إسرائيل تعلن بدء توغلها البري بغزة.. والفرق المشاركة تتوزع شمالا وجنوبا

جدل حول طبيعة العملية العسكرية المكثفة في غزة، سرعان ما حسمه الجيش الإسرائيلي، معلنا الشروع بتوغل بري واسع في أرجاء المدينة.
وفي بيان تلقى مراسل "العين الإخبارية" نسخة منه، قال الجيش: "خلال الساعات الـ24 الأخيرة، شرعت قواتنا النظامية والاحتياطية من الفرق 98، و162، و36 بعملية برية واسعة في أرجاء مدينة غزة في إطار عملية "عربات جدعون 2".
وتزامنا مع ذلك، أضاف الجيش: "تعمل قوات الفرقة 143 في منطقة التأمين مقابل بلدات النقب الغربي، وتنفذ عمليات هجومية في منطقتيْ رفح وخان يونس (جنوبي قطاع غزة)، بينما تتحرك قوات الفرقة 99 في شمال القطاع".
وأشار إلى أن "الأنشطة الهجومية في إطار العملية، واسعة النطاق ومكثفة وتشكل امتدادا مباشرا لإنجازات عربات جدعون، وذلك بهدف تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة".
ويأتي إعلان الجيش بعد وقت قليل من تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لدى وصوله للإدلاء بشهادته في محاكمته بتهم الفساد، اليوم الثلاثاء، قال فيها إن إسرائيل شنت عملية مكثفة في غزة.
وكانت أنباء قد تضاربت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، حول طبيعة العملية، حيث تحدثت بعضها عن توغل بري، في وقت نفت أخرى ذلك وقالت أنها عملية مكثفة تمهيدا للدخول إلى المدينة.
غداة دعم أمريكي
وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليته المكثفة في مدينة غزة، غدة إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دعما كاملا لتل أبيب لتحقيق أهدافها في قطاع غزة.
وتتزامن هذه العملية مع اتهام لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلفة من الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ليلة صعبة
وتعرضت مدينة غزة فجر الثلاثاء لقصف إسرائيلي عنيف ومكثف، بحسب ما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين "ما بدأناه الليلة الماضية هو الخطوة الأساسية نحو مدينة غزة"، مشيرا إلى أن الجيش يقدّر وجود ما بين ألفين الى ثلاثة آلاف عنصر من حماس في المدينة.
وأكد أن القوات تتقدم نحو وسط المدينة التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف على مدى الأسابيع الأخيرة.
أوضح "الليلة الماضية، انتقلنا إلى المرحلة التالية، المرحلة الأساسية من خطة الجيش للسيطرة على المدينة"، مضيفا "وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في القطاع وهو مدينة غزة".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مدينة غزة "تحترق".
وتحول معظم مدينة غزة إلى أنقاض بعد نحو عامين من الضربات الإسرائيلية.
وتحدث أحمد غزال، أحد سكان المدينة، عن " قصف كثيف بشكل كبير على مدينة غزة لم يهدأ والخطر يزداد".
وأضاف الشاب البالغ 25 عاما والذي يقيم قرب ساحة الشوا، لوكالة فرانس برس، أنه فجر الثلاثاء "سمعنا صوت انفجار هزّ الأرض بشكل مرعب"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي "استهدف مربعا سكنيا يضم منازل العديد من العائلات (...) لقد دمرت ثلاثة منازل بشكل كامل".
وأكد أن "أغلب المنازل التي دمرت حتى الآن مأهولة بالسكان... وعدد كبير من المواطنين تحت الأنقاض ويصرخون".
"إبادة جماعية"
وكان الجيش كثّف القصف على مدينة غزة في الأسابيع الأخيرة، ودمّر عددا من المباني المتعددة الطبقات بذريعة أن حماس تستخدمها لغايات عسكرية، وهو ما تنفيه الأخيرة.
وكان تكثيف الهجوم الإسرائيلي أثار مخاوف على مصير المحتجزين الإسرائيليين في القطاع. وأكد منتدى عائلات الرهائن في بيان أنهم "يشعرون بالرعب" على أقاربهم، معتبرين أن نتنياهو "يبذل قصارى جهده لضمان عدم التوصل إلى اتفاق ومنع عودتهم".
واضطرت غالبية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، إلى النزوح مرة واحدة على الأقل، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع المحاصر.
كما تسببت الحرب بأزمة إنسانية كارثية وصلت حد إعلان الأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، المجاعة في عزة.
وخلصت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" هدفها "القضاء على الفلسطينيين".
وقالت رئيسة اللجنة لفرانس برس "خلصنا إلى أن إبادة جماعية تحدث في غزة ولا تزال جارية، وأن المسؤولية تتحملها دولة إسرائيل".
ورفضت الخارجية الإسرائيلية "رفضا قاطعا" هذا التقرير الذي وصفته بأنه "خاطئ". داعية إلى "حل لجنة التحقيق هذه فورا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز