مصدر فلسطيني لـ"العين": خليفة مشعل لن يكون من غزة أو الضفة
خبير في شؤون الحركات الإسلامية رأى أن الرئيس المقبل للمكتب السياسي لحركة حماس لن يكون من داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية لاعتبارات أمنية
رجح المحلل السياسي الفلسطيني والخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن الرئيس المقبل للمكتب السياسي لحركة حماس لن يكون من داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية لاعتبارات أمنية بحتة، وذلك في خضم الحديث الدائر هذه الأيام حول خليفة خالد مشعل الذي سيترك منصبه في رئاسة الحركة نهاية العام الجاري.
وقال مصطفى إبراهيم، في تصريح خاص مع بوابة "العين" الإخبارية، إن الانتخابات الداخلية لحركة حماس والتي تجري عادة بعيدًا عن وسائل الإعلام، نهاية العام الجاري، ستقدم شخصية قيادية جديدة لرئاسة المكتب السياسي لحماس الذي يتولاه حالياً خالد مشعل منذ 5 ولايات سابقة.
وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن النظام الانتخابي المعمول به في حماس ينص على تمديد ولاية رئيس المكتب السياسي للحركة مرتين متتاليتين، لذلك فإن مشعل سيغادر موقعه حتى لو تم الضغط عليه للبقاء فيه، مشيرًا إلى أن بعض الأنباء كانت قد تحدثت إبان الانتخابات السابقة التي جرت في مصر عن تعالي أصوات بعد الجهات في حماس للتمديد لمشعل، معتبرين ذلك مخالفة للوائح الداخلية للحركة.
ورأى أن من سيخلف مشعل لن يكون من داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية، بسبب اعتبارات أمنية وداخلية للحركة المستهدفة من إسرائيل، موضحا أن اختيار أي شخصية من الداخل قد يعرضه لخطر الاستهداف الحقيقي من قبل إسرائيل التي تسيطر بشكل تام على الأراضي الفلسطينية أمنياً وعسكرياً.
وأضاف إبراهيم أن عدم اختيار رئاسة الحركة من داخل غزة أو الضفة ليس تقليلا من شأنهم، على الرغم من الثقل الكبير الذي يوجد للحركة هناك، إلى جانب وجود شخصيات وازنة على شاكلة إسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وخليل الحية وغيرهم، لكن يأتي في إطار الاعتبارات الأمنية التي تقوم بها الحركة للحفاظ على قياديها من الاستهداف الإسرائيلي الذي سيكون سهلاً للوصول إلى أكبر شخصية تقود الحركة الإسلامية في فلسطين.
وأشار إلى أن بقاء المنصب خارج الأراضي الفلسطينية كما جرت العادة منذ تأسيس المكتب السياسي، يعطي المرشح لرئاسة المكتب السياسي حرية تنقل كبيرة، إلى جانب احتياطات أمنية كثيرة، مؤكدا أنه في حال تواجده في غزة أو الضفة قد يصطدم بوجود عقبات تنقله جراء إغلاق المعابر في غزة، أو الملاحقات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث يتوجب على رئيس المكتب السياسي التنقل والحركة باستمرار لإنجاز الكثير من الملفات المنوطة بالحركة الإسلامية.
وعن أبرز الشخصيات المرشحة لتولي هذا المنصب، يعتقد "إبراهيم" أن لدى حماس قيادات كثيرة سواء في الداخل أو الخارج، وهي من تختار وفق نظامها الداخلي، لكنه استدرك بوجود شخصيات مقبولة لدى جميع الأطراف على شاكلة موسى أبومرزوق المنوط به قضايا وملفات عدة، وله حضور قوي عند الجميع.
وفند إبراهيم بعضا من لوائح الانتخابات الداخلية لحماس، موضحا أن الحركة تعتمد نظام الشورى، والقرار الجماعي، كما أن اختيار رئيس المكتب السياسي لحماس لا يعتمد على ترشيح أي شخص نفسه لهذا المنصب، بل يجري ترشحه من قبل مجلس الشورى الذي يعقد جلسة انتخابات بعيدا عن الإعلام، ودون معرفة مكان الانتخابات التي سيتم من خلالها تحديد هوية الرئيس الجديد.
وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن رئيس المكتب السياسي الجديد لحماس، سيكون على كاهله العديد من الملفات الهامة والحاسمة، من بينها إنهاء الانقسام الفلسطيني، ودفع عجلة المصالحة الوطنية للأمام، إلى ترميم العلاقات المتردية مع مصر وكذلك مع بعض الدول العربية الأخرى، بالإضافة العلاقات الأخرى مع دول الخليج وإيران وتحديدها بالشكل الذي يلقى قبولا لدى العديد من الأطراف.
يذكر أن مشعل يتولى حالياً رئاسة المكتب السياسي للحركة، مع وجود نائبين له الأول من غزة وهو إسماعيل هنية، والثاني موسى أبومرزوق المقيم في قطر بمعية مشعل.