أهم مصانع الإسمنت العمومية يفشل في دخول بورصة الجزائر
رهان الحكومة الجزائرية تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإسمنت اصطدم بعوائق تمويلية بسبب فشل أحد أكبر شركات الإسمنت في دخول البورصة.
أعلنت بورصة الجزائر عن وقف عملية إدراج أسهم مصنع الإسمنت بعين الكبيرة بمحافظة سطيف شرقي العاصمة، بسبب فشل العرض الذي تقدمت به هذه المؤسسة التي تُعد فرعًا لأكبر مجمع إسمنتي في البلاد، في استقطاب رأس المال المطلوب.
وجاء في بيان بورصة الجزائر أن عرض الاكتتاب لرفع رأسمال شركة الإسمنت عين الكبيرة الممتد ما بين 13 مايو/أيار الماضي و15 يونيو/حزيران الجاري لم يكن مثمرًا، وسيتم نشر بيانات العملية خلال الأيام المقبلة.
ويعد فشل دخول مصنع الإسمنت عين الكبيرة في البورصة، الأول من نوعه بالنسبة لشركة عمومية في الجزائر، وذلك رغم التحفيزات التي أقرتها الحكومة بإعفاء ملاك الأسهم من دفع الضرائب على قيمة الأرباح التي تقدمها الشركة كل سنة.
وكان الهدف من عملية الاكتتاب هو رفع رأس مال الشركة بغرض إنشاء خط إنتاج جديد، تبلغ طاقته الإنتاجية مليوني طن سنويًّا من مادة الإسمنت، وهي الكمية التي ستساهم في تغطية الحاجيات الوطنية المتزايدة من هذه المادة.
وبحسب معلومات حصلت عليها بوابة "العين" الإخبارية من مصدر أشرف على عملية إدراج أسهم الشركة في البوصة، فإن الظرف الذي ميز عملية طرح الأسهم للاكتتاب قد أثر كثيرًا في نجاح العملية، بسبب انشغال المواطنين بترتيبات شهر رمضان الذي يفرض مصاريف إضافية تزيد من حجم الاستهلاك وتقلل من رغبتهم في الاستثمار.
وأضاف المصدر أنه بالنسبة للمؤسسات التي تشارك في العادة في عمليات التمويل، فإن الظرف أيضًا لم يساعد على مشاركتها، على اعتبار وجود منتوجات أخرى في السوق المالية يمكن الاستثمار فيها، على غرار القرض السندي الذي أطلقته الحكومة بنسبة فائدة مغرية تصل إلى 6%.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي فشل إدخال شركة عين الكبيرة إلى البورصة، من تعطيل مشروع إدراج 10 مؤسسات أخرى مملوكة للقطاع العام تعتزم الحكومة فتح رأسمالها، أهمها شركة موبيليس للاتصالات وكوسيدار للإنشاءات الكبيرة.
رهان وقف استيراد الإسمنت:
وتعد شركة الإسمنت عين الكبيرة فرعًا عن مجمع الإسمنت جيكا الذي حقق إنتاجًا قياسيًّا قدر بـ12.14 مليون طن من الإسمنت مقابل 55.11 مليون طن في 2014 بارتفاع قدر بـ5% في حين كان المجمع يتوقع إنتاجًا قدره 61.11 مليون طن من الإسمنت سنة 2015.
ويتوقع مجمع "جيكا" رفع الإنتاج إلى قرابة 23 مليون طن في آفاق 2019 في إطار استراتيجية الحكومة الرفع من إنتاج الإسمنت، وذلك برفع قدرات الإنتاج في 4 مصانع قيد الاستغلال وإنجاز وحدتين جديدتين لإنتاج الإسمنت قريبًا.
ويصل إنتاج الجزائر من الإسمنت سواء عبر المصانع الوطنية حاليًّا العمومية منها أو الخاصة ما يقارب 18 مليون طن في حين تقدر حاجيات البلد بـ22 مليون طن سنويًّا، بسبب مشاريع السكنات والبنى التحتية الضخمة التي أطلقتها الحكومة.
وبلغت الكميات المستوردة من الإسمنت نحو 6.6 مليون طن سنة 2015، بقيمة مالية بلغت 81.473 مليون دولار مقابل 8.537 مليون دولار في 2014 أي بتراجع يقارب 12% من حيث القيمة وارتفاع بـ 55.9% من حيث الحجم.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز