البندقية الهجومية.. هجوم أورلاندو ليست الواقعة الأولى
القاسم المشترك وراء حوادث القتل الجماعي البارزة في أمريكا خلال السنوات الأخيرة كان استخدام البنادق الهجومية
ليلة أمس شهدت ولاية أورلاندو الأمريكية حادثًا مروعًا، راح ضحيته ما لا يقل عن 50 شخصًا، عندما أطلق مسلح النار عليهم مستخدمًا "بندقية هجومية".. هذه ليست الحادثة الأولى التي تُستخدم فيها مثل هذه البندقية.
بالعودة 6 أشهر إلى الوراء استخدم رجل وامرأة في مدينة سان بيرناردينو بنادق هجومية لقتل 14 شخصا، وفي عام 2012، في مدينة أورورا بولاية كولورادو قتل مسلح 12 شخصًا مستخدمًا بندقية هجومية، وفي هذا العام أيضًا استخدم مسلح بندقية هجومية لقتل 28 شخصًا في مدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت.
القاسم المشترك وراء هذه الحوادث وحوادث القتل الجماعي البارزة في السنوات الأخيرة هي استخدام البنادق الهجومية، التي تمتلك القدرة على إطلاق العديد من طلقات الذخيرة في فترة زمنية قصيرة نسبيًا وبدقة عالية.
ويقول الكاتب في الشئون السياسية كريستوفر انجراهام، إن استخدام هذه البنادق في أنماط القتل هذه تصبح أكثر شيوعًا، فوفقًا لقاعدة بيانات جمعتها مجلة "موذر جونز" كان هناك 8 حوادث بارزة لإطلاق النار على الناس منذ يوليو/تموز الماضي، واستخدمت بنادق الهجوم في 7 من هذه الحوادث.
وخلال العشر سنوات الماضية، استخدمت هذه البنادق في 14 واقعة للقتل الجماعي، وحدثت نصف هذه الحوادث منذ يونيو/حزيران الماضي.
ونتيجة كون البنادق الهجومية نقطة بارزة في الجدال الأمريكي بشأن الأسلحة، فقد حُظر استخدام هذه البنادق في 1994، ولكن انتهت صلاحية هذا الحظر في 2004 واختار الكونجرس عدم تجديده.
ويقول أنصار استخدام الأسلحة، إن البنادق أي كان نوعها نادرًا ما تُستخدم لقتل الناس في الولايات المتحدة الأمريكية، وبناء على ذلك وجد باحثون إن حظر أسلحة الهجوم كان له تأثير قليل على معدلات جرائم القتل في الولايات المتحدة عندما كان ساريًا.
على الجانب الآخر، فمقارنة بالأسلحة النارية الأخرى، تسهل بنادق الهجوم عملية قتل العديد من الناس وإصابتهم خلال فترة زمنية قصيرة، لذلك غالبًا ما يستخدمها الجناة الراغبين في إلحاق الأذى العشوائي بمجموعة كبيرة من الناس.
ويقول أنجراهام، إن الجماعات الإرهابية انتبهت إلى التوفر واسع النطاق لبنادق الهجوم والأسلحة الأخرى في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن أغلب الولايات لا تطلب تحريات عن خلفيات الأشخاص الراغبين في الحصول على الأسلحة النارية المشتراة عبر مبيعات خاصة في معارض البنادق، ولا تطلب إظهار الهوية لشراء سلاح ناري من بائع خاص.
ويضيف انجراهام في تقريره المنشور على صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن القانون الفيدرالي يسمح للأشخاص الموجودين على قوائم مراقبة الإرهاب بشراء الأسلحة، وهو ما فعله الآلاف منهم.
ويشير انجراهام إلى أن سهولة شراء الأسلحة في الولايات المتحدة، وحتى تلك القوية المصممة لقتل العديد من الناس في فترة زمنية قصيرة، تؤكدها حقيقة هامة في بيانات المجلة، وهي أن من بين 79 واقعة قتل جماعي منذ 1982 تمكنت المجلة من تحديد معلومات الشراء الخاصة بها، ارتكبت 63 من هذه الحوادث باستخدام أسلحة تم شراؤها بصورة قانونية.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز