في مهرجان "زايد للتراث".. تكريس لثقافة الصحراء ومفرداتها

مهرجان "زايد" التراثي، الذي احتفل على طريقته بعيد الاتحاد، يروّج ويحْيي ثقافة أخرى فريدة من نوعها هي "ثقافة البادية" أو "ثقافة الصحراء"
مهرجان زايد التراثي، الذي احتفل على طريقته بعيد الاتحاد، يروّج ويحْيي ثقافة أخرى فريدة من نوعها هي "ثقافة البادية" أو "ثقافة الصحراء".
المصطلح في حد ذاته يجيب عن أسئلته الكثيرة وتشعباته بالطبع، كون السماء مفتوحة على مصاريعها في مهرجان خُصص أصلًا لإعادة الحياة إلى مفردات الصحراء المتعددة، من خيم وجِمال ورحلات السفاري وصقور وقهوة وملابس تقليدية ومشغولات يدوية ومأكولات وما إلى ذلك من عناصر تشكل الثقافة والتراث الخليجي عمومًا.
في جولة "العين" داخل مهرجان "زايد" التراثي في دروته السادسة لهذا العام، من الملاحظ الإقبال على استحضار التراث الصحراوي لدى الإماراتيين خصوصًا والخليجيين عمومًا، لا سيما من فئة الشباب الذين يبدعون في إحياء ثقافتهم المتوارثة عبر الأجيال، ولا سيما "الثقافة الشفاهية" التي لا تتوقف عند حد معين من الصور التوثيقية لقادة الإمارات والتعريف بهم، مرورًا بالجلوس في الخيم وشرب القهوة المُرّة، وليس انتهاءً بركوب الخيل والذهاب في رحلات الصيد مع الكلاب السلوقية والصقور.
الصقر.. المفردة الصحراوية المتميزة
للصقر دلالات كثيرة في الثقافة العربية، والكثير من القصائد لا تُغفل ذكر هذا الطائر، وهو في المهرجان حاضر كأي مفردة صحراوية آثرة.
يقول أحد "الصقارين" الإماراتيين الواقفين لخدمة زوار المعرض إن "الصقر يدل على العزة والثقة بالنفس، وهو من أهم أنواع الرياضات العربية، التي تعبر عن تراثنا الأصيل وتراث الوالد زايد، رحمه الله".
ويوضح الصقار من "نادي أبوظبي للصقارين" لـ"العين" أنواع الصقور وأشكالها وكيفية تدريبها وآدابها، موضحًا أن "الصيد بالصقور تراث إماراتي أصيل، ويبدأ موسمه في فصل الخريف، فهو يعلّم الإنسان الصبر والقوة".
بينما تتميز الإمارات كموروث ثقافي أيضًا بالتفنن في عرض "رحلات السفاري" في الصحراء التي تمتد لأيام، وهنا توجد شركات تقدم خدماتها واستشاراتها لمحبي هذه الرحلات ذات طابع المغامرة.
ما بين الإمارات والسعودية
ثمة تعريف بالمعروضات التي قد لا يفهمها الكثيرون، مع مصطلحات ربما تكون صعبة على الزائر، لذا تقوم اللوحات التعريفية بهذه المهمة، كتعريف "الخرج والعتاد" مثلًا، الذي يُوضع على جانبي الدابة.
أما الفوانيس المعلقة على الخيم فتأخذنا في رحلة مع الزمن، والقش على أسطح البيوت القديمة كذلك، وليس ببعيد عن الجناح أو الحي الإماراتي، يقدم الحي السعودي أيضًا مفرداته الصحراوية الخاصة.
هنا ترى الكثير من الورود الطائفية (نسبة إلى مدينة الطائف)، بينما تتشعب الأنواع، مثل كادي الكمال، وماء الورد، وعطر الحرم، وعود الورد، وغيرها.
يقول بدر خالد الكحال، وهو أحد البائعين، إن "هذه الورود جزء من ثقافتنا السعودية ونتميز بها عن غيرنا".
بينما يقول الحرفي خالد محمد العرجان، وهو بائع لحقائب مشغولة باليد، إن المصممة فاطمة علي حجاب "أم باسم" متخصصة في الخياطة والتفصيل وكل ما يتعلق بالمرأة العصرية.
وتضيف "أم باسم" لـ"العين": "عملنا يدوي فقط، فهذا تراثنا الصحراوي الذي يجب أن نحافظ عليه، سواء بالأقمشة أو المصنوعات اليدوية أو بالفن وغيرها".
أما الفنانة التشكيلية السعودية شعاع عيسى علي البريكان، فتعمل بالإضافة إلى رسم اللوحات الفنية، في الخياطة والتطريز والمشغولات اليدوية ومعلقات الجدران أيضًا.
تقول شعاع البريكان لـ"العين": "لدينا هنا الكثير من الأشياء التراثية التي باتت جزءًا من ماضينا وحاضرنا، العديد من أنواع الملابس وأشكالها: السدو، الكوريشيه، الفساتين المطرزة، اللوحات، الحقائب، مستلزمات المرأة، المحافظ، السجادات".
وتمزج شعاع في عملها بين الفن والتراث، محاولةً أن تحافظ على هويتها وإرثها السعودي بطريقة فنية بديعة.
أما رئيسة الجناح السعودي في مهرجان زايد التراثي مها الرويس، فتقول إن "هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها السعودية، كون المجال في هذا العام مفتوحًا للدول للمشاركة، ولدينا عدة فروع، كالسدو والصوف والسعف والتطريز والفخار والسبح والجواهر والمأكولات.. وغيرها".
وتضيف الرويس لـ"العين": "العلاقة وثيقة بين التراث والثقافة، وبين عناصر الثقافة الخليجية كذلك، فالحرف متوارثة من الأجداد، والثقافة الشفاهية حاضرة بقوة، إلا أن مثل هذه المهرجانات تحاول أن توثقها كي لا تضيع".
وترى الرويس أن الثقافة الصحراوية على العموم مشتركة فيما بينها بالكثير من المفردات، إنما "هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي تنفرد بها كل دولة خليجية على حدة"، وتشكر الإمارات على منحهم هذه الفرصة للمشاركة.
وتنضوي الشركات السعودية المشاركة في مهرجان زايد التراثي تحت "البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية" (بارع)، وهو بإدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة.
الأمر كذلك مع الدول الخليجية الأخرى المشاركة، كالبحرين وعُمان في عرض مفردات الثقافة الصحراوية في مهرجان زايد التراثي في أبوظبي والذي يمتد في الفترة بين 10 نوفمبر و12 ديسمبر 2015، في منطقة الوثبة.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni40MSA= جزيرة ام اند امز