نتنياهو يأمر بـ«ضربات قوية» على غزة.. وحماس تؤجل تسليم جثمان رهينة
أصدر رئيس الوزراء الإسرائليلي بنيامين نتنياهو تعليمات للجيش بتنفيذ ضربات فورية وقوية في قطاع غزة.
وجاءت تعليمات نتنياهو بعد اجتماع أمني عُقد مساء الثلاثاء في تل أبيب، وسط توتر متزايد بين إسرائيل وحركة «حماس» على خلفية تبادل الاتهامات بخرق التفاهمات الميدانية المتعلقة بملف الرهائن، دون أن يعني ذلك انهيار الهدنة القائمة.
ضربات بعد إطلاق نار في رفح
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرّضت لإطلاق نار من «مسلحين فلسطينيين» في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن الهجوم وقع داخل المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل منذ أسابيع.
وأضاف الجيش في بيان أن «قواته ردّت على مصدر النيران واستهدفت مواقع تابعة لحماس في جنوب القطاع».
وأكدت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية أن «سلاح الجو بدأ بشن غارات على أهداف في غزة»، وسط «نشاط جوي مكثف في أجواء رفح وخان يونس».
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من إعلان «كتائب القسام» تسليم خاطئ لجثمان أحد الرهائن الإسرائيليين، ما فُسّر في تل أبيب بأنه «انتهاك جزئي» للاتفاق المبرم بين الجانبين حول ملف الرهائن.
«خرق واضح للاتفاق»
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان رسمي: «بعد استكمال عملية الفحص في معهد الطب العدلي، تبيّن أن الرفات التي أُعيدت الليلة الماضية تعود إلى الجندي المختطف أوفير تسرفاتي، الذي أُعيد جثمانه من قطاع غزة في عملية عسكرية قبل نحو عامين».
وأضاف البيان: «عدم إعادة جثامين جميع المختطفين يشكل خرقاً واضحاً للاتفاق من جانب تنظيم حماس».
وبحسب البيان، أصدر نتنياهو «تعليماته للجيش بالرد فوراً وبقوة على هذه الانتهاكات، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية لضمان تحقيق الردع».
اجتماع أمني مغلق
القناة الإخبارية 12 ذكرت أن «الاجتماع الأمني الذي عقده نتنياهو انتهى دون قرارات نهائية بشأن طبيعة الرد»، وأن «الجيش عرض خيارات تشمل تكثيف الغارات أو استهداف مواقع قيادية لحماس».
وأشارت القناة إلى أن «نتنياهو شدد في ختام الجلسة على ضرورة التنسيق مع الأمريكيين قبل تنفيذ أي خطوة واسعة».
أما هيئة البث الإسرائيلية فقالت إن الاجتماع، الذي كان من المقرر أن يُعقد بشكل موسع، تقلّص بشكل مفاجئ إلى جلسة محدودة، وحضرها فقط وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، ومنسق ملف الرهائن نيتسان ألون، ورئيس «الشاباك» ديفيد زيني.
حماس ترد بالاتهام والتصعيد الإعلامي
وفور إعلان الضربات أكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس تأجيل تسليم جثة رهينة كان من المقرر تسليمها اليوم بسبب ما قالت إنها انتهاكات إسرائيلية.
واتهمت «حماس» إسرائيل بـ«منع وإعاقة الجهود الإنسانية» الهادفة إلى البحث عن جثامين الجنود الإسرائيليين داخل القطاع.
وقالت الحركة في بيان: «إسرائيل ترفض دخول فرق مشتركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والفصائل الفلسطينية إلى عدة مناطق في غزة للقيام بهذه المهمة، كما منع إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتسريع عمليات البحث».
وأضافت «حماس» أن «مزاعم إسرائيل بشأن تباطؤ المقاومة في التعامل مع هذا الملف هي ذرائع باطلة تهدف إلى تبرير خطوات عدوانية جديدة»، مشيرة إلى أن «منع إسرائيل لعمليات البحث يشمل أيضاً جثامين الفلسطينيين الذين لا يزالون تحت الركام».
وطالبت الحركة الوسطاء والجهات الضامنة «بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لوقف ممارساته التعسفية والسماح بإنجاز المهام الإنسانية بعيداً عن الحسابات السياسية».
توتر ميداني تحت سقف الهدنة
ورغم التصعيد العسكري المحدود، أكدت مصادر إسرائيلية أن «العمليات الأخيرة لا تعني انهيار الهدنة القائمة، بل تأتي في إطار رد موضعي على خروقات محددة».
في المقابل، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن «استنفار واسع للقوات الإسرائيلية في مناطق التماس جنوب القطاع»، مع «إبقاء حالة التأهب على مستوى القيادة الجنوبية».
ونقلت القناة الإخبارية 12 عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن «تل أبيب تراقب سلوك حماس خلال الساعات القادمة قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن توسيع نطاق الضربات».
واشنطن تمسك بالخيوط
وفي خلفية المشهد، تبقى واشنطن صاحبة الدور الحاسم في ضبط مسار التطورات.
وفي أعقاب الإعلان عن الضربات أبلغ مسؤولون كبار في إدارة ترامب فريق نتنياهو أنهم لا يرون في ذلك خرقًا جوهريًا للاتفاق من جانب حماس.
وحثوا إسرائيل على عدم اتخاذ إجراءات جذرية قد تدفع بوقف إطلاق النار إلى حافة الانهيار، وفقًا لما ذكره مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس.
وكان مكتب نتنياهو أكد أن «أي خطوات واسعة سيتم تنسيقها مع الولايات المتحدة»، في إشارة إلى استمرار التنسيق الأمني والسياسي القائم حول ملف غزة.
وبينما تتبادل إسرائيل و«حماس» الاتهامات والنيران، يبدو أن مصير التصعيد – مثل الهدوء – لا يزال مرهوناً بالعاصمة الأمريكية، حيث تُرسم حدود الميدان وخطوط النار.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg جزيرة ام اند امز