كيري يلتقي نتانياهو في روما بحثًا عن تحقيق إنجاز "كوندليزا رايس"
بينما يستعد أوباما لمغادرة الحكم، يسعى وزير خارجيته كيري لتحقيق إنجاز ولو "شكليًا"، أشبه بما حققته كوندليزا رايس، في ملف السلام.
أبدى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في ولايته الرئاسية الأولى، حماسًا شديدًا لعملية السلام في الشرق الأوسط، وعين لهذه المهمة مبعوثًا خاصًا هو جورج ميتشل، غير أنه لم يحقق أي تقدم ملموس.
واستبدل أوباما، في ولايته الرئاسية الثانية، ميتشل بوزير الخارجية جون كيري، الذي أسند إليه هذا الملف، لكنه لم يحقق نتائج أفضل من سلفه إلى الآن.
وبينما يستعد أوباما وإدارته لمغادرة الحكم نهاية هذا العام، يحل كيري ضيفًا على العاصمة الإيطالية روما اليوم وغدًا للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحثًا عن تحقيق إنجاز ولو "شكليًا"، أشبه بما حققته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس، قبل أشهر من نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وتمكنت "رايس" وقتها من إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، بالجلوس على مائدة المفاوضات في مؤتمر أنابوليس بأمريكا في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني من 2007.
وتعهد الطرفان في المفاوضات حينها بالتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهو ما لم يتحقق، ولكن على الأقل اجتمع الطرفان على مائدة التفاوض وذلك بعد سنوات من الجمود في عملية السلام.
ولا يسمح الوقت المتبقي على نهاية فترة ولاية أوباما الرئاسية بحدوث أي إنجاز يتجاوز مع ما حققته رايس، ولكن على الأقل، يمكن أن تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيق إنجاز شكلي بعقد مؤتمر للسلام، أشبه بمؤتمر "أنابوليس".
وكان نتانياهو قد رفض مقترحًا فرنسيًا لعقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق جهود السلام المتعثرة مع الفلسطينيين في مبادرة حظيت مؤخرًا بدعم الاتحاد الأوروبي.
ويقول مراقبون إن كيري سيحاول خلال لقاء روما إقناع نتانياهو بالتجاوب مع المقترح الفرنسي، بحثًا عن إنجاز لإدارة الرئيس أوباما في ملف عملية السلام بالشرق الأوسط، تحفظ به ماء وجهها.
ولفت المراقبون إلى أن اللقاء يأتي مباشرة قبل أن تنشر اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الشرق الأوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) تقريرًا عن سبل إحياء جهود السلام.
وجرت آخر جولة مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ربيع العام 2014، برعاية كيري، إلا أنها باءت بالفشل، ولا يشير تصاعد موجة العنف في الأشهر الأخيرة، إلى إمكانية حدوث أي تقدم.