"فيس بوك" يعاني لمنع البث الحي للجرائم الإرهابية
بعد واقعة الطعن الإرهابية في باريس يخوض "فيس بوك" ومواقع التواصل الاجتماعي معركة ضارية للحد من بث الجرائم مباشرة للمستخدمين
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة متصاعدة من استغلال المجرمين لخدمات البث الحي عن طريق الهواتف المحمولة لتوثيق جرائمهم مباشرة لرواد تلك المواقع، لتشرع الشبكات الاجتماعية في معركة شاقة لوقف هؤلاء المجرمين.
كان آخر أمثلة تلك الجرائم التي تبث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، هو واقعة الطعن الإرهابي في بلدة ماجنانفيل شمال غرب العاصمة الفرنسية باريس، ليلة الاثنين، التي راح ضحيتها قائد بالشرطة وزوجته، وبثها مرتكب الجريمة العروسي عبدالله على حسابه بموقع فيس بوك متعهدًا خلال الفيديو بولائه لتنظيم "داعش".
وقالت أكبر شبكة اجتماعية في العالم "فيس بوك" إنها تعمل مع السلطات الفرنسية على القضية، حيث أفادت في بيان أن "الإرهابيين وأعمال الإرهاب لا مكان لها على فيس بوك".
وشدد البيان على أن الشركة تعمل على إزالة أي محتوى إرهابي على الموقع بمجرد الإبلاغ عنه، موضحا "نتعامل مع طلبات الإزالة القادمة من سلطات تطبيق القانون بأولوية مطلقة"، حسب ما نقلته شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية.
ويعتمد فيس بوك عموما على مستخدميه ليشيروا إلى المنشورات أو المحتوى الذي يخترق بنود الخدمة الذي يقدمها منذ نحو عام، كما أن لدى الشركة الأمريكية موظفين مختصين بمراقبة فيديوهات البث الحي الأكثر مشاهدة على الموقع، سعيا لتسريع التحرك تجاه أي محتوى غير مرغوب فيه.
وباتت حركة البث الحي على فيس بوك كبيرة في العالم منذ إتاحة الموقع الخدمة لكل مستخدميه فقط من خلال التطبيق المخصص لذلك على الهواتف الذكية؛ حيث يتولى فيس بوك بعد الانتهاء من البث عملية تحويله إلى فيديو بوقت محدد ووضعه على صفحة المستخدم.
ولكن طبيعة خدمة البث الحي يمكن أن تكون معضلة عندما يستخدمها الناس لعرض مشاهد مزعجة، واعترف به فيس بوك بأنها تحديات تواجهه لوقف مثل تلك الحوادث من البث الحي.
واستطاع فيس بوك من إزالة عدد من الفيديوهات المتعلقة بالإرهاب وكذلك الحسابات التي تبثها في فرنسا، ولكن لم يتضح عدد المستخدمين الذين شاهدوا تلك الفيديوهات، وإذا كان هناك من استطاع حفظ نسخة منها بطريقة أو بأخرى.
وقالت شبكة "سي.إن.إن"، إن فيس بوك ليس وحده الذي يعاني في معركة سوء استخدام خدمة البث الحي، مشيرة إلى أن فتاة مراهقة في ولاية أوهايو الأمريكية تم اتهامها باستخدام خدمة "بيريسكوب" للبث الحي التي تملكها شركة تويتر، لعرض جريمة اغتصاب حية.