طلاق بريطانيا وأوروبا.. معركة بالريشة بين المؤيدين والمعارضين
بوابة "العين" ترصد أبرز أعمال الكاريكاتير التي تناولت أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
المعروف عن رسم الكاريكاتير أنه يجسد واقع حالة أو قضية بشكل ساخر في اطار مبسط ليستطيع العامة فهم الأزمة أو المشكلة، وجاءت أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كمصدر الهام للعديد من رسامي الكاريكاتير حول العالم.
وترصد بوابة العين كيف تعامل العالم مع الخروج من الاتحاد الأوروبي.
بريطانيا:
قبل أيام قليلة من الاستفتاء، انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض للخروج.
ورأي المؤيدون للخروج أن بريطانيا يجب أن تتحرر من قيود الاتحاد الأوروبي، وأن خروجها هو قوة لها على أوروبا لا العكس، ورصد الفنان كورتيز هذه النظرية عن طريق رسم الاتحاد الأوروبي، ممثلا في رئيس مفوضيته جان كلود يونكر، مصلوبا على جدار علم المملكة المتحدة في إشارة الى قوة بريطانيا على أوروبا.
وبالنسبة لمعارضي الخروج، كانت أغلب الرسومات عن أخطار الخروج والقلق من المستقبل، مثل ما أوضحه الرسام "والجرين" عن حالة التخبط والخوف التي تحوم حول الاقتصاد البريطاني برسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في حالة من الهلع ممسكا بعلم الاتحاد الأوروبي المحترق وخلفه مؤشرات متهاوية عن الاقتصاد البريطاني قبل يوم من استفتاء الخروج.
ورأي رسامون آخرون أن الخروج نفسه هو خطوة حمقاء، حيث قامت ماريان كمنسكي بتوضيح الصورة بشكل مباشر عن طريق رسم شخص بريطاني يستعد للقفز من الطائرة ممسكا بعلم بريطانيا، ويقف بجواره شخص يسأله قائلا "المعذرة يا سيدي، هل يمكنني أن اقترح أخذ مظلة للقفز معك؟" ليرد عليه الشخص البريطاني "شكرا، العلم سيقوم بالمهمة" في إشارة إلى بداية سقوط طويل ومؤلم لبريطانيا ظنا منها أنها ستستطيع وحدها التغلب على الصعوبات التي تلي خروجها من الاتحاد الأوروبي.
بقية أرجاء العالم:
مع صدور نتائج الاستفتاء، قام العديد من فناني الكاريكاتير العالميين بوصف الحالة المزرية التي وصلت اليها بريطانيا على حد وصفهم، حيث مثل الخروج بالنسبة لمعظمهم اتجاه بريطانيا نحو العزلة الأوروبية والدولية، ويمكن رؤية هذا الاتجاه في العديد من الرسومات.
وقام الفنان السويسري اللبناني الأصل شابيت برسم المملكة المتحدة على هيئة جزيرة طافية ومنعزلة في المحيط كتب عليها يافطة تقول "أخيرا نحن احرار"، حيث تقف سيدة عجوز قائلة "من سنلوم على أخطائنا الآن؟" ونشرت في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وقامت صحيفة دير شبيجل الألمانية بنشر كاريكاتير للفنان كلاوس ستوتمان ممثلا فيه الاتحاد الأوروبي بحافلة تمر عبر مضيق جبلي، بينما تصرخ بريطانيا قائلة "توقف! أريد الخروج".
وقام رسام الكاريكاتير الأمريكي ديف جرانلند برسم كاميرون مقيدا ومجبرا على القفز من أحد السفن التي كتب عليها "المملكة المتحدة"، على الطريقة التي كان القراصنة يقتلون ضحاياهم بها في القرن الثامن عشر، وخلفه سيف علق عليه ورقة تقول "استفتاء خروج بريطانيا"، ونشر على موقع بوليتيكو الأمريكي بعد إعلان كاميرون عن استقالته بعد نتيجة الاستفتاء التي أيدت الخروج من الاتحاد الأوروبي.
لكن فنانين آخرين رأوا أن خروج بريطانيا هو خسارة لكل من بريطانيا نفسها والاتحاد الأوروبي في نفس الوقت، حيث قام الرسام النمساوي بيتار بيسميستروفيك برسم زعيم حزب الاستقلال نايجل فاراج، وهو يقف على قطعة صخر متصدعة تمثل بريطانيا وبجانبها مطرقة تمثل استفتاء بريطانيا، ويرقد ديفيد كاميرون تحت تلك الأشياء وخلفهما الاتحاد الأوروبي الذي بدا متصدعا ومقتربا من الانهيار.