التوقيت الصيفي في مصر بين خيارين إما 8 يوليو/تموز المقبل وإما الانتظار لحين فصل البرلمان في القانون والطلب المتعلق.
"البرلمان يوافق على إلغاء التوقيت الصيفي".. "تطبيق التوقيت الصيفي يبدأ 5 يوليو/تموز (آخر أيام شهر رمضان)".. "الحكومة تعلن بدء التوقيت الصيفي الجمعة 8 يوليو".. هذه ليست مجموعة اختيارات بين الأقواس أمام المصريين ولكنها أخبار متضاربة تداولتها وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية.
ما زاد حيرة غالبية المصريين أن يوم الثلاثاء، يوافق أخر أيام شهر رمضان، وهو ما يعني تغيير توقيت السحور والإفطار، كما أن شريحة كبيرة قد تغفل التوقيت الجديد، لاعتيادهم السحور والإفطار في مواعيد بعينها طوال الشهر الكريم.
وازدادت الحيرة مع الأخبار، التي تتعارض مع بعضها البعض، فليس هناك قول فصل ما إذا كان التوقيت الصيفي سيبدأ الثلاثاء أم الجمعة أم سيرجأ الأمر لحين الفصل فيه في الجلسة المقبلة للبرلمان الذي وافق بالإجماع على مشروع قانون إلغاء التوقيت الصيفي.
ونقلت عدد من المواقع الإخبارية تصريحات نسبتها للمستشار مجدي العجاتي، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، قال فيها إن الحكومة ستطبق التوقيت الصيفي بدءاً من يوم 5 يوليو/تموز الحالي، حتى إقرار مجلس النواب قانون إلغاء التوقيت الصيفي بشكل نهائي.
لكن العجاتي قال لبوابة "العين": الحديث عن تطبيق التوقيت الصيفي يوم الثلاثاء أمر عار من الصحة، وما نقل عني تم نقله بالخطأ، كنا نتحدث عن يوم الجمعة الموافق 8 يوليو، وليس 5 يوليو.
وأضاف الوزير المصري، في تصريحات خاصة عبر الهاتف، غدًا سنبحث مسألة التوقيت الصيفي، في اجتماع مجلس الوزراء، وسنتخذ قرارنا بعد دراسة الخيارين، سواء تطبيقه الآن أو الانتظار لما بعد جلسة البرلمان، وفي حال تطبيقه سيكون الجمعة وليس الثلاثاء، وحتى أخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي 8 يونيو/حزيران الماضي، وافق مجلس الوزراء، على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء، والذي ينص على تحديد التوقيت القانوني لمصر بإضافة ساعتين إلى التوقيت العالمي وهو ما يعني بدء التوقيت الصيفي بدءًا من الجمعة الموافق 8 يوليو/تموز عام 2016 حتى نهاية يوم الخميس الموافق 27 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام.
وبعد مرور 20 يومًا، وافق مجلس النواب على مشروع قانون إلغاء التوقيت الصيفي، من حيث المبدأ وفى مجموعه، وذلك بناء على طلب مقدم من النائبين أسامة هيكل ومحمد العقاد، وموقع عليه 120 نائبًا بالبرلمان، للمطالبة بإلغاء هذا القانون نهائيًّا.
ويضع هذا التناقض في المواقف، الحكومة أمام خيارين إما الموافقة على إلغاء التوقيت الصيفي وتحمل الدولة أعباء مالية في قطاعات عدة، أو تطبيقه يوم 8 يوليو والعمل به ثم العودة لتحديد مصيره مرة أخرى تحت قبة البرلمان الذي سينعقد يوم 17 يوليو.
ضمن الأعباء المالية التي قد تتحملها الدولة، قال صفوت مسلم، رئيس شركة مصر للطيران، إن الشركة ستتكبد خسائر بنحو 18مليون جنيه مصري، ما يعادل 2 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة المتبقية في حال إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي.
وأوضح المسؤول المصري أن العدول عن تطبيق قرار الحكومة، والذي تم إخطار الاتحاد الدولي للنقل الجوي وأنظمة الحجز به، سيسفر عن حدوث بعض التأخيرات في إقلاع الرحلات أو عدم تمكن بعض المسافرين من اللحاق برحلاتهم.
وأضاف أن شركات الطيران قد تتحمل دفع تكلفة إضافية لأنظمة الحجز تقدر بنحو 80 سنت في المتوسط لكل مقطع سفر.
وخلال الـ 5 سنوات الماضية، حدث تخبط في تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي، ومؤخرًا أرجأت الحكومة المصرية العمل به، لنهاية أبريل/نيسان الماضي، إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان، ثم تراجعت وأحالت القرار للبرلمان لاتخاذ الإجراءات التشريعية.
وامتد هذا التخبط، إلى سخرية عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فقالت دينا عزت عبر حسابها على موقع "فيس بوك": طيب تتفقوا علشان في طيارات وقطارات وتليفونات وبنوك وشوية رفايع كده (بعض الأمور البسيطة الأخرى).
وعلقت وفاء عبد الله، عبر حسابها على "الفيس بوك": إنه الفراغ يا سادة.
وفي حال إقرار التوقيت الصيفي، ستكون المرة الخامسة، التي يغير فيها المصريون، توقيتهم، في 416 يومًا (بدأ التوقيت في 15 مايو/أيار 2015، بعد توقف دام أكثر من 3 سنوات.
ويقصد بالتوقيت الصيفي تغيير التوقيت الرسمي في البلاد مرتين سنوياً ولمدة عدة أشهر من كل سنة، حيث تتمُّ إعادة ضبط الساعات الرسمية بتقديم عقارب الساعة 60 دقيقة في بداية فصل الربيع، ثم العودة إلى التوقيت العادي (التوقيت الشتوي) بتأخير الساعة لمدة 60 دقيقة، في فصل الخريف.
وكان الأمريكي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي عام 1784، لكن لم تبدأ الفكرة جديًّا إلا في بداية القرن العشرين، وتحقَّقت الفكرة لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا.
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg
جزيرة ام اند امز