم تفكيك الفكر المتطرف؟
وأجاب أن المطلوب هو تفكيك المتطرفين والتطرف أي الفكر وأصحابه على السواء، والبدء بالقضاء على الفكر؛ لأنك لو قضيت على جماعة هنا لظهر غيرها هنا أو هناك أكثر غلوًّا وتشددًا.
وقال إن الواجب يقتضي تفكيك الفكر وتحصين الشباب، خاصة الصغار الذين تستقطبهم هذه الجماعات منذ دور الحضانة وحتى الجامعة.
وأشار إلى أن هذا الأمر يتم من خلال 3 طرق أولاها تجفيف منابع التطرف وغلق منافذها بمنع غير المتخصصين وغير المؤهلين من القيام بالعمل الدعوي والثقافي والتربوي.
وأضاف أن ما أصاب الأمة الاسلامية من المصائب يعود إلى اقتحام غير المتخصصين لهذا العمل وللفتيا وتوظيفهم السياسي للدين واتخاذه مطية لتحقيق أهدافهم ومطامعهم.
ودعا جمعة إلى منع هؤلاء من استخدام المنابر والمساجد والمدارس لأغراضهم الخبيثة، مؤكدًا أن المسألة مسألة وطن ودين وقال، إن " مواجهتهم واستئصالهم واجب ديني ووطني لأنهم بأعمالهم هذه يشوهون الدين والحضارة الإسلامية ولأنهم لا يؤمنون بوطن يحمل الدين ويحميه من أمثالهم".
كما دعا المؤسسات الدينية والدعوية والتربوية من الروضة إلى الجامعة الى التخلص ممن يعملون فيها من أصحاب هذا الفكر المنحرف المتطرف وابعادهم منها .. مؤكدًا أن القضايا الوطنية تعني كل ما يحافظ على أمن الوطن ووحدته وتماسكه واستقراره.
وقال وزير الأوقاف المصري آراء هذه الجماعات المضللة تخادع الناس بشبهات، مؤكدًا أن من واجب العلماء أن تكون لديهم الشجاعة لمواجهة ما تطرحه هذه الجماعات فيما يتعلق بالتكفير والجهاد ونظام الخلافة والجزية.
وفنذ المحاضر ما يقوله هؤلاء بشأن نظام الحكم في الإسلام أو الخلافة، مؤكدًا أن الإسلام لم يفرض نظامًا معينًا أو قالبًا واحدًا جامدًا للحكم، وإنما قدم أسسًا عامة مثل: إقامة العدل بين الناس ومنع الفساد، والعمل على تحقيق مصالح الناس من مسكن وصحة وتعليم، وتمكينهم من إقامة شعائر الدين، واصفًا كل ذلك بالحكم الرشيد.
وأكد أن الأسماء والمسميات لا تغير الواقع، وأن الإسلام لم يضع نظامًا ثابتًا وجامدًا يلتزم به المسلمون، وأن استقرار الدولة مقدم على جلب المصلحة.
وتحدث عن تحصين الشباب والصغار من الفكر المتطرف عبر تعليمهم حرمة الدماء وتذكيرهم بآيات الله حول جريمة القتل التي تعدل قتل الناس جميعًا، محذرًا من أن بعض الأنظمة تظن خطأ أن تجفيف التطرف يقتضي تجفيف مظاهر التدين.
وقال إن المطلوب أيضًا ليس تجديد الخطاب الديني، وإنما الخطاب التربوي والثقافي والإعلامي.
وبيَّن أن المرء إذا دعا إلى الرحمة والعمل والإنتاج فهذا من صحيح العقل والدين، أما القتل والدمار فلا يقره لا الدين ولا الإنسانية؛ لأن الله لا يحب المفسدين، ولأنه سبحانه وتعالى كرَّم بني آدم على الإطلاق.
وأضاف أن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم للناس كافة ورحمة للعالمين، وإن من واجب الخلق أن يكونوا رحماء ورسل تعايش سلمي فيما، بينهم مؤكدًا أن الدين دين بناء ونبذ للعنف والتطرف والكراهية.
وشدد الدكتور جمعة في ختام محاضرته على أن العلاقات يجب أن تقوم على أسس إنسانية دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو اللون، ثم رد على سؤال حول ضرورة مواجهة التطرف والتطرف المضاد واقتلاع جذوره.
وأكد، ردًا على سؤال آخر حول وسائل التواصل الاجتماعي، على أهمية أخذ العلم من العلماء لا من غير المتخصصين.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز