فيلم "1917".. مهمة عسكرية بلقطة واحدة

الفيلم يدور حول مجندين للجيش الإنجليزي، يرسلهما قائد الجيش في مهمة لإيقاف هجوم يهم به فيلق من جيشهم، مما سينقذ 1600 عسكري

بمشهد متواصل دون انقطاع، يروي فيلم 1917 للمخرج سام ميندز قصة مهمة عسكرية كادت أن تكون مستحيلة لولا إصرار جنديين، في الحرب العالمية الأولى. 

تدور أحداث الفيلم حول مجندين في الجيش الإنجليزي، سكوفيلد وبلايك، اللذين يرسلهما قائد الجيش في مهمة لإيقاف هجوم يهم به فيلق من جيشهم، مما سينقذ 1600 عسكري. 

حصل الفيلم على جائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم درامي، كما نال مخرجه سام ميندز جائزة أفضل مخرج.

فيلم اللقطة الواحدة

صوُر الفيلم ليبدو وكأنه لقطة واحدة، إلا أنه في الواقع مجموعة من اللقطات الطويلة جداً، التي توحي بأنها لقطة متواصلة دون انقطاع.

وفي لقائه مع Insider قال المخرج إنه أراد من استخدام هذه التقنية جذب المشاهدين لرحلة مع تفاصيل الأحداث لحظة بلحظة ويقربهم عاطفيا لأبطال الفيلم، ليعيشوا ساعتين من عمر جنود خاضوا ويلات الحرب العالمية الأولى. 

وعلى الرغم من وجود أفلام مصورة بتقنية اللقطة الواحدة بالفعل، فإن ”1917“ أبدع باستخدام تقنية اللقطة الواحدة، وأخذَ التحدي في صناعة هذا النوع من الأفلام لمستوىً آخر.

وإلى جانب كل الصعوبات التي يواجهها صناع الأفلام المصورة كلقطة واحدة، مثل الحاجة للتخطيط الدقيق وضبط عمليات التصوير والمونتاج لتمنح الإحساس باستمرارية المشهد، تمكن منديس من تجاوز عقبة المكان والتنقل بالأبطال من موقع لآخر بانسيابية دون تكرار أي موقع لمرتين.

وتمضي أحداث الفيلم بخط مستقيم زماناً ومكاناً دون يُصوَّر أكثر من مشهد واحد في كل موقع، لتتحرك الكاميرا مع الممثل باتجاه واحد متنقلة بين أراضٍ شاسعة باتجاه أحد فيالق الجيش الإنجليزي ليوقف هجومه.  

رؤية نفذها مصور سينمائي

ويعد المصور السينمائي روجر ديكينز أحد أهم أسباب نجاح فيلم 1917، الحاصل على جائزة أوسكار كأفضل تصوير سينمائي عن فيلم Blade Runner 2049، والمشهور بفضل أعماله المميزة مثل "Skyfall" و”Sicario“.

واستخدم ديكينز لهذا لغرض كاميرات HD أصغر وأخف من المعتاد، التي قدمت صورة عالية الدقة وحركة انسيابية تنقلت بسهولة مع حركة الشخصيات، إضافة لكاميرات عُلقت على عدّة حبال لتلتقط مشاهد مثل تلك التي يقفز فيها الجندي سكوفيلد من على الجسر، كما تم الاستعانة بـ"درون"، أو الكاميرا بطائرة بدون طيار، لالتقاط بعض المشاهد الأخرى. 

الإضاءة الطبيعية هي الحل

بسبب اعتماد تقنية اللقطة الواحدة وتحرك الشخصيات المستمر كان من الصعب ضبط الإضاءة ونقلها كما هو معتاد في مواقع التصوير، لذلك اعتمد فريق العمل على الضوء الطبيعي في كثير من المشاهد.

ويذكر روجر ديكينز في لقائه مع موقع Insider كيف كان ساعدهم الطقس الغائم على التصوير، والذي يحجب الشمس ويقلل من الظلال.

ولأن الأحداث تدور خلال يوم واحد، كان على فريق العمل مراعاة مبدأ الاستمرارية، أي أنه في حال تراجع الغيوم حتى ولو لمدة بسيطة، يوقف التصوير خلال ذلك اليوم.

وكان عرض الفيلم قد بدأ قبل أيام فقط من حفل الجولدن جلوب، ولم يقدم أسماء كبيرة لأدوار البطولة، وأُنتج بميزانية بلغت 90 مليون دولار، وتمكن من حصد جوائز كثيرة، وإحداث أصداء كبيرة لهذا العمل السينمائي المختلف.