مصر بالأمم المتحدة: أسس السلام بالشرق الأوسط في مهب الريح

حذّر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من أن الشرق الأوسط يقف على شفير الانفجار، فيما باتت أسس السلام فيه في مهبّ الريح.
وندد عبد العاطي من المنصة الأممية بما اعتبره جرائم بشعة يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وقال الوزير المصريإن "الأشقاء الفلسطينيين مازالوا ضحية أبشع الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في حرب ضروس وغاشمة وغير عادلة على مدنيين عزل، لذنب لم يقترفونه، مدفوع بأيدولوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتجويع الممنهج، وخطاب مسموم للتحريض على العنف والكراهية".
وحذر من أن أسس السلام - الذي استغرق نسجه أكثر من 45 عامًا - أصبحت في مهب الريح، بعد عامين من العدوان الغاشم على غزة، والانتهاكات اليومية المتكررة في الضفة الغربية.
كما أشار إلى أن "أيادي العدوان امتدت في سكرة من العدوانية وانعدام المساءلة إلى دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وآخرها العدوان على قطر".
وأضاف أنه "كان مفترضًا احتفالنا بمرور 80 عامًا على إنشاء الأمم المتحدة، باعتباره مناسبة للتأمل في مسيرة المنظمة، والتفكير في كيفية تعزيز ما أنجزته لحفظ الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الرفاهية والتنمية للجميع، وبناء نظام دولي يتأسس على قواعد القانون الدولي التي تطبق على الجميع ويخضع لها الجميع لحماية كرامة وحقوق كل البشر".
وقال وزير الخارجية إن واقع المنظومة الدولية اليوم، بعد 8 عقود من تأسيسها، لا يمتّ بصلة إلى هذه الأهداف النبيلة، فالنظام الدولي متعدد الأطراف في حالة سيولة غير مسبوقة، وتتآكل مصداقيته في ظل الجرائم التي تُرتكب تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، والتي قوّضت مشروعيته.
وأشار إلى أن "المجتمع الدولي يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث من انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي؛ قوضت شرعية المنظومة الدولية، في ظل ما نشهده من ازدواجية المعايير، والكيل بأكثر من مكيال خاصة في منطقة الشرق الأوسط".
ولفت عبد العاطي إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أن السلام هو خيار مصر الاستراتيجي.
وأعرب وزير الخارجية المصري عن الامتنان والتقدير لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من التزام كامل واستعداد للعمل مع قادة المنطقة، لإنهاء الحرب الظالمة على قطاع غزة، وفقًا لرؤية متكاملة تحقن الدماء وتضمن الأمن للجميع، وتستعيد أسس بناء الثقة المفقودة.
وأكد أن مصر تبدي كل الاستعداد وكامل الالتزام للبناء على رؤية ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب، وفتح أفق سياسي يقود نحو تجسيد الدولة الفلسطينية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتضميد جراح اليتامى والجرحى والجوعى في غزة، ووضع حد لغطرسة القوة، ورفع رايات الاستقرار والعمران والأمل في الغد.
وأشار إلى أن مصر كرست منذ اندلاع الأزمة كل جهودها للتوصل إلى اتفاق نار مستدام في غزة، بالاشتراك مع قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، واستئناف دخول المساعدات دون عوائق لإنهاء حالة المجاعة الحالية التي هي من صنع إسرائيل.
وشدد على أهمية أن يمثل مع الإنعاش المبكر لمقومات الحياة في غزة أولوية قصوى للمجتمع الدولي، قائلا: "علينا سويًا التضامن والتكافل لضمان توفير ونفاذ المساعدات بأسرع وقت وبالكميات الكافية واللازمة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز