وسط ترحيب أمريكي.. لبنان يبدأ نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية

شرعت السلطات اللبنانية، ابتداء من اليوم الخميس، في تسلم دفعات من الأسلحة الموجودة داخل المخيمات الفلسطينية في العاصمة بيروت.

جاء ذلك في خطوة وُصفت بأنها بداية تنفيذ خطة مشتركة تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وأوضح رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني، السفير رامز دمشقية، في بيان وزعته رئاسة مجلس الوزراء، أن "المرحلة الأولى من مسار تسليم الأسلحة من داخل المخيمات الفلسطينية تبدأ اليوم من مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث ستُسلَّم دفعة أولى من السلاح وتُوضع في عهدة الجيش اللبناني".

ويأتي هذا التطور بعد نحو ثلاثة أشهر من التوصل إلى اتفاق بين السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية بشأن آلية تسليم السلاح، وسط تأكيد بيروت أن الخطوة تشكل مدخلا لإرساء الاستقرار وتعزيز سلطة الدولة.

وديعة

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، في بيان اليوم الخميس، إنه تم الاتفاق مع الدولة اللبنانية على البدء بتسليم السلاح الموجود داخل المخيمات للجيش اللبناني "كعهدة لديه (وديعة)".

ومن المتوقع أن تتم عملية التسليم بشكل تدريجي وتشمل في مراحل لاحقة مخيمات أخرى في بيروت والمناطق، على أن يجري توثيق السلاح المسلم وإيداعه لدى الجيش اللبناني ضمن ترتيبات أمنية ولوجستية متفق عليها.

وتتقاطع هذه الخطوة مع قرار مجلس الوزراء اللبناني الأخير القاضي بتكليف الجيش إعداد خطة عملية لنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة، بما فيها "حزب الله"، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة سياسية وأمنية حساسة، تثير تساؤلات حول قدرة الدولة على المضي في هذا المسار الشائك وسط تعقيدات داخلية وإقليمية.

وأضاف أبوردينة "الجهات الفلسطينية المختصة قامت، اليوم الخميس، بتسليم الدفعة الأولى من السلاح الموجود في مخيمي برج البراجنة والبص للجيش اللبناني، على أن تستكمل عمليات التسليم لباقي المخيمات تباعا".

أجواء هادئة

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بأن عناصر الجيش وفوج الهندسة باشروا في تنفيذ المرحلة الأولى من قرار الحكومة، سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، بدءا من مخيم برج البراجنة.

وأوضحت أن شاحنتين صغيرتين دخلتا اليوم إلى أحد أزقة المخيم، لتخرج إحداهما قرابة السادسة والنصف، محملة بالأسلحة المغطاة.

 وجرت العملية في أجواء هادئة وسلسة، ترافقت مع تجمع عدد من أبناء المخيم وعناصر الفصائل الفلسطينية، الذين راقبوا عملية نقل الأسلحة، من دون تسجيل أي اعتراض أو إشكال.

وأغلق الجيش مداخل المخيم والطرقات المؤدية إلى داخله بالآليات العسكرية، بانتظار استكمال عمليات نقل الأسلحة من داخله.

سلام يرحب

ورحب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، بـانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني. وكتب، على منصة "إكس": "أرحب بانطلاق عملية تسليم السلاح الفلسطيني التي بدأت اليوم في مخيم برج البراجنة في بيروت، حيث جرى تسليم دفعة أولى من السلاح ووضعها في عهدة الجيش اللبناني".

وأضاف "العملية ستستكمل بتسليم دفعات اخرى في الأسابيع المقبلة من مخيم برج البراجنة وباقي المخيمات".

ترحيب أمريكي

وفي ردود الفعل، رحّب المبعوث الأمريكي إلى لبنان توم براك بـ"اتفاق حركة فتح الفلسطينية والسلطات اللبنانية على بدء نزع السلاح من المخيمات في بيروت"، بعدما بدأت السلطات بالفعل تسلّم الأسلحة من أحد المخيمات الخميس.

وكتب براك في منشور على "إكس": "نهنئ الحكومة اللبنانية وفتح على اتفاقهما حول نزع السلاح طوعا من مخيمات بيروت"، معتبرا أنه "إنجاز عظيم جاء نتيجة الخطوة الجريئة التي اتخذها مؤخرا مجلس الوزراء اللبناني وخطوة تاريخية نحو الوحدة والاستقرار".