المستوطنون يجددون اقتحام "الأقصى".. والمرابطون يتصدون بـ"التكبير"

14 مستوطنًا يقتحمون المسجد الأقصى، وإصابة حارس أمن إسرائيلي في عملية طعن "جنائية" بالعفولة، والاحتلال يواصل حملة الاعتقالات.

اقتحم 14 مستوطنا إسرائيليا، المسجد الأقصى في القدس المحتلة، صباح اليوم (الاثنين)، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، بينما أُصيب حارس أمن إسرائيلي بجروح في عملية طعن بالعفولة، تبين لاحقًا أنها وقعت على خلفية جنائية، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على قطاع غزة، وظل ليل الضفة مسرحًا لعمليات الاقتحام والاعتقال التي تنفّذها قوات الاحتلال.

وقال مصدر مقدسي لبوابة "العين" الإخبارية، إن المستوطنين اقتحموا المسجد وسط حراسة مشددة لقوات الاحتلال وشرطته، وسط مظاهر استفزازية، وترديد هتافات عن "جبل الهيكل".

وذكر المصدر أن عملية الاقتحام جرت من جهة باب المغاربة وسط حراسات شرطية إسرائيلية كبيرة، فيما حاول عدد من الفلسطينيين الذين يرابطون في المسجد الأقصى الاعتراض عليها بهتافات التكبير الاحتجاجية.

وأشار المصدر إلى أنه في مقابل تسهيل اقتحام المستوطنين، تعمّد جنود وشرطة الاحتلال حجز بطاقات بعض الشبان الفلسطينيين خلال دخولهم المسجد، وكثّفوا إجراءات التفتيش على بوابات "الأقصى"، وواصلوا منع النساء المدرجة أسماؤهن على القائمة السوداء (60 امرأة من اللواتي يرابطن في المسجد) من الدخول.

وتستمر عملية الاقتحام لليوم الثاني على التوالي استجابةً لدعوات أطلقها متطرفون يهود لاقتحام المسجد بمناسبة ما يسمى بـ"عيد الحانوكاه" اليهودي، الذي بدأ أمس (الأحد) ويستمر حتى الخميس المقبل.

وتكررت الاقتحامات غير عابئة بالتنديد والغضب الفلسطينيين، وكانت المخططات الإسرائيلية ضد "الأقصى" هي الدافع الأساسي لانطلاق الانتفاضة الحالية مطلع أكتوبر الماضي، والتي أدت إلى استشهاد 115 فلسطينيا وإصابة أكثر من 13 ألفًا آخرين، إضافة إلى مقتل 18 إسرائيليًّا، وأمريكي، وفلبيني، وإصابة العشرات.

حادث "طعن جنائي" في "العفولة"
جاءت عملية الاقتحام بالتزامن مع حدث أمني في العفولة داخل إسرائيل تخلله استنفار كبير لقوات الاحتلال واستخدام طائرة مروحية في ملاحقة شخصين طعنا حارس أمن إسرائيلي لمدرسة، وأصاباه بجروح وتمكنا من نزع سلاحه.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن إصابة الحارس طفيفة، وإن المنفذَين هربا من المكان، وجرت مطاردة لهما من قبل مروحية إسرائيلية، وقوات راجلة، في ظل اعتقاد أن خلفية الهجوم "قومية"، ولاحقا أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن خلفية الهجوم "جنائية" دون تقديم مزيد من التفاصيل.

غارة على غزة
وفي وقت مبكر، فجر أمس (الأحد)، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على موقع للمقاومة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وقال الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ياسر عبد الغفور، لبوابة "العين" الإخبارية، إن طائرة حربية إسرائيلية من طراز "إف 16" قصفت بصاروخين موقعًا يتبع كتائب القسام في حي الزيتون في غزة، وتسببت في أضرار دون وقوع إصابات.

من جهته، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن طائرة من سلاح الجو أغارت على هدف للجناح العسكري لحماس في شمال قطاع غزة؛ ردًّا على حوادث إطلاق نار باتجاه آليات عسكرية مرت بمحاذاة حدود القطاع خلال الأيام الأخيرة، دون وقوع إصابات.

كان اليومان الماضيان قد شهدا إطلاق نار فلسطيني تجاه جرافة ودورية للاحتلال كانتا تقومان بأعمال الصيانة والدورية على السياج الحدودي، فيما شهد مساء أمس شن الطيران الحربي الإسرائيلي عديدًا من الغارات الوهمية خصوصًا في سماء وسط القطاع.

10 معتقلين في الضفة
ظل ليل الضفة مسرحًا للاقتحامات الواسعة والاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال، التي طالت 10 مواطنين على الأقل، وفق إحصائية أولية، حيث اقتحمت قوات الاحتلال فجرًا، مدينة الخليل وبعض القرى المجاورة واعتقلت 5 مواطنين على الأقل بينهم 3 أطفال بعد مداهمة بيوتهم وتفتيشها، وفق مصادر محلية.

وقال الناشط إيهاب الجعبري لبوابة "العين" الإخبارية، إن قوات الاحتلال داهمت بلدة حلحول شمال المدينة، واعتقلت الطفلين الشقيقين ليث وأحمد باجس البو (16 و13 عاما) لينضما إلى والدهما الأسير، فيما اعتُقل الطفل راشد أبو عصبة (13 عاما)، رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما داهمت القوات حي خلة حاضور في مدينة الخليل، واعتقلت الشاب كايد محمد اليمني (29 عاما)، بعد تفتيش منزله.

وقال المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أمر، محمد عوض، إن قوات الاحتلال داهمت فجرًا منطقة وسط البلدة، واقتحمت منزل المواطن يوسف حسن اخليّل، وفتشته، واعتقلت نجله الأسير السابق أكثم (25 عاما)، واقتادته وهو معصوب العينين إلى مكان وجود الآليات العسكرية، حيث تم نقله في جيب عسكري إلى معسكر "عتصيون" شمال الخليل.

وفي تطور لافت، سلّمت قوات الاحتلال الليلة الماضية، 6 مواطنين على الأقل في البلدة، أوامر تمنعهم من بناء منازلهم، أو استصلاح أراضيهم دون إبداء الأسباب.

واعتقلت قوات الاحتلال الشابين لطفي محمد أبو النصر، ومحمد الشلبي، بعد مداهمة منزليهما في جنين، كما داهمت عشرات المنازل وجرى التنكيل والتحقيق مع ساكنيها.

واعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من بلدتي قريوت وسبسطية، في نابلس شمال الضفة، خلال حملة دهم واسعة في البلدتين، وذكر مصدر أمني أن المعتقلَين بينهما: "محمد سليمان حسان وغانم محمود عبد الله، وهما أسيران محرَّران، وقتيبة عازم" .

وسلمت قوات الاحتلال 3 شبان من مخيم عايدة ومنطقة العبيات، بلاغات لمراجعة مخابراتها في مجمع مستوطنة "غوش عتصيون" جنوبًا، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها.