اللواء عريقات لـ"العين": عملية تل أبيب نقطة تحول في المواجهات
اعتبرها صفعة لوزير الجيش ومسؤول الشاباك
خبير عسكري فلسطيني يعتبر عملية تل أبيب الفدائية نقطة تحول في المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي
اعتبر الخبير العسكري الفلسطيني اللواء المتقاعد واصف عريقات، عملية تل أبيب التي أدت لمقتل 4 إسرائيليين وإصابة 6 آخرين نقطة تحول في المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أنها رسالة بأنه مهما كانت إجراءات القمع الاحتلالية فلن يتوفر الأمن والاستقرار ما دام هناك احتلال يجثم على صدر الشعب الفلسطيني.
وقال عريقات، في مقابلة خاصة مع بوابة "العين" الإخبارية: "هذه العملية ستكون نقطة تحول في المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال، وهي تقول للاحتلال إن قوة الإرادة التي يمتلكها الفلسطينيون هي نقطة الارتكاز في المواجهة وليس توفر الامكانيات التي يتمتع بها الاحتلال".
وشن الفدائيان الفلسطينيان محمد وخالد مخامرة، هجومًا بالرصاص، مساءالأربعاء، في مجمع تجاري قرب مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، أدى لمقتل 4 إسرائيليين وإصابة 6 آخرين، قبل اعتقالهما بعد تعرض أحدهما لإصابة حرجة.
ورأى عريقات أن العملية الفدائية جاءت وسط تل أبيب من قبل الشباب الفلسطيني لتقول للقيادة الإسرائيلية والعالم أنه إذا كان لإسرائيل القوة التدميرية الهائلة فإن لدى الشعب الفلسطينية قوة الإرادة الفولاذية التي لا تستلم لإجراءات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف "رسالة العملية للإسرائيليين أنه مهما قمتم بإجراءات أمنية فلن يتوفر الأمن والاستقرار ما دام هناك احتلال يجثم على صدر الشعب الفلسطيني".
الوصول لقلب تل أبيب
وأشار إلى أن نجاح الفدائيين في الوصول إلى قلب تل أبيب (العاصمة الاقتصادية الإسرائيلية) يؤكد أن منفذيها خططوا لها جيدا، وراقبوا المنطقة ما يدل أن المنفذين لديهم خبرة واسعة بالهدف، وامتلكوا جرأة عالية مكنتهم من الانطلاق من الخليل واجتياز كل الحواجز العسكرية والإجراءات المشددة حتى وصلوا إلى نقطة العملية المركزية، وتناولوا طعامهم بهدوء، ومن ثم شرعوا في تنفيذ عمليتهم بثقة وجرأة.
وينحدر الفدائيان من بلدة يطا جنوب مدينة الخليل، التي تصدرت المدن الفلسطينية في عدد الشهداء ومنفذي العمليات الفدائية منذ انطلاق موجة المواجهات الحالية مطلع أكتوبر الماضي.
صفعة للأمن الإسرائيلي
وقال الخبير الفلسطيني، إن هذه العملية النوعية هزت المجتمع الإسرائيلي، ووجهت صفعة قوية لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، وضربت كل مزاعم القيادة السياسية الإسرائيلية حول تحقيق الهدوء وإنهاء الانتفاضة الشعبية الفلسطينية بفضل سلسلة إجراءات سياسية وأمنية واقتصادية بحق الفلسطينيين.
وبحسب الإعلام العبري، فإن الاستخبارات الإسرائيلية لم يتوفر لديها معلومات محددة مسبقة عن العملية، رغم وجود تحذيرات عامة بالخشية من تنفيذ فلسطينيين عمليات فدائية خلال شهر رمضان.
ردود فعل متوقعة
وحول ردود الفعل عقب العملية، توقع عريقات أن تتخذ إسرائيل سلسلة إجراءات أمنية مشددة ضمن سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن كل تلك الإجراءات والممارسات أثبتت فشلها على مدار عقود من الصراع.
وقال: "على العكس كانت المقاومة الفلسطينية في كل مرة توجه ضربات مفاجئة وقاسية للاحتلال من وسط إجراءاته"، مؤكدًا أن الأهم من كل الإجراءات العقابية، يجب على إسرائيل أن تعيد حساباتها السياسية مع الفلسطينيين، وأن تعيد الحقوق لأصحابها الفلسطينيين، والتخلي عن عقلية العربدة والعنجهية، لأن مصيرها الفشل الذريع .
وأكد أن القرارات الإسرائيلية الصعبة تتوقف على ما يتوفر من معطيات حول الجهة التي تقف خلف العملية، وإذا ما كان هناك تنظيم يقف خلفها أم أنها فردية، فإن كان خلفها تنظيم فالمؤكد سيذهب نتنياهو وليبرمان لرفع وتيرة التصعيد وتوسيع دائرته.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني تعرض لإجراءات أمنية وعسكرية لا تتحملها الجبال، لكن الشعب الفلسطيني تعود على تلك الإجراءات الصعبة، وأثبت أن التضحيات هي ديدنه، بل خرجت مقاومته من وسط كل الإجراءات أصلب عوداً وأقوى شكيمة.
صفعة لليبرمان وارجمان
وشدد على أن هذه العملية صفعة لكل من وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي لم يمض أسبوعان على توليه منصبه، وكذلك مسؤول الشاباك نداف أرجمان الذي تولى موقعه هو الآخر قبل نحو شهر.
وقال: "هذه العملية هي أول اختبار عملي لوزير الجيش أفغيدور ليبرمان ، وهو اختبار صعب له بكل تأكيد، لأن تصريحاته ومواقفه السياسية السابقة تدل على حماقته وضعف قدراته السياسية، فكيف بقدراته الدفاعية والعسكرية وهو الفاقد لتلك القدرات من الأساس".
وأضاف "العملية جاءت بعد شهر تقريباً من استلام رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي نداف أرجمان، وهذا هو الفشل الأول له في منصبه، وخاصة وأنه قد قيل عنه بأنه صاحب خبرة طويلة في ملاحقة المقاومة الفلسطينية كونه شغل رئيس قسم العمليات في الجهاز إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
اعتداءات الاحتلال فتيل النار
وأكد الخبير الفلسطيني أن إجراءات الاحتلال على الأرض بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وأرضه والادعاء بتقديم تسهيلات للفلسطينيين خلال شهر رمضان بخلاف ما يجري على أرض الواقع، وعمليات الاعتقال اليومية، والاعتداءات الواسعة والهدم واستهداف المقدسات، كلها دوافع تستفز مشاعر الفلسطينيين وتحركهم للرد على تلك الإجراءات خصوصا في شهر رمضان الذي شهدت أيامه الأولى استفزازات كبيرة من الاحتلال على أرض الواقع.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز