"الإخوان" يُصعدون حربهم ضد نقيب المحامين بمصر .. وعاشور: لا يُخيفونني
محامو "الجماعة" يجمعون توقيعات لسحب الثقة منه ويطعنون على فوزه بانتخابات النقابة
لا يزال سامح عاشور نقيب المحامين، أحد أبرز السياسيين المصريين الذين وقفوا في وجه جماعة الإخوان، ولذا أصبح موقف الجماعة منه "ثأريًّا".
لا يزال سامح عاشور، نقيب المحامين المصريين ورئيس اتحاد المحامين العرب، أحد أبرز السياسيين المصريين الذين وقفوا في وجه جماعة الإخوان، ولذا أصبح موقف الجماعة منه "ثأريًّا"، وباتت تعمل في جميع الاتجاهات للانتقام منه.
وربما كان وقوف عاشور في وجه الإخوان، واستمرار معاداته لسياساتهم "الانتهازية"، حسب وصفه، سببًا رئيسيًّا في محاربتهم له في الوقت الحالي، وهو ما بدا واضحًا في عدد من التحركات التي تجريها الكتلة الإخوانية، فعاشور الذي استطاع مؤخرًا اقتناص مقعد نقيب المحامين في الانتخابات التي أجريت في الثامن من نوفمبر الماضي، ليستكمل عمله بنفس المنصب الذي فاز به في انتخابات 2011، للمجلس الذي تستمر مدته القانونية أربع سنوات متتالية، بدأت الحروب ضده من داخل النقابة، من قِبَل المحامين المحسوبين على الجماعة، بينما تأخَّر النقيب في الرد عليها.
أولى الخطوات التي اتخذها محامو الجماعة ضد عاشور هي تنظيم وقفات احتجاجية على سلالم نقابة المحامين، تندد بفوزه في العملية الانتخابية، وتؤكد حدوث عمليات تزوير واسعة، وهو ما قاله محامي الجماعات الإسلامية، منتصر الزيات، الذي خسر أمام عاشور في انتخابات المجلس الأخيرة، مضيفًا أنه لن يسمح بمرور الأمر دون محاسبة عاشور.
وحرَّك الزيات دعاوى قضائية ضد عاشور، أمام محكمة القضاء الإداري، بالتعاون مع عدد من المحامين الخاسرين في الانتخابات، أبرزهم الدكتور إبراهيم إلياس، مقرر لجنة الشؤون السياسية بالنقابة العامة للمحامين، وهو الأمر الذي يسير جنبًا إلى جنب مع تنظيم المظاهرات والوقفات ضده أمام مبنى النقابة العامة.
الأمر الآخر الذي استخدمه محامو الإخوان ضد عاشور هو جمع استمارات لسحب الثقة منه، على غرار استمارات «تمرد» التي أسقطت الإخوان إبان حكمهم للدولة المصرية، وقال محمد كارم، المنسق العام لجبهة إنقاذ المحامين القائمة على جمع التوقيعات ضد عاشور، لـ"العين"، إن الحملة جمعت 8 آلاف توقيع حتى الآن من أعضاء الجمعية العمومية بخمس محافظات، لسحب الثقة من سامح عاشور، مضيفًا أن الحملة تواصل عملها بجميع المحاكم والنقابات الفرعية للمحامين بالمحافظات، لجمع عدد من التوقيعات يفوق عدد الأصوات التي حصل عليها عاشور في الانتخابات "22 ألفًا و987 صوتًا انتخابيًّا"، ليستطيعوا إسقاطه من منصبه عبر هذه التوقيعات، مشددًا على أنه مع انتهاء عملهم في المحافظات الخمس سيحصلون على 10 آلاف توقيع.
بدوره، أكد سامح عاشور أنه ينشغل حاليًّا بمستقبل النقابة ومصالح المحامين؛ لأنها الأمور التي تستحق الأولوية في العمل، مضيفًا أنه يدرس الموقف القانوني لتجاوزات المحامين الخاسرين في انتخابات النقابة، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، وقال: "لا تخيفني تلك التحركات أبدًا؛ فقد انتخبتني الجمعية العمومية، وسأستمر نقيبًا للمحامين وفقًا لرغبتها، فهي الوحيدة صاحبة الشأن والكلمة الأولى والأخيرة في الانتخابات".
واتهم عاشور، في تصريحاته لـ"العين"، جماعة الإخوان والمحامين المحسوبين عليها بمحاولة اغتيال روح النقابة، وإحالتها إلى منبر للجماعة وأفكارها الهدَّامة، مضيفًا أن الجماعة تعي جيدًا أنه لن يسمح لها بهذا الأمر، لذلك تعمل جاهدة على إبعاده عنها، للعودة لاستغلالها من جديد، لافتًا إلى أن انسحاب الإخوان من النقابة وإعلانهم عدم المشاركة في انتخابات المجلس الماضية، لم يكن سوى "تمويه"، وأنهم مستمرون في العمل على إسقاط المجلس الحالي، والعودة للسيطرة على النقابة.
وتستمر الأزمات بين عاشور وجماعة الإخوان، وسط محاولات الأخيرة لإسقاطه، ودعم عدد قليل من المحامين لها، وسط حالة من ترقُّب جميع الأطراف لحكم القضاء الإداري في الدعوى الخاصة بتزوير العملية الانتخابية الأخيرة.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز